بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

نتيجة للثورة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن ، من استحداث واستنباط أصناف وسلالات نباتية من المحاصيل الزراعية بشتى أنواعها ذات المواصفات التسويقية والإنتاجية العالية - أصبح التنافس بين الدول المنتجة على مستوى عال من الشدة والقوة بغرض التصدير وغزو أسواق جديدة له مزايا جيدة . لذا يستلزم الأمر دراسة جيدة للأسواق والأسعار ، ودراسة رغبات وأذواق المستهلكين ، وكذا دراسة الجديد في أمور الفرز والتجهيز والتغليف والتعبئة ، بجانب العديد من الأسباب الأخرى التي يلزم معرفتها.

ولتحسين معدل الأداء التصديري في مصر يجب معرفة ودراسة المعوقات التي تقابل المصدر ، وأسباب رفض الرسائل في مواني الوصول ، حتى يمكن وضع الإجابات للنجاح في تصدير جزء من إنتاجنا الزراعي ، مع التقليل بدرجة كبيرة لعنصر المخاطرة أو الخسارة ، نتيجة عدم توفر عناصر وشروط أساسية في الرسالة المصدرة.

معوقات تصدير الحاصلات الزراعية

أسباب عامة:

  •  نقص الخبرة بالأصناف والنوعية التي تتطلبها الأسواق المختلفة.
  •  نقص الخبرة عن صلاحية الأصناف لعمليات التداول والأعداد وما هى الأصناف التي تتحمل الشحن لمسافات طويلة ، والأخرى المطلوب شحنها لمسافات قصيرة.
  •  عدم مواكبة التطور الحادث في سوق الاستهلاك ، ورغبة المستهلك في الشروط التي يجب توافرها في السلعة والاتجاه العالمي الآن للاتجاه إلى الزراعات الحيوية ، وهو اتجاه سيفرض علينا ، ويجب الاستعداد له من الآن حتى يمكن تربية كوادر وشركات قادرة بقاء الاستمرار في هذه النوعية من المنتجات ، وقادرة على استمرار هذه الأسواق مفتوحة.
  •  ضعف المعلومات لدى كثير من المصدرين عن حاجة الأسواق الخارجية من السلع الزراعية غير التقليدية.
  •  الارتفاع النسبي لتكلفة المنتج المصري مقارنة بمنتجات الدول المنافسة ، والدعم المستتر الذي تدفعه الحكومات للمنتجين.
  •  نقص العمالة المدربة الانخفاض النسبي للأجور ، وما يتبعه من ارتفاع نسبة التالف والفاقد.
  •  الحاجة إلى وجود شركات نقل وخطوط منتظمة حديثة ، حتى لا يحدث تلف للسلعة نتيجة بقاءها مدة طويلة في أماكن غير مجهزة بمواني الشحن.
  •  النظر إلى تكلفة الشحن.
  •  ارتفاع رسوم الخدمات والجمارك.
  •  ارتفاع رسوم الفائدة في عمليات تمويل الصادرات.
  •  تداخل الأجهزة المسئولة عن العملية التصديرية.
  •  ضعف خدمات التأمين.
  •  عدم وجود اتحادات مصدرين يمكنها السيطرة على الأسواق مع التنسيق بين المصدرين ، لتجنب الإغراق لبعض الأسواق يترتب عليه انخفاض الأسعار.
  •  عدم وجود اتحادات منتجين تضع برامج للكميات المطلوبة للسوق سواء المحلى أو الخارجي طبقا لمعلومات سابقة عن حاجة السوق ، للمحافظة على السعر ، ويساعد في البحث عن إمكانية تحسين المنتج بالمواصفات والشروط الموجودة ورفع الوعي الإرشادي والإنتاجي لدى صغار وكبار المنتجين.
  •  وضع الأمور كلها في يد القطاع الحكومي غير مطلوب ، ويجب أن يكون للقطاع الخاص الأولوية والأهمية بالتنسيق مع الأجهزة الرسمية.
  •  الدعاية والإعلام في الأسواق الخارجية للمنتجات المصرية ، وضرورة وجود مكاتب وشركات للتسويق والترويج في الأسواق الخارجية.
  •  محدودية نشاط مكاتب التمثيل التجاري بالدول المختلفة.
  •  اشتراط تقديم خطاب ضمان في نظام السماح المؤقت يشكل عبء مالي على المصدر.
  •  عدم تطبيق نظام الضريبة المستردة Tax rebate.

بعض أسباب رفض الصادرات الزراعية في مواني الوصول:

أسباب فنية:

يقصد بالسباب الفنية هو عدم مطابقة الرسالة المصدرة للإجراءات والشروط الفنية الواجب إتباعها ، ويمكن الإشارة إلى هذه الشروط الفنية بشكل عام في الآتي:

  1.  وجود مشاكل حشرية ( نتيجة وجود حشرات ممنوع دخولها إلى الدولة المستوردة - لم تجرى على الرسالة عمليات التبخير اللازمة في مواني الشحن  - وجود تلف في الرسالة نتيجة الإصابة الحشرية).
  2.  وجود مشاكل مرضية ( أمراض وفطريات لا يسمح دخولها - مسببات مرضية ينتج عن وجودها تكوين بعض السموم الفطرية (الافلاتوكسين) - إصابة فطرية ببعض الفطريات المحظور دخولها، ولكن مستوى الإصابة أعلى من المستوى المقرر والمسموح به لدخول الرسالة).
  3.  وجود بعض السموم الفطرية بحدود تفوق الحدود المسموح بها
  4.  وجود بعض الكيماويات الضارة والناتجة من الرش الزائد للمبيدات (متبقيات المبيدات).
  5.  الرسالة مهندسة وراثيا.
  6.  وجود نسبة من الإشعاع غير مسموح بها في الرسالة.
  7.  رسائل التقاوي التي تقل فيها نسبة الإنبات عن حدود معينة.
  8.  الرسائل المختلطة ببذور محظور دخولها (القطن - العنب - الخشخاش).
  9.  الرسائل المختلطة بالتربة.
  10.  الرسائل المختلطة بأجزاء نباتية أو أي أجزاء عضوية.
  11.  الرسائل الواردة من مناطق محظور الاستيراد منها (مناطق موبوءة).
  12.  الأجزاء النباتية المحظور دخولها بقرارات وزارية محافظة على الثروة النباتية (نخيل البلح - شتلات الموالح - ثمار المانجو وبذورها).
  13.  عدم توافر مواصفات الجودة (الحجم - العيوب التجارية نسبة الضرر نتيجة تناول إجراءات إعداد الرسالة والشحن).

أسباب إجرائية:

  1.  عدم استكمال مستندات الرسالة ، مثل الشهادة الزراعية ، وشهادة المنشأ، و الموافقة على الاستيراد من قبل المستورد و بيانات الرسالة
  2.  بعض البيانات الخاصة قد يطلبها المستورد ، و يجب إضافتها إلى الشهادة الزراعية.
  3.  دخول الرسالة من مناطق غير مصرح باستخدامها كمنافذ للدخول.
  4.  تصدير الرسالة في عبوات لا تتوافر فيها المواصفات والإجراءات المتفق عليها.
  5.  شحن الرسالة بطريقة غير سليمة ترتب عليها تغيير في المواصفات .
  6.  وصول الرسالة في توقيت غير مسموح بالتصدير فيه.

الإجراءات الفنية الواجب إتباعها عند تصدير الحاصلات الزراعية:

المقصود بالإجراءات الفنية هى الشروط الواجب توافرها في الرسالة ، من حيث خلوها من أي مسببات مرضية أو حشرية أو متبقيات مبيدات أو سموم نباتية تؤدى إلى عدم صلاحيتها سواء للزراعة أو للاستهلاك، و بالتالي تؤدى إلى رفض الدولة المستوردة استقبال الرسالة.

و بطبيعة الحال لا يمكن التقليل من أهمية الشروط و المواصفات التجارية من حيث مواصفات الجودة و الحجم و الرائحة و التذوق و التغليف و الشحن.

بخصوص الإجراءات الفنية الزراعية و التي لها علاقة و وثيقة بما نسميه بإجراءات الصحة ، و الصحة النباتية بدأت تتنبه إليها كثير من الدول المتقدمة المستقبلية لبعض الواردات الزراعية و نظرا لحدوث الطفرة الكبيرة في معدلات الإنتاج و سهولة و سرعة النقل ، و كذلك التنافس الشديد بين الدول المنتجة في رفع معدلات الصادرات بها و فتح أسواق جديدة . كان لدى هذه الدول المستوردة التخوف من دخول الآفات و المسببات المرضية إلى بيئاتهم الزراعية التي بذلوا جهودا كبيرة لمقاومة الآفات و الأمراض فيها.

تلا ذلك أن بدأت كثير من الدول في وضع كثير من الشروط التي يجب توافرها في المنتج المصدر بناء على ما يطلق عليه تحليل خطر الآفة ال(Pest Risk Analysis )PRA.

و المقصود به هى جملة الإجراءات أو الشروط الفنية التي يلزم أن تتبعها الدولة التي ترغب في تصدير منتج معين ، حين تضمن تماما الدولة المستوردة خلو الرسالة المصدرة من هذه الآفة ، أو الأسباب التي تدعو إلى رفض الرسالة.

و تمثل الإجراءات الفنية الإجابة على عديد من الأسئلة المرتبطة بالسلعة المراد تصديرها ، بداية من اختيار الأرض للزراعة حتى وضع الرسالة في الحاوية أو على ظهر المركب في مواني الشحن.

وبعض نماذج الأسئلة التي يجب أن تشملها الإجراءات الفنية مثل:

  •  الأصناف المطلوب تصديرها.
  •  أماكن زراعتها و الأماكن التي سيتم التصدير منها.
  •  كمية الإنتاج سواء للسوق المحلى و الفائض للتصدير.
  •  الإجراءات الزراعية بداية من اختيار و وضع التقاوي في الأرض حتى الحصاد.
  •  المتابعة أثناء تواجد الزراعات بالحقل.
  •  التسميد و كمياته و أنواعه.
  •  إجراءات متابعة المحصول المطلوب تصديره سواء بواسطة الجهات الرسمية أو المصدر.
  •  المشاكل المرضية و الحشرية و طرق العلاج.
  •  طرق تقدير نسبة تواجد الآفة - المستويات التي عندها يجب التدخل الكيماوي - المبيدات المستخدمة - الإجراءات الواجب إتباعها لمكافحة الآفة بدون التدخل الكيماوي.
  •  طرق الحصاد و التجفيف و الفرز و التخزين.
  •  طرق التعامل مع آفات ما بعد الحصاد.
  •  الإجراءات الفنية المطلوبة إتباعها في محطات التجهيز و التعبئة.
  •  العينات المطلوب أخذها وطريقتها و نسبتها للكشف عن المشاكل المرضية و الحشرية.
  •  العينات المطلوب أخذها و طريقتها عند طلب الدولة المستوردة التحليل الكيماوي للكشف عن متبقيات المبيدات.
  •  الإجراءات التشريعية و القرارات الوزارية الصادرة لتنفيذ هذه الإجراءات.
  •  إمكانية تدخل السلطات عند الإخلال بتنفيذ تطبيق الإجراءات الفنية .
  •  تجهيز المنتج للشحن وطريقة و إجراءات الشحن حتى وصول الشحنة إلى مواني الوصول.
  •  البيانات الواجب كتابتها على العبوات.

الشهادة الزراعية و أحيانا يلزم كتابة بيانات إضافية يطلبها المستورد و هى من بلد لأخر.

و من الأمثلة الواضحة في هذا المجال صادرات البطاطس المصرية إلى الاتحاد الأوروبي ، فيجب أن تكون البطاطس المصدرة كبطاطس مائدة ناتجة من مناطق خالية من الآفات ( العفن البني )، و معتمدة من الجانب الأوربي FAPs ( Free Areas Pest ).

و أن تكون التقاوي معتمدة و مختبرة من المعمل المركزي لفحص الإصابة بمرض العفن البني ، و أن تخضع المساحات المنزرعة للفحص الدوري أثناء الموسم ، و سحب عينات فعلية قبل التقليع لاستبعاد المساحات التي تثبت بها الإصابة ، و أن يتم التقليع في وجود لجنة ، و لا يمكن دخول العربات المحملة إلى محطات الفرز و التعبئة بدون محاضر التقليع ، و عند بوابة المحطة تستقبل العربات لجنة أخرى من الرقابة على الصادرات و الحجر الزراعي لعمل فحص أولى و تطبيق مواصفات الجودة ، و بعد الفرز و جعل الرسالة على هيئة لوطات تسحب منها عينات لتحليل ، و لا يسمح بخروج أي لوط إلا الخالي من الإصابة فقط ، و تتولى لجنة الحجر الزراعي تفريغ اللوطات المصابة في عبوات مختلفة ، و تخرج خارج المحطات و قبل دخول العربات المحملة إلى ساحة الميناء و على بوابة الجمرك يتم عمل جشنى أخير قبل الشحن في المراكب ، و قبل إصدار الشهادات الزراعية المعتمدة.

و ينظم كل هذه الإجراءات الفنية قرار وزاري موقع من سيادة نائب رئيس الوزراء و وزير الزراعة و استصلاح الأراضي ، و سيادة وزير الاقتصاد و التجارة الخارجية.

من الأمثلة الأخرى و التي تتبع فيها إجراءات شبيهة بذلك صادرات الفول السوداني إلى الاتحاد الأوربي و ينظمها أيضا قرار وزاري موقع من كل من معالي النائب و معالي وزير الاقتصاد و التجارة الخارجية.

هناك أيضا إجراءات لصادرات الموالح في طريقها للاعتماد الوزاري و التطبيق و الهدف الأساسي هو عدم إغراق أسواق تم فتحها أمام الصادرات الزراعية المصرية و في نفس الوقت تحسين المنتج لإمكانية المنافسة في الأسواق العالمية و مع الدول المنتجة لنفس السلعة.

كما و أنه جارى دراسة الإجراءات الفنية الواجب توافرها في سلع تصديرية أخرى مثل البصل - الثوم - العنب - الفراولة و بعض النباتات الطبية و العطرية و ذلك بالتعاون الكامل و الجيد مع المعاهد البحثية المختلفة بمركز البحوث الزراعية و الإدارة المركزية للحجر الزراعي بغرض تطوير و تحسين الأداء بالنسبة للصادرات الزراعية المصرية كهدف و لصالح مصر و بالله التوفيق.

المصدر:

  • د / يوسف حسين الداودى/ رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، ومدير مشروع حصر مرض العفن البني في البطاطس
  • مجلة شمس/ العدد 43 
  • Currently 459/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
166 تصويتات / 4020 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2008 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,033,652

الشعاب المرجانية