بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

الزراعة العضوية هي إحدى صور الزراعة المستدامة التي تهدف إلى تجنب الاستخدام المباشر للأسمدة الكيميائية المعتاد تداولها- كذلك تجنب استخدام المبيدات الكيميائية ومنظمات النمو والمواد التي تضاف إلى علائق الحيوانات. وتحكم الزراعة العضوية قواعد وقوانين معينة، كما أنها تراقب بمراكز تفتيش تمنح الشهادات الدالة على الإنتاج العضوي، وذلك لضمان إنتاج غذاء صحي.

والزراعة العضوية تلقي قبولا في المجتمعات الأوربية وأمريكا، كما تنتشر بسرعة في جميع دول العالم. وتقدر نسبة المنتجات العضوية في الدول الغربية بحوالي 10%، كما يقدر حجم التجارة العالمية في المنتجات العضوية بحوالي 10 بليون دولار، والمتوقع أن تصل إلى 100 بليون دولار في العشر سنوات القادمة.

وتقدر المساحة المزروعة عضويا حاليا في جمهورية مصر العربية بحوالي 15 ألف فدان. وهناك اتجاه لزراعة مناطق الاستصلاح في توشكى وسيناء وسيوة بزراعات عضوية يوجه إنتاجها أساسا للتصدير.

والتربة الجيدة الصحية هي الأساس في الإنتاج الزراعي العضوي، لذا يجب العمل على تحسين خواصها الطبيعية والكيميائية والحيوية باستمرار، وهي الأساس لكي يكون مهد النبات مناسبا لإنتاج عدد من المحاصيل المختلفة وبطريقة اقتصادية. والزراعة العضوية تعني في المقام الأول، الاعتماد على المصادر العضوية( الأسمدة العضوية)، لتنشيط الدور الحيوي بالإضافة إلى كونها مصدر مباشر للعناصر الغذائية، كما أن لها دور غير مباشر في إذابة العناصر الغذائية غير الميسرة، وكذلك تحسين خواص التربة من تهوية وحركة المياه.

وعند الاتجاه إلى الإنتاج الزراعي العضوي يفضل أن يكون الإنتاج الزراعي متكاملا( إنتاج المحاصيل مع الإنتاج الحيواني). كما يلزم التعرف على مصادر المخلفات العضوية وكميتها والطرق الصحيحة لتحضيرها وتخزينها، مثل تحضير وتخزين السماد البلدي وتحضير سماد المكمورة COMPOST "الكمبوست" كما أن إضافة المصدر النيتروجيني العضوي المتوفر والصخور والمعادن الطبيعية مثل صخر الفوسفات والفلسبار ينشط ويسرع من نضج المكمورة ويعمل على الحصول على سماد عضوي غني بالعناصر.

أسس الخدمة في الإنتاج الزراعي 

  •  أن يكون الإنتاج الزراعي متكاملا( إنتاج محاصيل وإنتاج حيواني).
  •  اتباع دورة زراعية مناسبة مع زراعة المحصول المناسب للتربة والمناخ.
  •  تحسين مهد النبات بالتهوية الجيدة عن طريق تحسين خواص التربة باستخدلم الأسمدة العضوية.
  •  معالجة الملوحة والقلوية في التربة، لذا يلزم أنشاء الصرف المناسب حتى لا تتدهور خواص التربة.
  •  توفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات، بالأعتماد أساسا على الأسمدة العضوية الجيدة الغنية بالعناصر، وذلك إما من إنتاج المزرعة ذاتها أو من مصادر أخرى معتمدة.
  •   تقدير وتوفير الاحتياجات الغذائية للمحاصيل المختلفة مع الأخذ في الاعتبار نوع المحصول والإنتاج المستهدف وقدرة التربة الإمدادية لكل عنصر وكفاءة السماد العضوي المضاف، كذلك كفاءة النبات في أمتصاص العنصر من التربة.
  •  تنشيط التربة حيويا عن طريق استخدام الأسمدة الحيوية. اختيار نظام الري المناسب طبقا لاحتياجات المحصول.
  •  اتباع الوسائل الزراعية للحد من انتشار الحشائش وذلك بالطرق اليدوية أو الميكانيكية.
  •  اتباع الوسائل والإرشادات الزراعية الصحيحة للحد من انتشار الأمراض والآفات الحشرية. وفي حالة المكافحة تتم بالوسائل الطبيعية مثل استخدام المستخلصات النباتية او مصائد الحشرات أو المقاومة الحيوية.
  •  قواعد وقوانين مراكز التفتيش في الزراعة العضوية الزراعة العضوية ما هي إلا نظام للزراعة مبني على الأسس العامة للإنتاج الزراعي، ويراقب هذا النظام تحت نظام توجيهي وتفتيش متفق عليه تحكمه قواعد وأسس وضعت لتفي باحتياجات المستهلك.

وفي جمهورية مصر العربية توجد عدة جمعيات وهيئات تقوم بهذه المراقبة، ومنح الشهادات الدالة على أن هذه المنتجات عضوية فعلا، وحتى الآن فإن تلك الهيئات تطبق القواعد والمعايير التي وضعها الاتحاد الأوروبي وصدر بها قانون في عام 1991، والذي تطبقه جميع الدول المنضمة إلى الاتحاد الأوروبي( EU/20092/91) وقد تمت عليه عدة تعديلات حتى عام 2000. ويشمل قانون الاتحاد الأوروبي قواعد وأسس بالنسبة للتسجيل والمراقبة ومنح الشهادات.

خواص الجودة والمميزات للمنتجات العضوية
ثبت من الدراسة في كثير من البلدان الأوربية وأمريكا أن هناك أفضلية من طعم المنتجات العضوية عن تلك المنتجة بالطرق التقليدية، كما ثبت أن خصائص المنتجات العضوية تجعلها أكثر ملائمة لعمليات الحفظ، علاوة على انخفاض درجة تدهورها بطول فترة التخزين، حيث يصل متوسط التدهور في الخواص بالتخزين إلى 30% للمنتجات العضوية مقاونة بـ 46% للمنتجات التقليدية. أما بالنسبة للقيمة الغذائية، فيهتم المستهلك بمدى ما يحتويه المنتج من بروتينات وفيتامينات وعناصر غذائية من ناحية وبمدى خلوه من مكسبات الطعم واللون وبقايا المبيدات. من الدراسات التي تمت أيضا في ألمانيا ثبت احتواء المنتجات العضوية على نسبة أقل من المسموح بها من بقايا المبيدات، كما ثبت من دراسة كمية المحصول لكثير من الخضر والفاكهة، انخفاض المحصول في الزراعات العضوية بمتوسط 25% ولكنه تفوق في محتواه من البروتينات والمادة الجافة وفيتامين C، وكذلك في محتواه من الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم علاوة على انخفاض محتواه من النترات والأحماض الحرة. وقد ثبت أن النترات الحرة تتحول إلى نيتريت نتيجة عملية الطهي والتي بدورها يمكن أن ترتبط بمركبات أمينية مكونة مواد مسببة لأمراض سرطانية.

وينصح بصفة عامة عند الاتجاه إلى الزراعة العضوية، البدء بمساحة صغيرة أولا، ثم التوسع بعد ذلك طبقا لاحيتاجات السوق، كما يراعي أيضا ضرورة التنسيق مسبقا لضمان بيع وتوزيع المنتجات العضوية.

يوضح المخطط التالي الخطوات الواجب اتباعها عند التقدم لأي من هيئات المراقبة والتفتيش عند تسجيل المزرعة أو المصنع ضمن النشاط العضوي

المصدر:

  • مجلة شمس العدد 65 - ديسمبر 2003
  • بقلم: د/ عبد المنعم محمد - أستاذ علوم الأراضي المتفرغ -  كلية الزراعة جامعة عين شمس
  • Currently 965/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
337 تصويتات / 8936 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2009 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,080,800

الشعاب المرجانية