بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

لا شك أن صفات الجودة للثمار مقرونة بالإنتاجية يحددان بصفة عامة العائد النهائي من إنتاج الموالح وأن صفات الجودة للثمار تلعب الدور الأهم بصفة خاصة إذا كان الهدف هو التصدير، وصفات الجودة للثمار كثيرة ومتعددة سواء المعروف منها بارتباطه بالصفات الطبيعية والكيماوية للثمار أو خلوها من الإصابات الحشرية أو المرضية .

إما الجديد والمعني في هذا الصدد فهو خلو الثمار من مظاهر التبحير والذي أصبح يشكل خطرا داهما يؤدي إلى تدني رتبة الثمار وصلاحيتها وتحملها معاملات الإعداد والشحن للتصدير. وعليه فقد تناولت هذه الرسالة من بين ما تضمنته إلقاء الضوء على أسباب انتشار ظاهرة تبحير الثمار والعوامل المرتبطة بذلك من ناحية ومدى إمكانية التغلب عليها تطبيقيا من ناحية أخرى، وذلك في واحد من أكثر أصناف البرتقال حساسية لانتشار هذه الظاهرة بثماره وهو الهاملين، مع دراسة جانبية على صنف آخر اقل إصابة هو الفالينشيا وذلك من خلال تجربتين منفصلتين في موسمين مختلفين هما 2000/2001 ،2001/ 2002 ، بمحطة البحوث الزراعية بالقناطر الخيرية .

هذا وقد استهدفت الدراسة أساسا إلقاء الضوء على الأسباب الحقيقية (أو العوامل المرتبطة ) لانتشار هذا المرض الفسيولوجي ومدى فعالية بعض المعاملات للتغلب عليه أو تقليل حدة انتشاره تطبيقيا من خلال دراسة كل من

  1.  صفات الجودة
  2.  الحالة الغذائية
  3.  درجة ظهور هذا المرض الفسيولوجي من ناحية، واثر كل من الأصل المطعوم عليه الهاملين أو الرش الورقي ببعض العناصر المعدنية كبرى وصغرى على الجانب الآخر في التجربتين الأولى والثانية على التوالي .

و عليه فلكي نؤكد دقة اختيارنا للعوامل ذات الصلة بموضوع الدراسة والمعاملات التي يمكن دراستها في هذا الصدد من خلال استقراء الأبحاث السابق نشرها كان لزاما أن تجري دراسة تمهيدية سريعة في مارس ومايو عام 2000 على صنفي البرتقال الهاملين والفالينشيا على التوالي بهدف أن تسترشد بالنتائج المستخلصة من هذا التقييم السريع على بعض المعاملات التي تساعد على إمدادنا بمعرفة أولية عن بعض العوامل المرتبطة بالتبحير سواء منها البيو وراثية (تباين الأصناف واثر الأصل المستخدم للتطعيم عليه) أو البيئة (مثل الاتجاه الجغرافي لموقع الثمار على امتداد محيط الشجرة) أو الكيماوية (المحتوى المدني) وهنا قد أظهرت البيانات المستخلصة من تلك الدراسة التمهيدية أهميتها العظمى لتمثل إلى حد ما قاعدة بيانات أولية ساعدت ليس فقط في تحديد المعاملات الواجب اقتراحها لاختبارها في هذه الرسالة بل أيضا في إلقاء الضوء على أهم الاحتياطيات الواجب مراعاتها في التصميم التجريبي والتوزيع الأمثل. سواء للمعاملات المقترحة أو مكرراتها ومن ثم يمكن لها أن تحقق بعض النجاحات المرجوة التي يمكن أن يوصى بتطبيقها عمليا في هذا الصدد .
و عن أهم ما أمكن استخلاصه من نتائج تلك الدراسة التمهيدية لوحظ أن للأصل دورا في نسبة إصابة ثمار الهاملين بالتبحير، فكان أعلاها في الأشجار على أصل الليمون البلدي، واقلها في الأشجار على الليمون المخرفش، وكذلك لوحظ أن تلك النسبة كانت أعلى في ثمار الأفرع المتجهة إلى الشمال الجغرافي عن مثيلاتها بالاتجاه الجنوبي.
كذلك لوحظ تباين في المحتوى المعدني للأوراق المجاورة للثمار المبحرة مقارنة بتلك الأوراق القريبة من الثمار السليمة والثمار المبحرة حيث يسبب التبحير في (زيادة البوتاسيوم) بينما تناقص كل من (كالسيوم ومنجنيز والزنك وإلى حد ما النحاس) كما لوحظ أن أوراق وقشور ثمار الهاملين على الليمون المخرفش احتوت اقل معدل من البوتاسيوم وعلى العكس أعلى مستوى من (الكالسيوم والزنك والمنجنيز والنحاس)
و على الجانب الآخر فان محتوى البوتاسيوم في أوراق وقشرة الفالينشيا كانت اقل نسبيا عنه في الهاملين والعكس صحيح بالنسبة للكالسيوم والمنجنيز والزنك والنحاس.
و عليه فقد أفادت تلك الدراسة التمهيدية إضافة إلى استقراء نتائج البحوث السابقة على التركيز على دراسة اثر الأصل والاتجاه الجغرافي وحالة الثمار كذلك الرش ببعض العناصر التي لوحظ تناقصها في الثمار المبحرة كعوامل محددة في مواجهة وحل هذه المشكلة وعليه فقد اقتصرت تلك الدراسة على تجربتين منفصلتين أجريتا خلال موسمين دراسيين متتاليين هما:

التجربة الأولى:
تأثير الأصل والاتجاه الجغرافي وحالة الثمار

التجربة الثانية:
تأثير الرش بمحاليل الكالسيوم والنحاس والكوبالت والمنجنيز والزنك.

سنكتفي في هذا المقال بالتعرض للتجربة الأولى وأهم نتائجها.

أجريت هذه التجربة العمالية لدراسة تأثير المطعوم عليه (3 أصول هي النارنج - الليمون المخرفش - الليمون البلدي) سواء في تراكيب مع الاتجاه الجغرافي للأفرع الحاملة للثمار (شمالا أو جنوبا) أو حالة الثمار (سليمة أو مبحرة) على كل من صفات الجودة ومعدل انتشار التبحير بثمار أشجار البرتقال الهاملين وكذلك الحالة الغذائية (المحتوى المعدني لكل من الأوراق وقشرة الثمار) وقد استخدم التصميم التجريبي (القطاعات التامة العشوائية) لتوزيع معاملات هذه التجربة و مكرراتها الممثلة للتراكيب المختلفة (3 أصول × 2 اتجاه × 5 مكررات ) بحيث مثلت كل مكررة بفرعين رئيسيين على الشجرة من تلك الفروع الرئيسية الأربعة التي تم انتخابها وتعليمها على كل شجرة ليكون اثنان منهما باتجاه الشمال والآخران باتجاه الجنوب أي أن الاتجاهان الشمالي والجنوبي ممثلان على كل شجرة وكل منهما بدوره ممثل بفرعين رئيسيين، على ذلك فقد لزم لهذه التجربة في كل موسم 15 شجرة هاملين مطعومة على الأصول الثلاثة السابق ذكرها (بمعدل 5 على كل أصل) اختيرت هذه الأشجار في مايو 2000 ، 2001 للموسمين الأول والثاني على التوالي بحيث كانت هذه الأشجار خالية من الأمراض ومتماثلة قدر الإمكان وفي عام الحمل الغزير، حيث تم دراسة التأثير النوعي لكل من الأصل والاتجاه الجغرافي والتفاعل بينهما على كل من مواصفات الجودة لثمار الهاملين ومدة انتشار التبحير لها، كذلك فان الحالة الغذائية (المحتوى المعدني لكل من أوراق وقشور الثمار) قد درست استجابتها لكل من الأصل وحالة الثمار (السليمة أو المبحرة) التي أخذت قشورها والأوراق القريبة منها للتحليل الكيميائي، وعليه كانت الصفات والقياسات التي درست في هذه التجربة كالآتي :

أولا : صفات الجودة:
عند الجمع (27 فبراير عام 2001 ، 20 فبراير عام 2002 ) للموسمين الأول والثاني على التوالي أخذت عينات ثمرية من كل مكررة لتقدير صفات الجودة التالية :

1. الصفات الطبيعية للثمار:
درست استجابة كل من متوسط وزن وحجم وأبعاد الثمرة (ارتفاع وقطر) وشكلها وسمك القشرة وكذلك متوسط حجم ووزن العصير للثمرة سواء للتأثير النوعي لأي العاملين المختبرين ( الأصل، الاتجاه الجغرافي) أو تأثير التفاعل للتراكيب المختلفة بينهما.

2. الخصائص الكيماوية للثمار:
قدر محتوى الثمار لكل من المواد الصلبة الذائبة الكلية والحموضة الكلية (حمض الستريك ) كنسبة مئوية وكذلك النسبة بينهما بالإضافة إلى فيتامين ج (حمض اسكوربيك ملليجرام / 100 مل عصير)

ثانيا : معدل انتشار التبحير بالثمار (النسبة المئوية للثمار المبحرة):
قدرت النسبة المئوية للثمار المبحرة بأشجار الهاملين أربع مرات موسميا خلال الفترة من آخر نوفمبر حتى موعد القطف لدراسة تأثير كل من الأصل والاتجاه الجغرافي للأفرع الحاملة للثمار (شمالا أو جنوبا).

ثالثا : الحالة الغذائية (المحتوى المعدني لكل من الأوراق و قشرة الثمار ):
تم تقدير محتوى النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والمنجنيز والزنك والنحاس بكل من الأوراق وقشور الثمار والتأثير النوعي لكل من الأصل وحالة الثمرة (سليمة أو مبحرة) وتأثير التفاعل للتراكيب المختلفة بينهما سواء على الثمار التي حللت قشورها أو الأوراق المجاورة والمستخدمة للتحليل المعدني .

أهم النتائج المتحصل عليها في الموسمين يمكن إيجازها كالتالي:

أولا: الجودة:

1. الصفات الطبيعية للثمار:
درست متوسطات كل من وزن، حجم، أبعاد (الارتفاع و العرض)، دليل الشكل، (حجم و وزن العصير) لثمار البرتقال هاملين واستجابتها لكل من التأثير النوعي والتفاعل بين كل من الأصل والاتجاه الجغرافي للأفرع الحاملة للثمار، كذلك درس تأثير كل من الاتجاه الجغرافي وحالة الثمرة (سليمة أو مبحرة) والتفاعل بينهما على سمك قشرة الثمار لأشجار هاملين المطعومة على ثلاثة أصول (أشجار كل أصل على حدة).

التأثير النوعي :
أظهرت النتائج المتحصل عليها خلال موسمي الدراسة التأثير النوعي الواضح للأصل، حيث كانت اكبر القيم للصفات الطبيعية للثمار سالفة الذكر مرتبطة معنويا بأصل الليمون المخرفش يليها وفي اغلب الأحيان وبترتيب تنازلي ثم النارنج يأتي ترتيبه في المؤخرة دائما .
أما عن التأثير النوعي للاتجاه الجغرافي لموقع الثمار شمالا أو جنوبا فانه برغم عدم وجود اتجاه واحد محدد وثابت لكل صفات الثمار الطبيعية والتي تباينت استجاباتها من قياس لآخر إلا انه يمكن أن نستخلص بصفة عامة أن قياسات كل الصفات الطبيعية المختبرة للثمار قد سلكت بالنسبة للتأثير النوعي للاتجاه الجغرافي عليها واحدا من الاحتمالات الثلاثة الآتية :

  1.  كل من متوسط وزن وحجم وارتفاع الثمرة قد حقق أعلى قيمة له لتلك الثمار المحمولة على النصف الشمالي للشجرة وبفروق مؤكدة إحصائيا مقارنة بنظيراتها على أفرع النصف الجنوبي للشجرة.
  2.  كل من حجم ووزن العصير قد سلك اتجاها مضادا تماما لما ذكر من قبل حيث تفوقت ثمار الأفرع الجنوبية فكانت أكثر عصيرية وذات قشور اسمك مقارنة بمثيلتها بالنصف الشمالي للشجرة.
  3.  كل من عرض ودليل شكل الثمرة لم تظهر استجابة نوعية لتأثير الاتجاه الجغرافي حيث كانت الفروق بين ثمار الاتجاهين (الشمالي والجنوبي) صغيرة ولم تصل إلى حد المعنوية.

و على الجانب الآخر فانه بالنسبة للتأثير النوعي لحالة الثمار (سليمة أو مبحرة)على سمك القشرة فانه بات واضحا أن الثمار المبحرة كانت ذات قشور اقل سمكا من الثمار السليمة، وكان هذا الاتجاه ثابتا طوال موسمي الدراسة وأن الفروق كانت معنوية بغض النظر عن نوع الأصل المستخدم.

تأثير التفاعل:
أوضحت نتائج الموسمين أن التأثير النوعي لكل من العاملين المختبرين قد انعكس على تأثير التفاعل الممثل لكل التراكيب الممكنة بينهما حيث ارتبطت أكثر الثمار ثقلا وأكبرها حجما وأبعادا (ارتفاع وعرض) بتلك الثمار الموجودة على الأفرع المقابلة للشمال الجغرافي لأشجار الهاملين المطعومة على ليمون مخرفش، و العكس كان صحيحا لثمار الهاملين على أصل النارنج بغض النظر عن موقع هذه الثمار بالنسبة لأي من الاتجاهين المختبرين (الشمال والجنوب) وفي هذا الشأن فان باقي التراكيب كانت وسطا بين الحدين المذكورين أعلاه، إضافة إلى ذلك فان ثمار الهاملين المحمولة على الأفرع الجنوبية للأشجار المطعومة على الليمون المخرفش كانت أكثر عصيرية .

وعلى الجانب الآخر فان الثمار السليمة (الغير مبحرة) الواقعة على أفرع النصف الجنوبي من حجر الشجرة قد تميزت بزيادة سمك قشرتها (بغض النظر عن نوع الأصل) والعكس كان صحيحا بالنسبة للثمار المبحرة بالنصف الشمالي للأشجار المطعومة على أصل النارنج أو الليمون البلدي، أما في حالة الأشجار المطعومة على ليمون مخرفش فلم يكن للاتجاه الجغرافي تأثير معنوي على سمك قشرة الثمار المبحرة.

2. الصفات الكيميائية للثمار:
بالنسبة للتأثير النوعي للعاملين المختبرين (الأصل والاتجاه الجغرافي) وتأثير التفاعل بينهما على الخصائص الكيمائية لثمار برتقال الهاملين (النسبة المئوية لكل من المواد الصلبة الذائبة الكلية والحموضة الكلية والنسبة بينهما ومحتوى فيتامين ج) فان أهم النتائج المتحصل عليها هي:

لوحظ زيادة في النسبة المئوية للمواد الصلبة الذائبة لثمار النصف الجنوبي من حجر الشجرة وكان العكس صحيحا بالنسبة للحموضة الكلية، وأما عن نسبة المواد الصلبة الذائبة إلى الحموضة الكلية فان ثمار النصف الجنوبي للشجرة قد تميزت بارتفاع النسبة، وقد سلك محتوى عصير الثمار من فيتامين ج اتجاها مطابقا لأثر الاتجاه الجغرافي على الحموضة الكلية .
أما عن التأثير النوعي للأصل فقد لوحظ تفوق أصل النارنج على الأصلين الآخرين في محتوى عصير ثمار الهاملين من المواد الصلبة الذائبة الكلية والعكس كان صحيحا لأشجار الهاملين على أصل الليمون المخرفش.
أما بالنسبة للحموضة الكلية فقد لوحظ أن ثمار الهاملين على أصل الليمون البلدي كانت نسبة الحموضة بها أعلى من الأصلين الآخرين وأن أصل الليمون المخرفش أنتج ثمارا تحتوي على أدنى مستوى من الحموضة الكلية وقد انعكس هذا بدوره على النسبة بين المواد الصلبة الذائبة إلى الحموضة بعصير ثمار الأشجار على الأصول الثلاثة حيث تفوق كل من النارنج والليمون المخرفش على الليمون البلدي في هذا الشأن.
و بالنسبة لمحتوى العصير من فيتامين ج (حمض الاسكوربيك) فان ثمار أشجار الهاملين على أصل النارنج كانت هي الأغنى يليها المطعومة على الليمون البلدي ثم على الليمون المخرفش الأدنى.

تأثير التفاعل:

أولا:
لوحظ أن التأثير النوعي لكل من العاملين المختبرين قد انعكس على تأثير التفاعل للتراكيب المختلفة بينهما حيث تميزت ثمار الهاملين بالنصف الجنوبي من الأشجار المطعومة على أصل النارنج باحتواء عصيرها على أعلى مستوى من كل من المواد الصلبة الذائبة الكلية إلى الحموضة الكلية، وأما العكس فكان صحيحا مع ثمار الهاملين على أصل الليمون المخرفش بأن المواد الصلبة الذائبة الكلية وأن لم يظهر هذا التدني في قيمة النسبة بين المواد الصلبة الذائبة والحموضة الكلية.
أما الحموضة الكلية فان نسبتها قد أظهرت اتجاها مغايرا حيث تفوقت ثمار النصف الشمالي للأشجار المطعومة على أي من أصل النارنج أو الليمون البلدي بينما ثمار النصف الجنوبي للأشجار المطعومة على الليمون المخرفش كانت الأفقر.
وعن محتوى عصير البرتقال الهاملين من فيتامين ج فقد تفوقت الثمار على أصل النارنج بغض النظر عن موقع الثمار والعكس كان صحيحا للثمار المطعومة على الليمون المخرفش.

ثانيا: معدل انتشار التبحير بالثمار:
التأثير النوعي للأصل والاتجاه الجغرافي:
أظهرت نتائج القياس الدوري لنسبة التبحير التزايد التدريجي من القراءة الأولى وحتى الأخيرة في الأسبوع الأخير من نوفمبر على التوالي، هذا وكان التأثير النوعي للأصل واضحا في هذا الصدد حيث سجل الليمون المخرفش اقل نسبة تبحير والعكس كان صحيحا مع الليمون البلدي بنما جاء النارنج وسطا بينهما، وعلى الجانب الآخر فقد استجاب معدل ظهور التبحير نوعيا للاتجاه الجغرافي لتسجيل ثمار أفرع النصف الجنوبي من محيط الشجرة أعلى نسبة والعكس كان صحيحا مع الجانب الجنوبي من الشجرة.

تأثير التفاعل:
بينت النتائج أن التأثير النوعي للعاملين المختبرين قد انعكس على تأثير التفاعل للتراكيب المختلفة بينما أظهرت ثمار الجانب الشمالي من محيط الأشجار المطعومة على الليمون البلدي أعلى نسبة تبحير وكان العكس صحيحا للنصف الجنوبي للأشجار المطعومة على الليمون المخرفش، في حين جاءت باقي التراكيب وسطا بين هذين الحدين .

ثالثا : الحالة الغذائية: (المحتوي المعدني للأوراق و قشرة الثمار):

لقد درس المحتوى المعدني من النيتروجين، الفسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنيسيوم، الحديد، المنجنيز، الزنك والنحاس بأوراق وقشور البرتقال الهاملين من حيث التأثير النوعي للأصل (نارنج - ليمون مخرفش - ليمون بلدي) وحالة الثمرة (سليمة أو مبحرة) وتأثير التفاعل للتراكيب المختلفة بينهما خلال موسمي 2000/2001 ، 2001/2002.

التأثير النوعي للأصل وحالة الثمرة :
أظهرت النتائج تطابق العضوين النباتيين (الورقة والقشرة) في سلوكهما بالنسبة للتأثير النوعي للأصل إذا ما درست التغيرات في أي عنصر من العناصر المختبرة على حدة ماعدا النيتروجين الذي وصل إلى أعلى نسبة له بالأوراق على أصل الليمون المخرفش بينما أدنى مستوى له بأوراق الأشجار المطعومة على النارنج، وعلى الجانب الأخر فان التأثير النوعي للأصل على محتوى القشرة من النيتروجين قد سلك اتجاها مغايرا عن الورقة ليكون النارنج هو الأكثر تفوقا يقابله تدني الليمون المخرفش. إضافة إلى ذلك فان كل من الورقة قشرة الثمرة قد سلكا نفس الاتجاه بالنسبة للتغير في محتواهما من أي من العناصر الأخرى (فسفور، بوتاسيوم، كالسيوم، ماغنيسيوم، حديد، منجنيز، زنك، نحاس) بالنسبة لتأثير الأصل.

و بصفة عامة يمكن أن تستخلص الآتي بالنسبة للتأثير النوعي للأصل:

  1.  الفسفور والبوتاسيوم والماغنيسيوم والنحاس كان أعلى مستوى لها بالأوراق بقشرة الثمار على الليمون البلدي والعكس في الليمون المخرفش.
  2.  المنجنيز والزنك وكذلك أعلى مستوى لها على الليمون المخرفش (عدا الأخير على النارنج) والعكس على الليمون البلدي.
  3.  النارنج كان وسطا بين الليمون البلدي والمخرفش لكل العناصر باستثناء الكالسيوم فكان الأكثر تفوقا.
  4.  الحديد لم يكن له اتجاه محدد.

أما عن التأثير النوعي لحالة الثمرة على محتوى كل من القشرة والأوراق المجاورة لها فان استجابة كلا العضوين النباتيين كانت متماثلة وعموما كانت قشرة الثمار السليمة الأوراق المجاورة لها ذات محتوى أعلى من الكالسيوم والمنجنيز والزنك مقارنة بقشرة الثمار المبحرة والأوراق القريبة منها.
أما العكس فكان صحيحا بالنسبة لمحتوى الأوراق من النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والماغنيسيوم حيث كانت قشرة الثمار المبحرة والأوراق المجاورة لها هي الأغنى بفروق معنوية بقيم للثمار السليمة. أما الحديد والنحاس فلم يكن لأي منهما اتجاه لهذا الصدد.

تأثير التفاعل:
أوضحت النتائج أن محتوى العناصر التسعة تحت الدراسة يمكن أن تقسم حسب تأثير التفاعل بين الأصل وحالة الثمرة عامة إلى المجموعات الثلاثة الآتية :

  1.  النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والماغنيسيوم فقد تميزت قشور الثمار المبحرة والأوراق المجاورة لها والأشجار المطعومة على الليمون البلدي بأنها كانت الأغنى بينما أدنى مستوى لتلك العناصر للثمار السليمة والأوراق المجاورة لها على الليمون المخرفش.
  2.  الكالسيوم والمنجنيز والزنك حيث تفوقت قشور الثمار السليمة والأوراق المجاورة لها للأشجار المطعومة على الليمون المخرفش بينما تحتوي قشرة الثمار المبحرة والأوراق المجاورة لها على اي من الليمون البلدي أو النارنج على أدنى مستوى.
  3.  الحديد والنحاس لم يكن لأي منهما اتجاه محدد يوضح تأثير التفاعل عليهما.

 

المصدر:

  • المجلة الزراعية
  • بقلم / م . فاطمة محمد قطب (معهد بحوث صحة البساتين)

 

  • Currently 270/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 2114 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2007 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,077,267

الشعاب المرجانية