الوطن العربى والثروة السمكية
أيمن الشوربجى
رئيس مجلس إدارة مجلة أسماك
الوطن العربى غنى بثرواته المائية المتعددة ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة نظرا لطول سواحله وتعدد بحاره وبحيراته وكثره مجاريه المائية العذبة ومستنقعاته. ولقد عرف معظم هذه الثروات واتخذوا منهم غذاءهم فقد أمكنهم صيد الأسماك البحرية منذ القدم والإعتماد عليها كغذاء رئيسى.
تشكل الأسماك أهم موارد الثروة المائية فى الوطن العربى وأوسعها انتشارا وأكثرها إستغلالا لأنها تمد سكان هذا الوطن بغذاء بروتينى أساسى يحميهم من أمراض سوء التغذية, ويعوض النقص الواضح فى الثروة الزراعية أو الحيوانية عند بعض الأقطار العربية, كما أن زيادة الإنتاج السمكى تؤدى إلى ازدهار مشروعات التصنيع التى من أهمها صناعة حفظ وتعليب الأسماك , وصناعة استخراج الزيوت والشحوم السمكية التى تستخدم فى علف الحيوان والدواجن.
ورغم طول السواحل العربية (21100 كيلومتر ) وتعدد البحار المطلة عليها, وكثرة البحيرات والمسطحات والمجارى المائية الداخلية المختلفة إلا أن إنتاج الوطن العربى من الأسماك لم يتعد 1.4% من جملة الإنتاج العالمى ، وهذا يظهر ضالة الإنتاج العربى من الأسماك رغم الإمكانيات الكبيرة الكامنة فى المسطحات المائية العربية ، ويرجع ذلك إلى بدائية الأساليب المستخدمة فى عمليات الصيد البحرى وخاصة أن السفن المستخدمة معظمها شراعية أو تسير بالمجاديف مما أدى إلى قصر معظم عمليات الصيد على المسطحات المائية المجاورة لليابس ، ومع ذلك فخلال السنوات الأخيرة بدأ استخدام السفن الآلية المجهزة بوسائل التبريد على نطاق واسع وخاصة فى المغرب ومصر ومنطقة الخليج العربى ، حتى أن أساطيل الصيد العربى الحديثة تجوب حاليا أعالى البحار والمسطحات المائية الممتدة غرب القارة الأفريقية لغناها بالأسماك كما أن صعوبة النقل بين معظم المناطق الساحلية والأجزاء الداخلية المزدحمة بالسكان والتى تشكل الأسواق الرئيسية لتصريف الأسماك يزيد من تكاليف الإنتاج السمكى ويقلل الفترة الزمنية لصلاحية الأسماك وخاصة انه لا تستخدم وسائل التبريد على نطاق واسع حتى الآن.
تبقى مشكلة الافتقار إلى رؤؤس الأموال التى تمكننا من استغلال مسطحات مائية واسعة تزخر بثروتها السمكية فى الوطن العربى ، فعلى سبيل المثال بحيرة ناصر الواقعة جنوب مصر مثلا غناها الكبير بالعديد من أنواع الأسماك كبيرة الحجم التى يمكن استغلالها على نطاق اقتصادى ، إلا انه يقابل ذلك عدة صعوبات من أهمها توفر رؤؤس الأموال التى تحقق ذلك. يجب أن نأخذ فى الاعتبار عزوف السكان فى جهات متعددة من الوطن العربى عن احتراف الصيد والحرف المرتبطة بهذا القطاع تمثل عقبة كبرى وتحديا حقيقياً أمام تنمية الثروة السمكية.
المصدر : مجلة أسماك
إعداد : أمانى إسماعيل