بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

يتجه العالم حاليا إلى دعوة المُزارعين للانضمام إلى اعتماد أساليب  الزراعة الصونية "CA".
 حيث يستهدف هذا النظام الزراعي الذي يرتكز إلى مفاهيم صَون خواص التربة طبيعياً إلى العمل على تلبية احتياجات العالم الغذائية على نحوٍ أكثر قدرة للاستدامة، من خلال توطيد النُظم الايكولوجية الطبيعية للتربة، والحد من عمليات تحريكها بالعزق حيثما يكون ذلك ممكناً.
وطبقاً لدراسة في هذا المجال يتعرّض اليوم نحو 20 في المائة من الأراضي المحصولية في العالم للتآكل أو يتدهور، أي ما ينطوي على كارثةٍ كامنة علي ضوء الحاجة إلى مضاعفة الإنتاج الغذائي في العالم بحلول عام 2050 لتلبية احتياجات سكانه الذين سيتجاوز عددهم 9 مليارات نسمة، حيث يسعى خبراء الزراعة إلى اعتماد نظم الإدارة القائمة على التحريك الأدنى للتربة، وتعزيز غطاء التربة، والتطبيق الملائم لدورات المحاصيل، على برامج التنمية الزراعية.
ويُطبَّق نظام الزراعة الصَونية، الذي يحافظ على موارد التربة الطبيعية الأصلية بعد أن استُحدِث منذ نحو 30 عاماً على امتداد رقعةٍ تغطي 100 مليون هكتار اليوم من الأراضي المحصولية في مناطق عديدة من العالم. ويراعي النظـام الامتناع عن تحريك التربة قدر الإمكان ويجري نثر البذور مباشرة عبر الغطاء الخُضَريّ الطبيعي للتربة. وقد أُطلعت الوفود أثناء اجتماعاتها على مدى العوائد والمزايا الممكنة في مختلف الحالات لتطبيق هذه النظم الصونية، إذ شملت الأسواق التجارية الكبرى في أمريكا الجنوبية، وأصحاب الحيازات الصغيرة في إفريقيا، ونُظم الانتاج الزراعي المكثّف في المناطق المعتدلة بقارة آسيا.

وجدير بالذكر أن الحَرث المتواصل للتربة غالباً ما يؤدي إلى تدمير توازنها العضوي وينجم عنه تدهورها وهبوط قدرتها الإنتاجية بمرور الزمن. ومن المشكلات الرئيسية أن التربة المتدهورة تتدمّر وبذا تمتص قدراً أقل من المياه، ومن ثم تنجم عن ذلك ظاهرة الجريان السطحي للماء فوق التربة مما يسبّب تآكل طبقتها السطحية. ومع الوقت تهبط مقاومة الحقول للإجهاد المائي، مما يخفّض منسوب المياه الجوفية بإعادة الرشح وبالتالي تتفاقم آثار الجفاف.

ومن مميزات الزراعة الصونية حتى وإن لم تكن دواءً لجميع الأدواء والمشكلات القائمة، فهي تشكل عنصراً ضرورياً للإدارة المستدامة للأراضي في العديد من النُظم الزراعية والأقاليم، فهي تُساهم في زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وتبادل المغذّيات النباتية، باعتبارهما شرطين لا غني عنهما لسلامة التربة واستدامة الإنتاج وهذا لا يمنع  ضرورة تحسين أساليب تطبيق الزراعة الصونية لدى الأقاليم ذات الظروف الصعبة مثل الأراضي القاحلة، الأمر الذي يتطلّب رصد استثمارات محددة لإنجاز ذلك.

المصدر: منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة- الفاو، بتصرف
  • Currently 276/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 3006 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2010 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

28,181,082

الشعاب المرجانية