شهد مركز "CIRAD" للكمبيوتر في مدينة مونبلييه الفرنسية ولادة أول نظام لتشكيل النباتات على أنواعها ورسمها على الشاشة من خلال المعالجة الرقمية والمحاكاة الهندسية، فبمجرد تزويد النظام بمعطيات محددة حول زهرة أو شجرة أو نبتة يصمم الكمبيوتر تركيبها، ويكسوها بأوراقها، ويزيِّنها بأزهارها، ويضفي عليها الألوان الطبيعية والظلال بحسب ورود مصدر الضوء، وكذلك متابعة نموها، إضافة إلى رصد الأمراض النباتية والمساعدة في مكافحتها، ويمكن للنظام إعادة تشكيل نباتات منقرضة تعود إلى ملايين السنين بوساطة المعلومات المتوفرة عنها.
تقنية النظام:
تعتمد تقنية النظام اعتماداً أساسياً على النقاط التالية:
- نقل رموز النباتات الوراثية إلى لغة الكمبيوتر، ثم القيام بعملية رسم النبتة على مراحل، إذ يبدأ البرنامج بتصميم الهيكل الأساسي للأغصان الرئيسية مرتكزاً إلى معطيات محددة، مثل عمر النبتة وتاريخها وقياسها... إلخ.
- تُحسب مواقع العقد الرئيسة والثانوية، ويُحَدِد النظام البراعم ومواقعها استناداً إلى بيانات وإحصاءات تسمح له بتحديد البراعم التي سوف تنمو والأغصان التي تتفتح.
- يدخل النظام إلى بنك المعلومات لاستخراج نوع الأوراق ونسق الأزهار الملائم للنبتة.
- يتيح النظام بوساطة حسابات كمبيوترية ومعالجة ثلاثية الأبعاد النظر إلى أي نبتة من مختلف الزوايا.
- يمكن لهذا النظام إضافة برامج تصميمية لرسم المناظر الطبيعية للخلفيات وراء النبتة.
فوائد النظام الحالية:
يستخدم النظام لتطوير مكتبة فيديو لكل النباتات مع إمكان تحديد العوامل المحيطة، مثل المواد الكيماوية المستخدمة والبيئة الخارجية المحيطة، لكن الأهم يكمن في حقل الوقاية وعلم الـ PALEONTOLOGY ، وهو العلم الذي ينقب عن أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة كما تمثلها المتحجرات الحيوانية والنباتية.
فمن ناحية الوقاية، يتيح هذا النظام التفصيل الدقيق والعلمي لنمو النباتات، إذ يُمكـِّن من فهم الأمراض النباتية ورصد الحشرات الضارة، وهذا ما يساعد على محاربتها والقضاء عليها.
أما بالنسبة إلى علم الـ PALEONTOLOGY ، فيمكن للنظام أن يفيد من خلال المعلومات التي جمعها العلماء حول النباتات المنقرضة، إذ إنه يمكـِّن من تكوين هيكلية النبتة كما كانت في الأصل، كما أنه يفيد لدى صنع البرامج التلفزيونية والمؤثرات الخاصة بالأفلام، وخاصة أفلام الخيال، مثل حرب النجوم.
سيساعد هذا النظام في حل كثير من المشاكل البيئية، إذ سيعيد تكوين أشجار ونباتات منقرضة من خلال المساهمة في رسم التنوع الشجري والنباتي الطبيعي.
وعلى هذا النحو، ستساعد المعلوماتية في الحفاظ على البيئة، وعلى تلافي أخطاء الإنسان المخربة للطبيعة نتيجة سعيه وراء الثروة.