تلعب طبيعة التربة الزراعية دوراً هاماً في حياة النباتات الراقية - فهي الوسط الذي يرتبط به النبات ويستمد منه الغذاء والماء اللازم لجميع العمليات الحيوية ففي الأراضي الطينية )الثقيلة ( نجد أن حبيبات الأرض تكون صغيرة جداً وبالتالي يزداد عدد المسافات البينية الموجودة بين الحبيبات مما يزيد من سعتها المسامية بالمقارنة بالأراضي الرملية الخشنة القوام - لذلك يجب الاهتمام بدراسة التربة الزراعية والتغير الدائم الذي يمكن أن يحدث لها في طبيعتها وصفاتها حتي يمكن تكييف عامل الأرض بما يلائم نمو المحاصيل وإمكانية نجاحها في هذه النوعية من الأراضي سواء كان ذلك المتغير في مكونات الأرض أو في الرطوبة التي تحتويها والعناصر الغذائية كذلك عمليات الخدمة المختلفة التي تلائم نوعية الأراضي لذلك نجد أنه يمكن للعنصر البشري أن يتدخل في تحسين وتغيير طبيعة الأرض لنجاح زراعة المحاصيل المختلفة هذا بعكس الظروف المناخية التي لايستطيع العنصر البشري أن يغير منها بدرجة كبيرة .
ونتيجة لتطور البحث العلمي أثبتت العديد من البحوث إمكانية زراعة القطن في الأراضي الرملية تحت نظم الري الحديثة مع العمل علي تغيير قوام الأرض مما يجعلها أكثر احتفاظاً بالماء والعناصر الغذائية . أدى ذلك لانتشار زراعة القطن في كثير من الأراضي الجديدة تحت نظم الري الحديثة .
أولاً : الزراعة في الأراضي الرملية
يمكن تلخيص أهم خصائص الأراضي الرملية والخفيفة في الآتي :
- سهولة خدمتها وسهولة إجراء عمليات العزيق .
- توفير الوقت اللازم للخدمة .
- جودة تهوية الأرض حيث يؤدى سوء التهوية إلى عدم امتصاص العناصر الغذائية كما يؤدى إلى تنفس الجذور تنفساً لاهوائياً وينتج عن ذلك تكوين بعض المركبات السامة وعدم أكسدتها .
- ارتفاع درجة حرارتها لقلة احتفاظها بالماء بعكس الأراضي الطينية التي تنخفض فيها درجة الحرارة وبالتالي يقل امتصاص النباتات للماء في درجة الحرارة المنخفضة بالرغم من توافره .
- يعاب علي هذه الأراضي ضعف قدرتها علي تثبيت المواد الغذائية لقلة احتوائها علي المواد العضوية والدوبال وقلة نقط تلامس الحبيبات وضعف النشاط الحيوي .
- يساعد القوام الخشن والنفاذية الجيدة للأراضي الرملية في التخلص من الأملاح إلا أن تركيز الأملاح يزداد في المحلول الأرضي .
مايجب مراعاته عند خدمة الأراضي الرملية
- يجب إجراء الحرث السطحى لأن هذه الأراضى مفككة وخفيفة حيث إن قطر حبيباتها كبيراً وحجم الفراغات بين الحبيبات كبيراً مما يجعلها أكثر تهوية ولايتعدى عمق الحرث عن 10 سم .
- يجب أن نقلل عدد مرات الحرث ويكتفى بحرثة واحدة فقط .
- لابد من إجراء التزحيف الجيد بزحافة ثقيلة حتى تزداد نقط التلامس بين حبيبات الأرض وبالتالي تزداد قدرتها على الاحتفاظ بالماء .
- الزراعة بالطريقة العفير : لانه لايجب إعطاء رية كدابة فى هذه الأراضى حيث يتم فقدها لسرعة تسربها إلى باطن الأرض .
- تقصير فترات الرى مع تقليل كميات المياه فى كل رية .
- إجراء الرى فى الصباح الباكر قبل الشروق أو قبل الغروب .
- لابد من الاهتمام بإضافة الأسمدة البلدية والعضوية بكثرة فى هذه الآراضى وذلك لتجميع حبيبات التربة وجعلها أكثر تماسكاً واحتفاظاً بالماء والعناصر الغذائية .
- إذا كان الرى سطحياً فيجب أن نقلل مساحة الحوض لإمكان التحكم فى توزيع المياه كذلك يجب أن يكون الرى على الحامى .
ميعاد الزراعة
من المعروف أن المواعيد المثلى لزراعة القطن هو خلال شهر مارس إلا أنه فى الأراضى الخفيفة والرملية يمكن أن تتم الزراعة حتى منتصف أبريل وذلك لجودة تهوية هذه الأراضى وارتفاع درجة حرارتها مع العناية بالخدمة الجيدة كما ذكرنا سابقاً وبالتالى توفر الظروف الجيدة للإنبات والنمو بالمقارنة بالأراضي الثقيلة والتي تقل فيها التهوية وتنخفض فيها درجة الحرارة .
كمية التقاوى
تتوافر التقاوى العادية أو مزالة الزغب فى عبوات زنة 30 كجم مخصصة لزراعة الفدان حيث يتم وضع 7 - 5 بذور فى كل جورة بعد معاملاتها بالمطهرات الفطرية ، وفى حالة الزراعة الآلية فإنه يمكن زراعة الفدان بمعدل تقاوى 20 - 15 كجم .
الرى بالتنقيط
القطن يمتاز بمجموع جذرى كبير من أهم الأنظمة المستخدمة حديثاً فى مصر لرى وتسميد القطن خاصة فى الأراضى الخفيفة والرملية والتى يقل فيها الاحتفاظ بالماء بهدف توفير كميات كبيرة من الماء وزيادة المساحة المنزرعة فى الأراضى الصحراوية علاوة على استغلال المميزات السابقة التى تم ذكرها مثل التهوية وارتفاع درجة الحرارة كذلك فإن نبات القطن يمتاز بمجموع جذرى كبير فيكون معدل الاستفادة من ماء الرى حوالى 90 ٪ وهو أحسن معدل بالمقارنة بنظم الرى الحديثة الأخرى .
الكثافة النباتية
يجب الاهتمام بها وزيادتها فى الأراضى الجديدة ويتحكم فى الكثافة النباتية ثلاث عوامل هى :
- المسافة بين الخراطيم .
- المسافة بين النقاطات .
- عدد النباتات فى الجور .
ولتحقيق الكثافة المطلوبة يراعى مايلى :
عند تجهيز الأرض لزراعة القطن يفضل أن تكون المسافة بين الخطوط 100 - 80 سم والزراعة على الريشتين أمام النقاطات التى غالباً ماتكون المسافة بينها 40 سم وبذلك يمكن الاستفادة من المياه التى على جانبى النقاطات .
فى الحقول التى تكون معدة لزراعة الخضر حيث المسافة بين الخراطيم من 180 - 120 سم والمسافة بين النقاطات 50 - 40 سم ، وفى هذه الحالة يمكن زراعة القطن على الريشتين أمام النقاطات وكذلك فى منتصف المسافة بين النقاطات على الجانبين حيث يتم الاستفادة بالبلل الذى يحدث أمام كل نقاط والتحامها مع بعضها . وتكون الكثافة النباتية فى حالة 120 سم بين الخراطيم و 40 سم بين النقاطات حوالى 70 ألف نبات للفدان و٦٤ ألف نبات عندما تكون المسافة بين الخراطيم 180سم .
أما إذا كانت المسافة بين النقاطات 50 سم فتكون الكثافة النباتية 56 ألف نبات إذا كانت المسافة بين الخراطيم 120سم وحوالى 38ألف نبات للفدان إذا كانت المسافة بين الخراطيم 180سم.
طريقة الزراعة
تتم الزراعة على عمق 3 - 2سم بعيداً عن النقاطات بحوالى 15سم باستخدام بذور سبق نقعها فى الماء قبل الزراعة، ثم تروى الأرض بعد ذلك لمدة 4 - 2ساعات، ويوالى الرى بنفس النظام يومياً لمدة 5 - 3أيام ثم يقل معدل الرى إلى ساعة واحدة يومياً حتى يتم تكشف البادرات.
الترقيع
يتم الترقيع بنفس البذرة التى تمت زراعتها وذلك بمجرد تكشف الجور فوق سطح التربة باستخدام بذور منقوعة مدة 18 - 12 ساعة قبل الزراعة ثم تروى الأرض.
الخف
يتم بمجرد البدء فى تكوين الورقة الحقيقية الثانية بترك نباتين بالجورة حيث يتم اختيار أقوى نباتين بالجورة وحجزهما باليد اليسرى وانتزاع باقى النباتات واحدة واحدة باليد اليمنى - ويلاحظ أن عملية الخف فى هذه الأراضى سهلة والضرر الناتج عنها يكون أقل نظراً لسهولة انتزاعها.
التسميد مع مياه الري
لابد من استخدام الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية سهلة الذوبان في الماء حتى لاتترسب داخل الخراطيم وتسد النقاطات ومن الأسمدة المستخدمة نترات الأمونيوم وسلفات الأمونيوم النقي كمصدر للآزوت ، وحامض الفوسفوريك كمصدر للفوسفات ، ورائق سلفات البوتاسيوم كمصدر للبوتاسيوم .
وعموماً يجب تجزئة كمية السماد وإضافتها على 6-5 دفعات مع ماء الري مع زيادة كميات الأسمدة الآزوتية والبوتاسية بصفة خاصة في هذه الأراضي الجديدة .
ينصح باستخدام 120-90 وحدة آزوت للفدان و 50 وحدة بوتاسيوم للفدان ، ومن 30 - 22.5 وحدة فوسفات للفدان وترجع أهمية إضافة السماد لمياه الري إلى إمكان التوزيع الجيد والمتجانس للسماد والاستفادة الكاملة منه حيث تأخذ كل جورة حاجتها من السماد مما يؤدى إلى توفير في كمية السماد المستخدم والوقت اللازم لإجراء عملية التسميد مع تقليل العمالة المستخدمة .
العزيق
في الأراضي الخفيفة التي يتم الري فيها بالتنقيط نجد أن الحشائش غير منتشرة ويكون انتزاعها سهلاً باليد داخل الجور أو بواسطة جاروف عند وجود الحشائش بين الخراطيم أو بين النقاطات .
ثانيا : الزراعة في الأراضي الجيرية
تتميز الأراضي الجيرية باحتوائها علي كربونات الكالسيوم وتتضح عيوب هذه الأراضي بزيادة نسبة كربونات الكالسيوم .
وأهم صفات هذه الأراضي مايلي :
- افتقارها للمادة العضوية لسرعة تحللها وتأثرها بنسبة الرطوبة .
- لزوجة هذه الأراضي عقب الري أو بعد سقوط المطر وتكون كتل صلبة إذا حرثت الأرض في وقت غير ملائم .
- تصلب قشرتها عند الجفاف أو العطش .
ويجب أن نقلل من الأثر الضار لهذه العيوب باتباع الوسائل الآتية :
- إضافة المواد العضوية .
- إجراء الحرث والعزيق في المواعيد المناسبة .
- الاهتمام بإنشاء شبكة صرف حتي يمكن تحاشي تكون طبقة صلبة متحجرة تحت سطح الأرض وينبغي تغيير مواقع المصارف لتجنب تكوين طبقة صلبة .
- استعمال الأسمدة ذات التأثير الفسيولوجي الحامضي مثل سلفات البوتاسيوم النقي .
طريقة الزراعة
يفضل الزراعة بالطريقة الحراتى فى الأرض الجيرية باستخدام بذرة منقوعة تزرع فى أرض سبق ريها لكسر القشرة السطحية الصلبة التى تظهر فى تلك الأراضى مما يساعد على سرعة التكشف.
الرى
- يفضل نظام الرى السطحى مع التقارب بين الريات وإعطاء كميات بسيطة من الماء (رى على الحامى) حتى تظل الطبقة السطحية رطبة حتى تمام تكشف البادرات.
- يوالى الرى كل 10أيام تقريباً تبعاً لحالة الأرض وحاجة النباتات.
- يوقف الرى عندما يصل 80٪ من اللوز إلى حجمه الطبيعى مع بداية تفتح اللوز فى حجر النباتات 15٪ من اللوز.
التسميد
- بالإضافة إلى الأسمدة البلدية والفوسفاتية التى تم إضافتها أثناء الخدمة يراعى إضافة 80 - 60كجم آزوت للفدان للأراضى الجيرية وتستخدم سلفات الأمونيوم كمصدر للآزوت وتقسم على ثلاث دفعات متساوية الأولى بعد الخف على أن تضاف الدفعة الثالثة قبل التزهير وأن تكون الإضافة تكبيشاً بجوار الجور.
- يتم التسميد البوتاسى بمعدل 100كجم سلفات بوتاسيوم للفدان تقسم على دفعتين متساويتين تكبيشاً بجوار الجور الأولى بعد الخف والثانية بعد ٥١يوماً من الأولى.
العناصر الصغرى
يجب رش أوراق النباتات مرتين الأولى عند بداية التزهير والثانية بعد الأولى بأسبوعين بمعدل 250جم من كل من الحديد والزنك والمنجنيز فى صورة مخلبية مذابة فى 400 - 200لتر ماء للفدان أو بأحد المركبات السمادية الورقية التجارية والمحتوية على العناصر الصغرى وحسب التعليمات الموضحة عليها.
جني القطن
جني القطن من أهم العمليات التى لها علاقة بالمحافظة على المحصول والرتبة وصفات الجودة، لذلك يجب أن تتم على مرحلتين. الجنية الأولى عند تفتح 60٪ من اللوز، والثانية عند تفتح باقي اللوز ، كما يجب تنشير القطن الذي يتم جنيه في الصباح الباكر للتخلص من الرطوبة الزائدة بالإضافة إلى عدم استخدام أي عبوات من البلاستيك أو استخدام الألياف الصناعية في حياكة الأكياس ويتم استخدام دوبارة قطنية حماية للقطن من التلوث .