مقدمة :
لقد تم استعراض التأثيرات الدوائية والسمية لمحفزات النمو مثل المضادات الحيوية والهرمونات في الإنسان والدواجن و قد تبين عند مسح الأسواق المحلية لمعرفة وجود هذه الأدوية أن المضادات الحيوية موجودة في لحوم الدواجن بكميات فاقت الحد الأقصى للتركيز المسموح به عالمياً .
أن استعمال المضادات الحيوية بطريقة غير سليمة وعدم مراعاة فترة وقف الدواء بوقت كاف قبل الاستهلاك الآدمي للمنتج الحيواني نتج عنه وجود بقايا للمضادات الحيوية والهرمونات في المنتجات الحيوانية تفوق الحدود الدولية القصوى المسموح بها من منظمة الأغذية والزراعة الدولية ( الفاو ) ومنظمة الصحة العالمية .
إن إنتاج طعام صحي ومتكامل هو هدف أساسي يساهم في صحة ورفاهية الإنسان 0 لقد زادت استعمالات الأدوية البيطرية كمضافات ومحفزات للنمو في رعاية الحيوان والدواجن في السنوات الأخيرة 0 ولقد أثبتت التجارب أن المضادات الحيوية والهرمونات قد زادت من الأوزان الحية للحيوانات والدواجن المعالجة وزادت أيضا من فعالية استغلال الغذاء في هذه الحيوانات ( 6 ) .
لقد كان لاستعمال الأدوية البيطرية في علاج ووقاية الحيوانات والدواجن من الأمراض المختلفة دوراً مهماً في زيادة إنتاج الحيوانات وأعدادها والمحافظة عليها .
إن استعمال المضادات الحيوية بطريقة غير سليمة وعدم مراعاة فترة وقف الدواء بوقت كاف قبل الاستهلاك الآدمي للمنتج الحيواني نتج عنه وجود بقايا للمضادات الحيوية والهرمونات في المنتجات الحيوانية تفوق الحدود الدولية القصوى المسموح بها من منظمة الأغذية والزراعة الدولية ( الفاو ) ومنظمة الصحة العالمية .
أن الخصائص الدوائية للهرمونات والمضادات الحيوية تتلخص في الأتي :
الهرمونات
المضادات الحيوية
الآثار الصحية والبيئية لاستخدام الهرمونات والمضادات الحيوية
القواعد والاشتراطات والمقاييس المنظمة لاستخدامها
لقد تم مسح عام في لحوم الأغنام المحلية والمستوردة والدواجن والبيض بمحافظة الأحساء للتعرف على وجود مضادات حيوية وهرمونات في هذه المنتجات . وتبين أن هنالك كميات من هذه المضادات الحيوية مثل الأمبسلين والأوكسي تتراسكلين والسلفادامدين والهرمونات بنسب أعلى من الحد الأقصى للتركيز المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة والأغذية وأن الدواجن والبيض المنتج محليا احتوى على نسبة عالية من بقايا الأدوية مقارنة مع المستورد واقترحت الدراسة وضع ضوابط وعمل كشف ومراقبة لهذه الأدوية في المنتجات الأنفة الذكور بواسطة الأجهزة الرسمية ذات العلاقة .
الهرمونات
يؤثر الهرمون على النمو بواسطة تفاعله مع مستقبلات الشحمانيات في خلايا العضلات ( 1 ) كما تؤثر على بعض هرمونات الأيض مثل الأنسولين وغيره ، وهذه التفاعلات تؤدي إلى زيادة استغلال الأحماض الأمينية بواسطة هذه العضلات ( 2 ) . إن الاندروجينات تقلل من تكسير البروتين وتساعد على بقاء النيتروجين العنصر الأساسي لبناء البروتين داخل جسم الحيوان ( 3 ) ، وجميعها تساعد على النمو وتنقسم لعدة أقسام ( 4 ) هي :
1. الشحمانيات الطبيعية مثل الاستروجين والتستوستيرون والبروجستيرون وهذه توجد طبيعياً في جسم الحيوان .
2. هرمونات مصنعه ولا توجد في جسم الحيوان وتنقسم للأتي :
• ملح عضوي كحولي (استر) بسيط للشحمانيات الطبيعية مثل الاستراديول بنزويت والتستوستيرون.
• شحمانيات مصنعه مثل ميثيل التستوستيرون وأسيتات الترنبيلون .
• مركبات غير شحمانية مثل التسلبين واليرانول والديسايلبسترول .
هذه المركبات جميعها لها صفات دوائية شبيهه بالهرمونات التي تساعد على النمو لكن تختلف منها في خصائص أيضا . ولقد وجد أن النمو يتناسب طردياً مع وجود الكميات المناسبة لهرموني الاستروجين والتستوستيرون ( 5 ) .
المضادات الحيوية
وجد أن إضافة البكتيريا أو المضادات الحيوية بكميات قليلة للعليقة ربما حفزت النمو للأسباب التالية :
1 - مساعدة نمو البكتيريا النافعة :
لقد اكتشف أن هنالك بعض أنواع البكتيريا والأوليات النافعة والموجودة أصلاً في الكرش تنمو في وجود المضادات الحيوية ( 6 ) وينتج عن ذلك زيادة في كمية الطاقة المتاحة للحيوان .
2- تقليل عدد البكتريا الضارة :
هنالك بعض المضادات الحيوية مثل التايلوسين والاسيرومايسين تؤثر على نمو البكتريـا( 4 ) دواء الباستروسين يؤثر على جدار خلية البكتريا الضارة وليست النافعة الموجودة أصلاً في كمية الأحماض الدهنية الطيارة ( 7 ) .
3 - التأثير على الهضم :
يتألف غذاء الدواجن غالباً من الكربوهيدرات , البروتينات , الدهون , الفيتامينات والمعادن , يفرز الجهاز الهضمي أنزيمات معينه إلى المعي , مثل الأميلايز للكربوهيدرات .
يتم استعمار المعي الدقيق والغليظ من قبل البكتيريا اللاهوائية , غالباً الموجبة للجرام , التي تساهم في التخمر المغذي .
في المعي الدقيق , يتم امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمينية إلى الجهاز الدموي البابي ( يعتبر الجلوكوز أهم مصدر للطاقة أما الأحماض الأمينية فهي (( أحجار البناء )) للبروتينات التي تركب من أجل العضلات , الريش , الأنسجة والأعضاء . ويتم امتصاص الماء من داخل المعي الغليظ .
في غياب محفزات النمو المضادة للبكتيريا , تتحول الكربوهيدرات إلى جلوكوز عن طريق الأميلايز وتمتص من خلال الجدار المعوي . تخمر بعض الكربوهيدرات بواسطة النبيت المعوي المجهري مما يشكل منتجـات متحللة مثل الأســيد اللبنــي ( Lactic Acid ) والأحماض الدهنية التي هي مصدر طاقة أقل فائدة للطيور .
تؤثر محفزات النمو ( المضادات الحيوية ) في الأصل عن طريق كبح تشكيل المنتجات المتحللة من العملية الأيضية للكربوهيدرات . وبزيادة إنتاج الجلوكوز إلى أعلى المستويات , تحسن هذه المحفزات أداء القطيع .
4 - الـتأثير في توافر الغذاء :
كما تملك تأثيراً على أي من البروتينات غير المهضمة التي تنتقل من المعي الدقيق إلى المعي الغليظ , تمنع محفزات النمو هذه الكائنات المعوية المجهرية من استعمال البروتين لتغذيتها وتخمرها الخاص . هذا الأمر يزيد من توافر المواد الغذائية الأساسية للطير – " تأثير التوافر الغذائي " ( The nutrient sparing effect ) إن الكائنات المجهرية المدمرة للمواد الغذائية يتم كبحها ولكنها لا تقتل , بل يوجد دليل عن أن كائنات أخرى مركبه للغذاء يتم حثها لإنتاج جزيئات مفيدة للمضيف
إن قائمة المضادات الحيوية المسموح باستعمالها عالمياً في تحفيز النمو طويلة جداً ويمكن ذكر بعضها :
كالبنسلين والاستربتومابسين ودي هيدروستربتومايسين والنكومايسين وتراميتوبرم والامبسلين والفيرجيناميسين والتايلوسين والسلفاداموين ( 6 )
الآثار الصحية والبيئية لاستخدام الهرمونات والمضادات الحيوية
أ – الهرمونات :
1 - نشاطها كمسبب للسرطان :
وذلك نسبه لصعوبة تحللها إلى مركبات مائية يمكن إخراجها من الجسم كما وأن أثرها دائما ما يكون عبر الحامض النووي والنواة وإنتاج البروتين وبمرور الوقت تتسبب في إحداث الأمراض السرطانية .
2 - تأثيرها على الخصائص الجنسية :
بقايا هذه المركبات في المنتجات الحيوانية التي يستهلكها الإنسان ربما أدت لتخنث الذكور أو ظهور علامات أنثويه عليهم أو تأخر بلوغهم أو سرعة بلوغ الإناث أو العقم عند الجنسين أو تأثيرات على الأجنة والرضاعة في الأمهات .
3 - تأثيرها السام على الجسم :
وهذا ينتج عن المركبات أو المواد الناتجة من تحللها فمثلاً الاستروجين يؤثر على إفرازات الانجيوتسين الذي بدوره يرفع ضغط الدم أو قد تزيد هذه المركبات إفراز الأنسولين وغيره من مواد الأيض المختلفة التي ربما تكون لها تأثيرات سامه على الجسم.
ب – المضادات الحيوية :
إن الحجج التي تساق ضد خطورة بقايا المضادات الحيوية في الطعام هي :
1 - هنالك احتمال أن تكون سبباً في ظهور الحساسية وفي هذا يساق البنسلين كدليل قاطع على تسببه للحساسية ( 8 ) .
2 - قد تؤدي لاضطراب في نمو فطريات وبكتريا الأمعاء النافعة مما يتسبب في نقص الغذاء خاصة الفيتامينات ( 9 ) .
3 - قد تتسبب في نمو بكتريا مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية (10 ) .
القواعد والاشتراطات والمقاييس المنظمة لاستخدامها
لقد اقترحت منظمة الزراعة والأغذية والصحة العالمية ومجموعة الدول الأوربية حدوداً قصوى لبقايا بعض المضادات الحيوية والهرمونات في المنتجات الحيوانية سمتها الحدود اليومية المقبولة بحيث إذا تعاطاها الإنسان لفترة طويلة لا تحدث أضراراً تذكر . وبالنظر إلى الاستعمال الواسع للمضادات الحيوية والهرمونات لعلاج الحيوانات والدواجن أو استخدامها كمحفزات النمو في المملكة العربية السعودية فإنه من المطلوب إيجاد طرق مناسبة للكشف عن هذه المواد . لقد تم قياس بعض هذه المواد وحرائكها الدوائية تحت البيئة السعودية في محاولة لإيجاد طرق للكشف عن هذه المواد وكذلك حدودها المسموحة في الأغذية حتى تتحقق الفائدة المرجوة على المستوى الرقابي والتشريعي ضمن المواصفات القياسية الوطنية الملزمة التنفيذ . إن بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية والسوق الأوربية المشتركة قد سنت تشريعات لاستخدام هذه المواد .
بعض هذه التشريعات تشمل :
1 - تستخدم الهرمونات الاستيرودية الطبيعية التي تتحلل مائياً في تحسين الماشية والدواجن وعلاجها وذبح هذه الحيوانات بعد فترة محدده من تاريخ التوقف عن المعالجة بها حسب نوع الهرمون . ويمنع استخدام الهرمونات الاصطناعية الأخرى.
2 - منع استيراد حيوانات حيه أو أية منتجات ذات مصدر حيواني ناتجة من حيوانات سبق معاملتها بمواد لها نشاط هرموني أو مركزات أو علائق جاهزة تحتوي على مواد ذات نشاط هرموني .
3 - وضع نظام لتداول الهرمونات الاستيرودية الطبيعية ومشتقاتها والمسموح باستخدامها في تحفيز النمو أو العلاج البيطري وتشجيع دول العالم الثالث لوضع قوائم بالهرمونات الاستيرودية .
4 - التطبيق الصارم للفترة المحددة من تاريخ التوقف عن المعالجة بالمضادات الحيوية حتى يصبح المنتج الحيواني صالح للاستهلاك الآدمي .