بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

أول من حاول الاستفادة من المخلفات الحيوانية كانت مصانع تعبئة اللحوم الأمريكية الكبيرة، وكانت ميزة اقتصادية وصحية للاستخدام الكامل للذبائح والحيوانات الميتة والمعدومة ففي الدول الصناعية المتقدمة ذات المساحات الكبيرة المستغلة والمسافات النسبية الصغيرة بين المجازر يقام مصنع المخلفات الحيوانية المركزي، وذلك للاستفادة من المواد الخام المرسلة من عدة مصادر، و بالطبع مثل هذه الظروف الميسرة نادرا ما تحدث في الدول النامية خاصة في الظروف المناخية المدارية أو تحت المدارية.
ومن المؤسف انه في معظم الدول النامية تكون طريقة التعامل مع ذبح الحيوانات بدائية وغير واعية، مما يؤدي إلى عدم الاستفادة من معظم المخلفات الحيوانية، ومن الخطأ الاعتقاد أن المكان المجهز بأحدث الآلات والعمالة الماهرة والمعامل المجهزة ضرورية لإنتاج مخلفات حيوانية مفيدة مما يؤدي إلى وضع متناقض .
و من وجهة النظر الاقتصادية والصحية فانه من الضروري الاستفادة من كل المواد الخام الموجودة في كل مجزر وتحويلها إلى منتجات ثانوية ذات مستوى قيم تعود بالنفع على الدولة في مجالات عديدة، انه التحدي ليس فقط للمجازر الكبيرة لكنه أيضا لأصغر مجزر بل لهؤلاء الذين يذبحون فقط لاحتياجاتهم الخاصة.
انه من السهل أن يترابط الكبد والكلاوي مع الحيوان ولكن الأنسولين، والكورتيزون والحبال المستخدمة في الآلات الموسيقية أوالجليسرول إنما تكون مشتقات بعيدة ومهمة جدا للحيوانات المذبوحة.
إن مصطلح المخلفات الحيوانية يستخدم للدلالة على كل جزء من أجزاء الذبيحة المشفاة عدا العضلات فقط، فالأعضاء مثل الكلاوي والمخ والقلب واللسان والعكاوي والأمعاء والحلويات تسمى بالمخلفات الحيوانية القابلة للأكل.
أما الحيوانات التي تموت في المجزر قبل الذبح والذبائح الكاملة أو أي جزء أو أجزاء منها ثبت بالفحص البيطري أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي تقع تحت مسمى المخلفات الحيوانية الغير قابلة للأكل مثل الأذن و الشفاه و الأسنان و الأجنة و كيس المرارة وبقايا تهذيب اللحوم والقرون والحوافر والشعر والجلد هي أمثلة للمخلفات الغير قابلة للأكل.

إن هناك عدة عوامل أساسية بناء عليها يمكن تقسيم المخلفات الحيوانية إلى مخلفات حيوانية قابلة للأكل أو غير قابلة وأهم هذه العوامل:
القوة الشرائية للمستهلك وعاداته الغذائية والديانة والأعراف ويقع بينهما مجموعة صغيرة من الأعضاء التي يمكن اعتبارها مخلفات حيوانية قابلة أو غير قابلة للأكل مثل الرحم والطحال والخصية والرئة والدم وهؤلاء يمكن اعتبارهم صالحين للاستهلاك الآدمي إذا كانوا مستمدين من حيوانات سليمة وغير ملوثة أثناء الذبح والتجهيز.

ونظرا لزيادة دخل الأفراد في بعض الدول وبالتالي الطلب على اللحوم ذات الجودة العالية وصار بالتالي أجزاء معينة من الحيوان فاسدة وينبغي تحويلها إلى علف حيواني وفي ظروف مشابهة يمكن أن تحدث أثناء فصول معينة وبالتالي هذا يؤثر على بيع المخلفات،وزيادة دخل المستهلك وارتفاع مستوى المعيشة ربما تجعل المخلفات الحيوانية القابلة للأكل غير قابلة للأكل.
مثلما يحدث في أمريكا و حيث تحول الرأس والكوارع والطرب وأجزاء معينة أخرى أثناء العمل الروتيني إلى علف حيواني لأنه لا يوجد سوق لمثل هذه الأجزاء لطرحها لاستهلاك الآدمي، وعلى العكس من ذلك فان المخلفات الحيوانية الغير قابلة للأكل قليلة في بعض الدول النامية حيث يزيد الطلب على مثل هذه الأجزاء.

والمخلفات الحيوانية يمكن أن تقسم إلى :
مخلفات حيوانية رئيسية وأخرى ثانوية والمخلفات الرئيسية تتمثل في : الجلود والعظام والدم والحوافر والقرون، أما المخلفات الحيوانية الثانوية فتتمثل في بنود واسعة من المخلفات الحيوانية الرئيسية منها على سبيل المثال نواتج الدم مثل مسحوق الدم، الفيبرين، الهيموجلوبين، الالبيومين، ...الخ .

الأساس الرئيسي الذي يحكم تصنيع المخلفات الحيوانية :
تحت كل الأحوال والظروف سواء تنقية أو تغيير المنتج النهائي فان المخلفات الحيوانية القابلة للأكل لا يمكن أن يتم إنتاجها أو صنعها من مخلفات حيوانية غير قابلة للأكل فعلى سبيل المثال الدهن المأخوذ من حيوانات ميتة أو معدومة أو أعضاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي مهما تم تنقيتها وتصفيتها، لهذا فان إنتاج المخلفات الصناعية ليس للتصدير ولكن لوضعها في دورة البروتينات والأملاح والفيتامينات لمنفعة القطيع والمربي والمستهلك وهذا هو التحدي !!.

الفوائد الناتجة من المخلفات الحيوانية :

1. تحسين البيئة الصحية:
فالدم ونواتج تهذيب الذبيحة والأعضاء المعدومة وفي الحقيقة كل المخلفات الغير مستخدمة تجذب الذباب والفئران والكلاب الضالة والعديد من الديدان التي تسبب أذى عاما وحتى خطر انتشار الأمراض والتخلص من مثل هذه المخلفات يمثل صعوبات كبيرة حيث أن المخلفات الحيوانية تميل إلى سد قنوات الصرف وتتحلل سريعا وتؤدي إلى ليس فقط الروائح الكريهة بل إلى تكوين وسط مثالي لميكروبات التحلل الغذائي، فالذبائح تحت هذه الظروف غير الصحية الناتجة عن تلك المخلفات الحيوانية تؤدي إلى منتج ليس فقط اقل جودة بل تخدم كأداة ممكنة لنقل الأمراض.
أيضا حرق أو دفن المخلفات الحيوانية غير القابلة للأكل يؤدي إلى الخسارة الكاملة للمخلفات وفي حالة عدم القيام بهذه العملية كما ينبغي أن تكون هناك فرصة كبيرة لانتشار الأمراض .
من هذا يتضح انه من الأفضل إنتاج منتجات معقمة ومركزة صالحة كعلف حيواني وعملية التركيز والحفظ تعتمد على اختزال المحتوى المائي إلى النقطة التي عندها يتوقف النمو البكتيري، وتعقيم المخلفات الحيوانية عنصر أساسي للإنتاج لتجنب انتشار الأمراض بواسطة الميكروبات الموجودة في المواد الخام .
إن إنشاء مصانع المخلفات الحيوانية يرفع من المستوى الصحي للمجازر، إذ انه يصبح من الممكن التخلص السريع من المخلفات القابلة للتحلل السريع لان الماء الساخن والبخار سهل الحصول عليهما من الغلايات فتؤدي إلى سهولة تنظيف المجزر والأدوات والملابس الواقية ويساعد في ذلك تنظيم وملاحظة العنصر البشري العامل في الأجزاء والمخلفات الحيوانية الغير قابلة للأكل .

2. الحصول على ماشية سليمة صحيا وأكثر إنتاجية:
استخدام العظام مثال ممتاز للدور الذي تلعبه المخلفات الحيوانية الغير قابلة للأكل لتحسين الماشية فالمساحات الواسعة من الأراضي النامية تحتوى تربتها ومراعيها على نقص في عنصري الفسفور والكالسيوم والحيوانات التي ترعى على العشب الناقص في هذه العناصر غير قادرة على الاستفادة الكاملة من الغذاء المتاح ، فهي تنمو ببطء وغير منتظمة النسل والولادات إما ضعيفة أو ميتة، وتوجد خسائر في إنتاج اللحم واللبن وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض المعدية أو الطفيلية وتوافر مسحوق العظم يكون أول خطوة في إنتاج إضافات أملاح على هيئة مسحوق أول قوالب، فإضافة الملح والعناصر النادرة مثل النحاس واليود والكوبالت والحديد لمسحوق العظم يمكن تحويلها إلى إضافات أملاح كاملة، فإدخال هذا المسحوق العظمي الغني إلى الأعلاف الحيوانية يساعد المربين على إنتاج ماشية أفضل صحيا وإنتاجيا كذلك إثراء المراعي السابقة النقص بتلك العناصر الأساسية ببطء.
و الإخفاق في استخدم الدم مثال أخر لإهدار مادة خام قيمة، فعدم الانتفاع بالدم يؤدي إلى انسداد مجاري الصرف ويجذب الديدان والذباب ويتحلل سريعا وهذا يؤدي على النطاق الواسع إلى تقليل البيئة الصحية، إما إذا تم تجفيفه فانه يتحول إلى علف مركز ذي محتوى عال من البروتين، وعلى مصدر ثمين وقيم للفيتامينات، فمسحوق الدم يحتوي على أكثر من 80% بروتين ، تتمثل في كمية كبيرة من الليسين والترتوفان والميسيونين ولهذا فهو ثمين جدا خصيصا عند إضافته للأعلاف الكربوهيدراتية ومسحوق اللحم واللذين يكون بهما نقص رئيسي وشديد في هذه الأحماض الامينية الثلاثة سابقة الذكر.
و قد وجد انه يمكن الحصول على حوالي 5 أرطال دم مجفف من كل رأس ماشية كبيرة مذبوحة و نصف رطل من كل رأس غنم أو ماعز، فالخسارة في البروتين تكون كبيرة عند عدم الاستفادة بالدم.
ومسحوق اللحم والعظم ليس فقط مصدرا ثمينا للبروتين بل أيضا مصدر جيد للفسفور والكالسيوم وكذلك فيتامين ب 12 اللازم للنمو.
فالبروتين المشتق من اللحم والدم يكون ملائما جدا لتصحيح وتعويض نقص الأحماض الامينية الموجودة في المرعى والحبوب لان منتجات مثل مسحوق اللحم ومسحوق الدم أو الكبد تحتوى على نسبة قليلة جدا لا تذكر من الألياف وتسمى مركزات لهذا يمكن إضافة كمية قليلة منه إلى كمية كبيرة من العلف .
و لان هذه المركزات تحتوى على قليل من الألياف مما يجعلها ذات أهمية قصوى في علف الخنازير والدواجن لأنها تسمح للحيوان بالحصول على كمية عالية من البروتين بدون زيادة حجم العلف.
إن إنتاج الأسمدة والأعلاف الحيوانية يكون السؤال المحتمل الذي ينبغي على المربي أن يسأله لنفسه، فالاختلاف الأساسي في إنتاج الأسمدة أو الأعلاف الحيوانية يقع في السرعة التي تدار بها المواد الخام ومدى طزاجتها .
فالدم واللحم يفسدان بسرعة عالية والمساحيق المصنوعة من المواد الفاسدة تكون غير مستساغة للحيوان وبالتالي غير صالحة لغذائه وتكون مناسبة فقط لاستخدامها كسماد، فمثل هذه المنتجات تكون غير صالحة كعلف حيواني منذ وأثناء التحلل، فكمية من البروتين يحدث لها تغير في طبيعتها وبالتالي تصبح ذات قيمة غذائية ضعيفة.
ومسحوق العظم الغير معقم ربما يكون خطرا على القطيع ومناسبا فقط كسماد ولان الأسمدة ذات الأصل الحيواني يكون بها نقص في بعض العناصر الأساسية مما يتطلب أن يكمل هذا النقص بإضافة أسمدة صناعية مثل اليوريا والسوبر فوسفات وهذا بدوره يجلب بأسعار زهيدة جدا بالمقارنة بالمخلفات الحيوانية المحولة إلى أعلاف حيوانية، لهذا كان إلزاميا إصدار اتفاقيات صحية ملائمة لتحويل كل المخلفات الحيوانية بالمجازر إلى منتجات صالحة للاستخدام كعلف حيواني .

3. الصناعات الريفية الثانوية:
إن تصنيع المخلفات الحيوانية يؤدي إلى تأسيس صناعات ريفية ثانوية فعلى سبيل المثال :

  1.  إنتاج جلود عالية الجودة يؤدي إلى أساس سليم لصناعة الصباغة.
  2.  توافر الدهون والشحوم سوف يؤدي إلى صابون مصنع محليا.
  3.  بقايا تهذيب الجلود والأعصاب والأربطة ممتازة في تصنيع الغراء.
  4.  شعر الذيل وشعر الخنزير مناسبة لصناعة الفرش.
  5.  مسحوق العظام المعقم يمد بالمواد الخام الرئيسية لصناعة اللحوس الملحية للماشية.
  6.  مسحوق اللحم ومسحوق الدم مكونات أساسية للأعلاف الحيوانية الرخيصة.
  7.  الدهن الغير قابل للأكل يمكن استخدامه كغذاء عالي السعرات الحرارية للدواجن البياضة.
  8.  أكل الكلاب والقطط والسمك يكون خطا آخر للاستفادة.

4. بناء الثمن:
المخلفات الحيوانية تتحكم في ثمن اللحم وثمن الماشية المدفوع للمربي فالعائد الناتج من المخلفات يكون من العوامل الرئيسية في ترخيص ثمن اللحوم للمستهلك أو يعطى مربي الماشية ثمنا أعلى لماشيته لهذا عندما يكون هناك أي اجتماعات أو مناقشات حول مشاكل الاستفادة من المخلفات الحيوانية فانه يجب مراعاة مصلحة المستهلك وأيضا المربي .

5. إيجاد وظائف جديدة:
التعامل السيئ والغير مسئول مع المخلفات الحيوانية غير القابلة للأكل والذي يؤدي بدوره إلى التبذير في التخلص منها يحتاج إلى بعض الحزم، لذلك فان تحويل هذه المخلفات الحيوانية الغير قابلة للأكل إلى منتجات صالحة للاستخدام الآدمي يوفر وظائف جديدة ومهارات ليس فقط في مكان التصنيع ولكن في الصناعات الثانوية التي تعتمد على هذه المواد الخام.

6. محاصيل أفضل:
النيتروجين والكالسيوم والفسفور للمخلفات الحيوانية يمكن تحويلها إلى أسمدة لزيادة الإنتاج الزراعي والحدائق والنباتات فالأسمدة المستوردة ربما لا تكون في مقدور الفلاح الفقير بينما الدم الجاف ومسحوق العظم ومسحوق الحوافر والقرون المصنعة محليا تكون مساعدة عظيمة له .. محتويات الكرش المأخوذة من مخلفات المجازر والسبلة من الحظائر يمكن تزيد من إنتاج المحاصيل ..الميثان الناتج من محتويات الكرش يستخدم في إنارة المجزر والتدفئة والتبريد .

  • Currently 327/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
115 تصويتات / 7117 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2007 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,063,872

الشعاب المرجانية