بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

السماد البلدي الصناعي هو ناتج عملية تحول المادة العضوية إلى صورها البسيطة بواسطة الكائنات الدقيقة النافعة بصورة سريعة ، وتعدد المزايا لعملية إنتاج السماد العضوي الصناعي ، فهو يعمل على تحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها ، وتقليل مخاطر تلوث البيئة . وينتج عن إنتاجيه ارتفاع في درجة الحرارة ، تتطاير معها نسبة الرطوبة المرتفعة ، وكذلك يتم التخلص من بذور الحشائش . ومع تنفيذ الإدارة السليمة لإنتاج السماد العضوي الصناعي تختفي الروائح الكريهة . و الصورة النهائية التي ينتج عليها السماد العضوي الصناعي تختلف عن الصورة النهائية للسماد البلدي الذي ينتج بالطرق التقليدية ، حيث إن السماد العضوي الصناعي سهل التداول و التخزين لفترات طويلة دون أي تدهور وفى الآونة الأخيرة ازداد الطلب على السماد العضوي الصناعي ؛ نظراَ للجودة الفائقة ، خاصة مع اتجاه الدولة للمحافظة على البيئة . و تعتبر البيئة الزراعية مناسبة نتاج السماد العضوي الصناعي ، حيث تتوفر فيها الأرض الفضاء و المخلفات الزراعية . كما أن تقنية إنتاج السماد الصناعي بسيطة و غير معقدة ، و لا تحتاج إلى مهارات معينة ، و أخيراَ فإن غالبية الآلات الموصى بها لإنتاج السماد بها لإنتاج السماد العضوي الصناعي تتوفر بالمزارع و القرى الريفية و إنتاج السماد العضوي الصناعي لا يعتبر تكنولوجية مستحدثة أو جديدة لكنه جديد بالنسبة للقطاع الزراعي ، رغم أن قدماء المصريين من الرواد في مجال إنتاج و استخدام السماد العضوي الصناعي !!! و خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر انتشر في أوروبا و أمريكا و عديد من دول العالم إنتاج و استخدام السماد العضوي الصناعي من المخلفات الزراعية بصفة خاصة ؛ للتخلص من بقايا المزرعة بوجه عام.

إنتاج السماد العضوي الصناعي:

منذ أكثر من 15 عاما و يستخدم التلقيح البكتيري نتاج المادة العضوية من الأسمدة العضوية للمواشي .... الخ و كانت النتائج الأولية غير مرضية حتى أمكن استخدام البكتريا و تلقيح المادة بها ، و أدى ذلك إلى خفض نسبة الحشرات و الأمراض بهذه المادة ، و لقد تما عدة برامج بحثية وجدت أن أكثر من 95 % من الأمراض غير موجود بالمادة العضوية المنتجة ، و لم يوجد منتج بهذه الكفاءة إذا قارنا المادة العضوية بالمواد الكيماوية التي أعطت نتائج 90 % فقط . و كلمة CMC تعنى التحكم الميكروبي للمادة العضوية ، و تعنى هذه العملية توفير المناخ المناسب للبكتريا الملقحة بالمعمل و تحليل المادة ، و كذلك بناء المادة العضوية المطلوبة ، و يتم ذلك تحت ظروف هوائية خاصة.

و نحن نعنى من ذلك أن الأفراد الذين يعملون في هذا المجال لابد و أن يكون لديهم الخبرة لعمل الميكروبات المستخدمة لتوفير المناخ الملائم لنشاطها بكفاءة.

و يجب أن نضع أعيننا أن تكون المادة المستخدمة ؛ و التي توضع في كومة طولية بأرض التشغيل جافة تماما ، و هى عبارة عن قش أو سيلاج ، ثم تضاف الطبقات الأخرى مواد رطبة ( نسبة الرطوبة 50 % ) و يجب أن تكون نسبة الكربون : النيتروجين ( طازجة ) 30 : 1 ، و ذلك لإعطاء الطاقة اللازمة لتنشيط الميكروبات الملقحة ، و هذه المادة الطازجة يمكن أن تكون ناتج قص النجيل ، أو سماد بلدي أخضر ( طازج ) أو نباتات خضراء ( بقوليه ) ، و هذه المواد هى شرط أساسي لبدء التشغيل ( و يجب التأكد من أن جميع المواد طازجة ).

بعد ذلك يضاف 10 % تربة من الحجم الموجود و هذا هام جدا ، و يجب أن تكون هذه التربة نظيفة و جيدة ؛ لأنها هامة جداً بالنسبة للبكتريا ، و يمكن الحصول على هذه التربة عن طريق كشط الطبقة السطحية أولا ً ، ثم الحصول على التربة المطلوبة من الطبقة تحت السطحية و كذلك يجب أن يتم إضافة 10 % من المادة العضوية المنتجة سابقا تضاف إلى المادة المراد إنتاج المادة العضوية بها ، و ذلك لإيجاد مادة ذات نسبة رطوبة لإنتاج مادة عضوية ممتازة.

ثاني أكسيد الكربون تم اختباره بالمادة المنتجة ، و يوضح المنحنى التالي النسبة المثلى و كذلك درجات الحرارة المثلى ، و كانت أعلى قراءة تمثل نسبة 20 % ( ثاني أكسيد الكربون ) أثناء عملية تحليل المادة العضوية ، ثم تبدأ النسبة تنخفض إلى 8 % تقريبا يبطئ حتى تصل إلى 1 % و هى مرحلة النضج ، و ينتج ثاني أكسيد الكربون أثناء التحليل الهوائي ، و يجب اختبار المادة المنتجة بصفة دورية يوميا ، مع مراعاة عدم زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون ، حيث إنها تقتل لا للميكروبات التي تقوم بتحليل المادة العضوية ، و تكون نسبة 20 % أعلى حجم مسموح به ، و كذلك يجب تقليب المادة العضوية بصفة مستمرة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون الزائد.

كما يجب أن تكون عملية التقليب بطيئة جدا للتخلص من ثاني أكسيد الكربون و تكون كما يلى:

  •  يجب تقليب المادة العضوية يوميا أثناء الأسبوع الأول.
  •  يتم تقليب المادة في الأسبوع الثاني كل يومين.
  •  يتم تقليب المادة في الأسبوع الثالث كل ثلاث أيام.
  •  يتم تقليب المادة في الأسبوع الرابع مرة واحدة كل ثلاث أسابيع متتالية.

و بذلك يتم الحصول على المادة الجيدة - مع إتباع التعليمات بدقة - بعد الأسبوع السادس.

مزايا استخدام السماد العضوي المنتج بطريقة ( CMC )

Controlled Microbial Composting

أولا ً : المزايا لمنتج السماد العضوي
1. التكاليف المنخفضة للإنشاءات:
حيث إنه يمكن إنتاج سماد عضوي خلال مدة 6 - 8 أسابيع ، و المساحة اللازمة صغيرة جدا ً ، و نظرا ً لأن المنتج لا تنبعث منه روائح كريهة - فإنه لا يحتاج إلى أي منشآت هيكلية.

2. التكاليف المنخفضة لأعمال الصيانة:
إن تكاليف أعمال الصيانة للموقع تكون في أضيق الحدود ، حيث إن عمليات التقليب تتم بواسطة آلة التقليب سهلة الصيانة.

3. سهولة الحصول على الخبرة في مجال إنتاج السماد العضوي:
ليس هناك حاجة إلى عمالة ماهرة أو أي خبرات متخصصة لإنتاج السماد العضوي ، و حضور دورة تدريبية قصيرة تتمتع بالخبرة الجيدة - تكفى لإدارة الموقع و النظام.

4. ضمان جودة المنتج:
نتيجة لإتباع التوصيات و الإدارة الجيدة تحصل في نهاية المدة على سماد عضوي ذي مواصفات قياسية ، و بالتالي يعتبر سمادا ممتازا و مضمونا و مخصبا للتربة ، و بذلك تكون هناك ثقة من المزارعين في المنتج و شرائه ، حيث تتوفر بالمنتج النسبة المثلى من النيتروجين و العناصر الصغرى.

ثانيا : المزايا للمزارع:

1. نقص الطلب على الأسمدة الكيماوية:
حيث إن السماد العضوي المنتج بطريقة ( CMC ) يحتوى على النيتروجين اللازم للنبات أو المحصول ، و متوفرا بصورة سهلة الامتصاص دون أي فاقد، و بالتالي نحصل على محصول عالي الإنتاج بأقل التكاليف ، مع المحافظة على خصوبة التربة.

2. إعادة بناء قوام التربة و الاحتفاظ بماء الري:
يتمتع السماد العضوي المنتج ببناء ممتاز، و بالتالي يمكن تحسين بناء التربة عند إضافته مع زيادة العناصر الغذائية و خاصة النيتروجين، و السماد العضوي المنتج بهذه الطريقة ليس به أي بذور حشائش أو أي فطريات أو أمراض تصيب النبات ، و عند إضافة الكمبوست المحبب إلى التربة يتميز بخاصية الاحتفاظ بالماء لفترات طويلة و عدم نفاذه إلى باطن التربة ، و يعتبر الكمبوست ( بديلا ً للمواد الكيماوية التي لها خاصية الاحتفاظ بالماء ، و التي يتم إضافتها للتربة الرملية للحفاظ على مياه الري ) ، و عند تحلل المادة العضوية ( الكمبوست ) بالتربة لا يترك أي آثار جانبية مثل باقي المواد الكيميائية.

3. إنتاج محاصيل عضوية ذات إنتاج وفير:
إن السماد العضوي المنتج بطريقة CMC لا يحتوى على أسمدة كيمائية ضارة تؤثر على صحة المستهلك و بالتالي تحصل كمزارع أو منتج على محصول عالي الجودة ، ذي خواص قياسية ، و العائد الاقتصادي منه مرتفع.

4. الحفاظ على البيئة من المخلفات الزراعية:
حيث تتمتع هذه الطريقة بالتخلص من جميع المخلفات الخضراء أو الجافة التي تسبب كثيرا ً من المشاكل ، مثل انتشار الحشرات و الأمراض ، و انتشار الحرائق التي تسبب خسائر اقتصادية و التخزين في مساحات يمكن الاستفادة منها.

5. تخفيض تكاليف التخلص من المخلفات:
حيث تشكل المخلفات كثيرا ً من المشاكل للإبقاء عليها ، فهي تحتاج إلى مساحات كبيرة للتخزين ، كما أنه في بعض الأحيان تكون تكاليف النقل للتخلص منها مرتفعة جدا ، و تسبب أعباء على مصروفات المزرعة ، و لكن بتحويلها إلى سماد عضوي فإنها توفر كثيرا ً من المساحات ، بجانب تقليل نفقات النقل.

6. المحافظة على جودة الماء الجوفي:
و ذلك لأن السماد العضوي المنتج يحتوى على النيتروجين المدمص على حبيبات التربة ، و الذي يصعب غسيله مثل الأسمدة الكيميائية التي تنتقل إلى مخزون المياه الجوفية مسببة تلوثها.

7. عدم انبعاث الروائح الكريهة:
‘ن إنتاج السماد العضوي بالنظام الأمثل لا ينتج عنه أي روائح كريهة ، الكائنات الدقيقة تعمل في بيئة مهيأة لتحليل المادة العضوية بطريقة هوائية لا ينتج عنها أي روائح ، بعكس الطرق الأخرى اللاهوائية ، و التي تحتاج إلى تصميمات معقدة و إنشاءات باهظة التكاليف ، و التي ينتج عنها مخلف يصعب التخلص منه ؛ لاحتوائه على بعض المواد غير المرغوب إضافتها للتربة.

و لتعدد المزايا السابقة ، و تمشيا ً مع الاتجاهات العالمية للمحافظة على البيئة من التلوث نتيجة عدم التخلص من المخلفات النباتية و العضوية بمختلف أنواعها - فيعتبر نظام إنتاج السماد العضوي بطريقة CMC أفضل الطرق البيئية المقترح التوسع في استخدامها و ينتج الكمبوست حاليا على هيئة محببات التقليل حجم المنتج و تخزينه في حيز فراغي أقل ، و ذلك باستخدام تكنولوجيا بسيطة تصنع في مصر.

نسبة الكربون إلى النيتروجين بالمواد النباتية و الحيوانية المخلفة

المتوسط السنوي للمخلفات النباتية الحقلية.

المصدر:

  • د / أحمد البحيرى/ معهد بحوث الهندسة الزراعية/ مركز البحوث الزراعية/ مجلة شمس / العدد 45 
  • Currently 469/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
169 تصويتات / 10330 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2008 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

28,214,850

الشعاب المرجانية