بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

أشجار حدائق الفاكهة تحتاج إلى مجموعة من العناصر المغذية الضرورية بتركيزات معينة وبكميات متوازنة حتى يمكنها أن تعطى أفضل نمو وأحسن إنتاج مما يعود بالربح الاقتصادي على المزارعين وهذه العناصر المغذية من الأهمية بمكان لأشجار الفاكهة بحيث أنه لا يمكن للأشجار أن تنمو وتثمر بصورة طبيعية في حالة نقص أي عنصر منها، حيث أن هذه العناصــر تشترك بطريقة مباشرة في العديد من العمليات الكيموحيوية الهامة داخل الأشجار.

وتقسم العناصر المغذية الضرورية اللازمة لأشجار الفاكهة إلى مجموعتين رئيسيتين:

أولا ً: العناصر المغذية الكبرى Macronutrients
وهى تلك العناصر التي تحتاجها الأشجار بكميات كبيرة نسبيا مثل النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم المغنسيوم والكبريت.

ثانيا ً : العناصر المغذية الصغرى Micronutrients
وهى تلك العناصر التي تحتاجها الأشجار بكـميات صغيرة نسبيا مثــل الحديد والمنجنيز والزنك والنحـاس والبورون والموليبدنيوم وغيرها.

وهذه العناصر المغذية الكبرى والصغرى تحصل عليها الأشجار غالبا عن طريق امتصاصها من التربة بواسطة مجموعها الجــذري , وإن كان بعضها يمكن إضافته مباشرة عن طريق الأوراق. وبالإضافة إلى هذه العناصر المغذية المعدنية فإن الأشجار تحتاج أيضا إلى عناصر الكربون والتي تحصل عليه من ثاني أكسيد الكربون (ك أ 2 ) الجوى والأيدروجين والأكسجين والتي تحصل عليها من الماء (يد 2 أ )، وعلى ذلك فإن المقصود بالتسميد هو عملية إضافة هذه العناصر المغذية لأشجار الفاكهة وذلك بغرض تعويض خصوبة التربة من هذه العناصر المغذية غير الموجودة بها أو الموجودة بكميات غير كافية لحاجة الأشجار أو الموجودة في صورة غير ميسرة للامتصاص بواسطة الجذور.

وقبل الخوض في قواعد تسميد حدائق الفاكهة لابد أن نوضح بعض الدلائل الهامة بالنسبة للأراضي ومفهوم الخصوبة على النحو التالي :

كيفية اتخاذ القرارات التسميدية لأشجار الفاكهة:

تعتبر عملية تسميد حدائق الفاكهة من أهم العمليات الزراعية التي تؤدى إلى زيادة غلة وحدة المساحة ويحكم التسميد العديد من العوامل والتي يجب
على من يمارسون مهنة الزراعة الإلمام بها حتى يمكن لهم اتخاذ قرارات تسميدية تفي بالغرض من عملية التسميد بأعلى كفاءة ممكنة وتتمثل هذه العوامل في الأتي :

1- الخواص الكيمائية للأراضي الزراعية :

يوجد العديد من أنواع الأراضي والتي يمكن تشجيرها بأنواع مختلفة من أشجار الفاكهة . وتعتبر الخواص الكيمائية للأراضي من أهم العوامل التي تؤثر على اختيار نوع الأشجار التي يجب أن تزرع بها وكذلك اختيار نوع السماد الذي يجب أن يضاف إليها.

وتحدد مادة الأصل التي نشأت منها الأرض العديد من الخواص الكيمائية لها وكذلك تحدد عمليات تكوين الأراضي السمات الكيماوية الخاصة بها, حيث
نجد أن الأراضي الرسوبية الناتجة عن النقل بمياه الأنهار تختلف خواصها الكيماوية عن تلك الأراضي الناتجة عن النقل بالرياح والاثنتين يختلفا عن
الأراضي الناتجة عن الترسيبات البحرية , فالأولى تتسم بقوام طيني أو طمي والثانية تتسم بقوام رملي والثالثة يمكن أن يكون قومها رملي أو طمي.

وتلعب أحجام حبيبات الأرض دورا هاما في تحديد العديد من الخواص الطبيعية والكيميائية والحيوية للأراضي الزراعية , وعموما يتكون الطور
الصلب لنظم الأراضي الزراعية من مكونين أساسيين أولهما عبارة عن مكون معدني والثاني عبارة عن مكونات عضوية بما فيها من كائنات حية دقيقة
وغير دقيقة . أما المكون الأول فهو عبارة عن خليط من معادن أولية وأخرى ثانوية وكل منهما يأخذ أحجاما مختلفة تحددها عوامل وعمليات تكوين
الأراضي , ويمكن القول إن المكون المعدني يتوزع حجمياً إلى حبيبات الرمل وتتراوح أقطار حبيباته من 0.02 - 2.00 ملليمتر والسلت والمعروف
باسم الغرين وتتراوح أقطار حبيباته من 0.02 ـ 0.002 ملليمتر والطين وهو عبارة عن جميع الحبيبات التي تقل أقطارها عن 0.002 ملليمتر.

ويعبر عن هذا التوزيع الحجمي للمجاميع الثلاثة ما يعرف بقوام الأرض (Soi texture ) ومن معرفة قوام الأرض يمكن التنبؤ بالعديد من الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية للأراضي الزراعية والتي لها تأثير كبير على متخذي القرارات السمادية , أما المكون العضوي فهو عبارة عن المواد العضوية القديمة والتي تتميز بالمقاومة للانحلال والتي يطلق عليها اسم دبال الأرض، بالإضافة إلى المواد والمخلفات العضوية الحديثة التي لم تتحلل بعد مضافا إليها جميع الكائنات الحية الدقيقة بالأرض.

ومن بين أهم الخصائص الكيماوية للأراضي ما يطلق عليه المختصين بعلم الأراضي برقم الأراضي برقم الحموضة والمعروف بال PH الذي يمكن
تعريفه بأنه اللوغاريتم لتركيز الهيدروجين بالجرام الأيوني في اللتر, ويمكن توضيح دلالة رقم pH بأنه إذا كانت قيمته 7 تصبح الأرض متعادلة, وإذا قلت قيمته عن7 تصبح الأرض حامضية , وإذا زادت قيمته عن 7 تصبح الأرض قلوية, ويعتبر pH الأرض أحد العوامل الهامة التي يعول عليها اختيار السماد المناسب للأرض المستخدمة.

 والشكل التالي يوضح تدرج أنواع الأراضي تبعا لتدرج رقم الحموضة:

 

 

يؤثر pH الأرض على نمو النبات وتطوره من خلال تأثيراته على مدى تيسر العناصر المغذية اللازمة لنمو النبات. وتعتبر القيم التي بين 6ـ7 هى الأنسب لاستغلال وامتصاص العناصر المغذية من أشجار الفاكهة.

ويمكن تحديد التأثيرات التالية عند انخفاض تركيز أيونات الهيدروجين أو زيادته في محلول التربة:

  • (أ) إن زيادة قلوية التربة(ارتفاع رقم pH التربة) تؤثر على صلاحية بعض العناصر المغذية وخير مثال لذلك الفوسفات التي تتحول إلى صور قليلة الذوبان (فوسفات ثلاثي الكالسيوم) وكذلك ما يحدث لمعظم العناصر المغذية الصغرى إذ يقل تيسرها للامتصاص من قبل النبات. ويصبح الوسط أيضا ملائما لتطاير الأمونيا من معظم الأسمدة النيتروجينية المضافة.
  • (ب) يعتبر أيون الهيدروجين من أقوى وأنشط الأيونات بالنسبة للتفاعلات الكيماوية وذلك في الأوساط التي يتواجد بها وبثت إن زيادة تركيز أيونات الهيدروجين في محلول التربة يعمل على تشجيع عمليات التجويد للمعادن الأولية مما يؤدى إلى انطلاق العديد من العناصر الغذائية مثلى:
  • (ج) إن إذابة عدد العناصر المعدنية نتيجة لعمليات التجوية إلى محلول التربة يؤدى إلى زيادة تركيز هذه العناصر وقد تتجاوز حدود الاحتياجات المرغوبة مما ينعكس ذلك بالسلب على إنتاجية الأشجار بسبب التأثير السام مثال لذلك عند زيادة تركيز المنجنيز والألمنيوم في الأراضي الحامضية.
  • ( د) يؤثر PH الأراضي على نشاط الكائنات الحية الدقيقة وأحياء التربة ويحدد أيضا نوعية هذه الكائنات الدقيقة. وقد ثبت إن السيادة تكون للفطريات عند PH أقل من 5.5 بينما تكون السيادة إلى البكتريا عند PH أعلى من ذلك . وهذا يعنى أن الكثير من النشاطات البيولوجية والعمليات المرتبطة بها تتحدد بدرجة حموضة التربة. ولكن غالبا ما تكون الظروف المتعادلة أفضل للكثير من تلك العمليات.
  • (هـ) تؤثر درجة حموضة التربة على تحديد نوعية الصور السائدة للعناصر في محلول تربة مما يحدد ذلك طبيعة امتصاص العناصر الغذائية. فالأنيونات السالبة مثل النترات NiTrate والفوسفات Phosphate ثبت إنها تمتص بدرجة كبيرة في الظروف القليلة الحموضة بسبب سيادة الصور الملائمة للامتصاص مثل H2PO4 وإن امتصاص الأيونات الموجبة يكون أكثر في ظروف الأراضي المتعادلة.
  • (و) تؤثر درجة حموضة التربة على قيمة السعة التبادلية الكاتيونية إذ ترتفع مع ارتفاع قيم PH التربة عندما تضاف الشحنة السالبة المرتبطة في قيمة الــ PH التي يكون مصدرها غالبا المادة العضوية ومكوناتها (المجاميع الفعالة) إلى كمية الشحنة السالبة الناتجة من الإحلال المتماثل لأي الشحنة الدائمة.
  • (ز) تؤثر درجة حموضة التربة عل سير العديد من تفاعلات الأكسدة والاختزال بالتربة. كما تصف ذلك المعادلات التالية:

KوMgو Mn والألمونيوم كما يعمل على إذابة العديد من الأملاح مثل أملاح الكربونات والفوسفات والكبريتات كما تبين ذلك بالمعادلات التالية:

2_ خصوبة الأراضي:

كما هو معرف علميا بان الزراعة هى عملية استغلال الأرض في إنتاج النباتات النافعة للإنسان بطرق اقتصادية مربحة, وقدرة الأرض على هذا الإنتاج تسمى الخصوبة, فالأرض الخصبة هى التي يمكن استغلال بربح في إنتاج النباتات, وكلما كانت الأنواع التي تنتجها الأرض جيدة الصفات, كبيرة المقدار كانت خصوبتها عظيمة, وإذا زادت قيمة نفقات الإنتاج في أرض ما عن قيمة الإيرادات سميت إنتاجيتها بتحت حدية, أما إذا تساوت قيمة الإيرادات مع قيمة التكاليف قيل إن إنتاجيتها حدية, أما إذا زادت قيمة الإيرادات على قيمة التكاليف قيل إن إنتاجيتها فوق حدية ويطلق عليها أرض خصبة, وقد تكون الأرض قليلة الخصوبة أو متوسطة الخصوبة أو عالية الخصوبة ويقيم ذلك حسب مقدار هذه الزيادة, فليس القصد من الخصب نوع الإنتاج ومقداره فحسب ولكن يقصد منه الربح أيضا, بل الربح أهم ما يقصد إليه المشتغلين في مخال الزراعة من استعمال أراضيهم في الإنتاج الزراعي.

ولخصوبة الأرضي ركنان أساسيان الأول ويشمل الإنتاج المادي والثاني يشمل الربح المادي ولهذا تقسو العوامل التي ينشأ عنها خصوبة الأراضي إلى قسمين رئيسين هما:

  1.  عوامل طبيعية تتعلق بخواص الأرض المستغلة وطبوغرافيتها والظواهر الطبيعية للمناخ المسيطر عليها وكذلك الصفات الوراثية لكل ما يراد إنتاجه, فهذه العوامل تتحكم في نوع الإنتاج وكميته وصفاته.
  2.   عوامل اقتصادية وهى العوامل غير الطبيعية التي تؤثر في مصاريف الإنتاج الزراعي وفى أثمان المحاصيل وفى صافى الربح.

وتتوقف عوامل الخصوبة الطبيعية على الأتي:

  • أولا: توفر متطلبات أشجار الفاكهة في الأرض من الماء والهواء والحرارة والغذاء في وجود مجال جيد لنمو جذور الأشجار نموا مثاليا, ويشترط في هذه المطالب أن يوجد كل منها في الوقت الملائم على الحالة الصالحة والوافقة للأشجار بالمقدار الكافي بالإضافة إلى خلو الأرض من المؤثرات الضارة بالأشجار مثل النيماتودا.
  • ثانيا: ملائمة مناخ المنطقة الواقعة فيها الأرض لطبيعة الأشجار المراد إنتاجها.
  • ثالثا: صلاحية الشتلات من حيث موافقتها لنوع الأرض ومناخ المنطقة الواقعة فيها.
  • رابعا: طبوغرافية الأرض ومدى استواءها.

ويعتبر العامل المحدد للخصب هو أضعف العوامل التي ينشأ عنها الخصوبة, فإذا فرضنا أنه لا توجد عوامل ضعيفة بين عوامل الخصوبة السالفة الذكر في أرض ما يصبح المستوى الغذائي للأشجار هو العامل المحدد لمفهوم الخصوبة.

ولابد هنا أن نشير إلى مفهوم الخصوبة الدائمة والخصوبة المؤقتة, حيث تمل الخصوبة الدائمة قدرة الأرض الطبيعية على إنتاج الأحياء النافعة للإنسان من غير أي مساعدة بأي أسمدة أو بعمليات إصلاح أو عمليات تحسين,أما الخصوبة المؤقتة فهي التي تنشأ من معالجة ضعف في عامل أو أكثر من عوامل الخصوبة الطبيعية وسمى مؤقتا لأنه لا يبقى إلا خلال الزمن الذي يكون فيه اليب مزالا(باستمرار علاج العيب) حتى إذا انقطع العلاج عاد الضعف فزال هذا الخصب أي انه مؤقت بزوال العيب.

وعموما فان جميع الأراضي المصرية فقيرة في محتواها من المادة العضوية وذلك بسبب أحد عوامل الخوبة البيعية وهو المناخ السائد على جميع الأرض المصرية, وكذلك فان الأرضي المصرية فقيرة في محتواها من عنصر النتروجين لعدم احتواء أي معدن أرضى على هذا العنصر وبذلك يجب إضافة هذا العنصر لجميع الأرضي, والذي يحدد الكمية التي يجب أن تضاف هو مدى احتياج أشجار الفاكهة وإن اختلف محاصيل الفاكهة في احتياجاتها السمادية لعنصر الأزوت.

والصورة الصالحة للأشجار من العناصر المغذية تحدد مدى خصوبة الأراضي, فمثلا قد يوجد عنصر الفوسفور بكميات كبيرة في بعض الأراضي ولكن هذه الكميات على صور غير ميسرة للنبات وبالتالي تصبح هذه الأراضي غير خصبة لهذا العنصر ويستوجب إضافته على هيئة سماد لتلــك الأراضي حتى نصحح الخلل والعيب في الخصب لهذا العنصر. وهذا ينطبق على معظم العناصر الصغرى مثل الحديد والزنك والنحاس والمنجنيز حيث إنها توجد على صورة مرسبة وخاصة في الأراضي الجيرية والأراضي المتزنة مع ثاني أكسيد الكربون والذي يعد أحد مصادر الكربون في الأراضي والتي تتفاعل مع العناصر الصغرى وتجعلها في صورة غير ميسرة للنبات وبالتالي يستوجب إضافتها رشا على المجموع الخضري للأشجار.

وللتوازن الغذائي دورا هاما في تحديد خصوبة الأراضي والذي ينعكس أثره على مستويات الإنتاجية الاقتصادية لمحاصيل الفاكهة, فإذا قل أو زاد مستوى عنصر معين في بيئة نمو الأشجار كان له أثار سيئة على الإنتاجية, ولابد العنصر المستوى المثالي حتى نحقق أعلى عائد اقتصادي وهو الذي يتأتى عند الحصول على الإنتاجية المثالية لأشجار الفاكهة وذلك من خلال الإضافات بالكميات المثالية لكل من الأسمدة العضوية والمعدنية.

3- نوع النبات:

تتباين حاصلات الفاكهة فيما بينها في عدد من النقاط الهامة التي يكون لها تأثر على البرامج التسميدية التي يجب أن تتبع عند زراعتها ويمكن توضيح تلك النقاط في الآتي:

أ- تختلف الاحتياجات السمادية لأشجار الفاكهة من عنصر الآزوت تبعا لاختلاف أنواع أشجار الفاكهة وخير مثال على ذلك أشجار الموز التي تقدر احتياجاتها من عنصر الأزوت من300 ـ 500 وحدة آزوت/ فدان, بينما تقدر احتياجات أشجار الخوخ أو أشجر البرقوق والتي يزيد عمرها عن ثلاث سنوات بحوالي 80 ـ 90 وحدة آزوت/ فدان, وتقدر احتياجات أشجار الموالح والتي يتراوح عمرها من 8 ـ 10 سنوات بحوالي 140 ـ 180 وحدة آزوت/ فدان.

ب- تختلف احتياجات النوع الواحد من أشجار الفاكهة تبعا لعمر الأشجار والجدول رقم(1) يوضح مدى اختلاف احتياجات أشجار الموالح من عنصر الآزوت بالنسبة لعمر الأشجار:

جدول (1) : احتياجات أشجار الموالح المزروعة في الأراضي الجديدة من عنصر لآزوت بالنسبة لعمر الأشجار:


ج ـ عادة تضاف الأسمدة المعدنية إلى الأشجار على دفعات متتالية فتضاف دفعة أولى في مارس لتشجيع النمو الخضري وزيادة الإزهار ودفعة ثانية في مايو لزيادة نسبة عقد الثمار ودفعة ثالثة في يونيو بعد تمام العقد وذلك لزيادة حجم الثمار المتكونة وتقليل نسبة تساقطها . ويجب الاحتراس من التسميد التأخر في الخريف لأن ذلك يدفع الأشجار إلى تكوين نموات خضرية جديدة لا تنضج قبل حلول برد الشتاء الذي قد يؤثر غليها بشدة ويسبب جفافها وموتها .

د ـ للعمليات الزراعية وطرق ري أشجار الفاكهة دور فعال في اختيار نوع السماد الذي يجب أن يضاف وكذلك تحديد ميعاد إضافته وأيضا الطريقة المثلى لإضافته وخير مثال لذلك هو أشجار الموز التي تكاد أن تكون مغمورة بالماء لفترات طويلة تحت نظم الري بالتنقيط ولهذا فالتوصية السمادية تمنع استخدام الأسمدة النتراتية في حدائق الموز تفاديا لعمليات عكس التأزت والتي تسبب فقد النيتروجين على الصورة الغازية.والجدول رقم(2) يوضح مقادير العناصر الغذائية المستنزفة بواسطة العديد من أشجار الفاكهة.

جدول (2) : متوسط كميات العناصر المغذية المأخوذة بواسطة مختلف أنواع أشجار الفاكهة: 


هـ ـ لعنصر البوتاسيوم أهمية خاصة في نقل النشا والسكريات داخل أنسجة الأشجار ولهذا فان الأشجار التي تنتج كميات كبيرة من النشا مثل الموز تحتاج إلى كميات كبيرة من هذا العنصر.

و ـ لعنصر النيتروجين أهمية كبيرة في إنتاج الأحماض الآمينية وكذلك البروتينات ولذا فان الأشجار التي تحتوى كميات كبيرة من البروتين تحتاج إلى عنصر الآزوت بمقادير أكبر من الأشجار التي تقل فيها نسبة البروتين.

4 ــ عوامل متعلقة بنوع السماد:

أ ـ الصفات الطبيعية للسماد تحدد في كثير من البرامج التسميدية نوعية الأسمدة التي يجب أن تستخدم وكذلك طريقة تخزينها, فالأسمدة النتراتية تتميع بسهولة ويؤدى ذلك إلى تكتلها عند تخزينها في أماكن رطبة, ويفضل كثير من المزارعين استعمال الأسمدة الأمونيومية لقلة تميعها ومثال ذلك سماد سلفات النشادر.

ب ـ يفضل استخدام سماد نترات الأمونيوم في مد أشجار الفاكهة بجرعـات سريعة من النيتروجين , ويفضل استخدام سماد سلفات النشادر إذا ما أريد أن تطول فترات استفادة أشجار الفاكهة من النيتروجين المضاف.

ج ـ لا ينصح باستخدام الأسمدة النتراتية في مزارع الموز والتي تروى بطريقة الري بالتنقيط حيث يفضل استخدام سماد كبريتات الأمونيوم .

د ـ ينصح باستبدال سماد اليوريا بسماد أخر في الأراضي الفقيرة في الكالسيوم الذائب والأرضي الفقيرة في مادة كربونات الكلسيوم ويرجع ذلك إلى إن سماد اليوريا يتحول بواسطة إنزيم اليورياز إلى كربونات الأمونيوم ثم تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتحويل الأمونيا إلى نتريث وذلك بواسطة بكتريا النيتروزوموناس ثم تقوم بكتريا النيتروباكتر بتحويل النيتريت إلى نترات, وعند غياب وجود الكالسيوم الذائب أو مادة كربونات الكالسيوم فأن PH الأرض تصل قيمته إلى أكبر من 85 وهذا بدوره يسبب قلة نشاط البكتريا المسئولة عن تحويل النتريت إلى نترات وبذلك يزداد تراكم النيتريت في الوسط, ومن المعروف علميا أن النبات لا يفرق بين النيتريت والنترات في عملية الامتصاص , وبذا يتراكم النيتريت داخل النبات , وكما هو معروف بان النيتريت سام لجميع النباتات فيؤدى إلى اصفرار النبات ثم موته.

هـ ـ ينصح بعدم استعمال الأسمدة ذات الأثر القلوي في الأراضي القلويــة والأراضي الغنية بكربونات الكالسيوم ويفضل استخدام الأسـمدة ذات الأثر الحامضي مثل سلفات النشادر والسوبر فوسفات أحادى الكالسيوم .

5 ــ موعد إضافة السماد:  

سبق أن أشرنا إلى أهمية تواجد العنصر السمادي في الوقت المناسب وبالكمية الكافية لاحتياج النبات, وعموما ترتبط مواعيد إضافة الأسمدة بأطوار النمو المختلفة للنبات, فدراسة نموذج النمو والامتصاص لكل عنصر سمادى على جانب كبير من الأهمية في تحديد الميعاد المناسب لإجراء عملية التسميد بهذا العنصر. وخير مثال على ذلك أنه ينصح بإضافة الأسمدة الفوسفاتية أثناء الخدمة الشتوية لأشجار الفاكهة حتى يتم توزيع هذه الأسمدة في منطقة الجذور حيث أثبتت الدراسات إن الأسمدة الفوسفاتية تقل صلاحيتها مع الوقت حيث تتحول إلى صور غير ذائبة , فعند إضافة الأسمدة الفوسفاتية المحتوية على فوسفات أحادى الكالسيوم وفوسفات ثنائي الكلسيوم وفى وجود كاتيونات الكالسيوم الذائبة تتحول الصورة الثنائية إلى الصورة الثلاثية مكونة فوسفات ثلاثي الكالسيوم الذي لا يلبس أن يتحول إلى أو كتا كالسيوم فوسفــات والتي تتحول مع إلى فوسفات الأباتيت وبذلك تقل صلاحية الأسمدة الفوسفاتية , والغرض الأساسي من وضع الأسمدة الفوسفاتية بتوزيع متجانس في منطقة انتشار الجذور هو الاعتماد على ظاهرة الاعتراض الجذري التي تقوم به جذور النباتات وذلك تلامس الشعيرات الجذرية حبيبات السماد, فتقوم جذور النباتات بإفراز بعض الإفرازات الحامضية والتي تعمل على إذابة بعضا من صور الفوسفات غير الصالحة لامتصاص النبات وبالتالي تحولها إلى صور ميسرة لامتصاص النبات.

نتيجة تعرض الأسمدة الآزوتية للفقد بالتطاير الغازي على صورة أمونيا أو صورة غازية عنصرية أو الفقد مع مياه الري , فقد ينصح بتقسيم الأسمدة الآزوتية وإضافتها على أكثر من دفعة في الأراضي القديمة ويزداد عدد دفعات السماد في الأراضي الرملية تفاديا للغسيل مع مياه الري.

تقدر احتياجات أشجار الفاكهة من العناصر المغذية:

يمكن التعرف على الحالة الغذائية لأشجار الفاكهة بعدة وسائل منها:

  1. متابعة ظهور أعراض نقص أو زيادة أي عنصر على الأشجار والتعرف عليها وتشخيصها وهى طبقة سريعة لمعرفة حاجة الأشجار إلى العناصر المذيبة على أن يقوم بهذه المتابعة متخصص حتى يكون قراره صائبــا, وهناك العديد من الإصدارات لقسم بحوث تغذية النبات التابع لمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة تحوى العديد من الصور الفوتوغرافية لأعراض نقص العناصر المغذية للعديد من أنواع الفاكهة يمكن الاستفادة منها في تحديد أعراض نقص العناصر المغذية بسهولة.
  2. إجراء تحليل للتربة وذلك لمعرفة التركيز الكلى للعناصر الغذائية بها والكمية الصالحة والميسرة منها للامتصاص بواسطة الأشجار وكذلك معرفة العوامل الأخرى التي لها تأثير على الحالة الغذائية مثل رقم الحموضة PH والسعة التبادلية الكاتيونية C.E. C ودرجة التوصيل الكهربي C. E للتربة ونسبة الصوديوم المدمج بها ومحتواها من المادة العضوية ودرجة نفاذيتها ومساميتها............الخ
  3. إجراء تحليل لأنسجة الأشجار ثم نقارن نتائج تحليل الأنسجة بجداول قياسية مو صحا بها مستوى النقض والزيادة الأمثل من كل عنصر وعادة ما تستعمل الأوراق في التحليل لمعرفة الحالة الغذائية للأشجار والجدل رقم(3) يبين الحدود المثلى لتركيز العناصر المغذية في أوراق بعض أنواع أشجار الفاكهة مقدرة على أساس الوزن الجاف.

جدول (3): الحدود المثلى لتركيز العناصر المغذية في أوراق بعض أنواع الفاكهة مقدرة على أساس الوزن الجاف.

 

 

4ـ أجراء تحليل التربة مع تحليل الأنسجة للأشجار وذلك اعتمادا على العلاقة القائمة بين تركيز العناصر المغذية في أنسجة الأشجار والكمية الصالحة
منها للامتصاص في التربة وهى تعتبر أفضل طريقة لمعرفة الحالة الغذائية للأشجار .

5 ـ أجراء تجارب التسميد وذلك حتى يمكن وضع أفضل برنامج لتسميد أنواع الفاكهة المختلفة وذلك تحت ظروف بيئية متباينة حتى يمكن الحصول على أكبر محصول وأعلى ربح ممكن ويقوم بهذه الدراسات العديد من الباحثين.
وقد أوضح عبد الهادي (1998) من خلال دراسات قسم بحوث تغذية النبات بمعهد الأراضي والمياه مدى اختلاف احتياجات أشجار الموالح للأسمدة
تبعا للبيئات الزراعية والجدول رقم (4 ) يوضح كمية الأسمدة الواجب إضافتها على عمر أشجار الموالح والمنزرعة في أراضي الوادي أي بالأراضي
الطينية الخصبة .

جدول (4) : معدلات الآزوت والبوتاسيوم لأشجار الموالح في أراضي الوادي:

 


 

كما أوضح عبد الهادي (1998) كمية الأسمدة الواجب إضافتها على عمر أشجار الموالح والمنزرعة في الأراضي الرملية الفقيرة في محتواها من
الخصوبة , والجدول رقم (5) يوضح هذه الكميات من الأسمدة تحت نظم الري بالتنقيط .

جدول (5) : الأسمدة التي يجب أن تضاف إلى أشجار الموالح تحت نظم الري بالتنقيط في الأراضي الرملية:

 


 

  • Currently 128/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 18151 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2008 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,023,831

الشعاب المرجانية