نبذة عن تسويق الدواجن و البيض في مصر
بدأ الاعتماد على تربية السلالات الأجنبية في عنابر مكثفة في أواخر الخمسينات في صورة مشروع حكومي، وهى ( المؤسسة العامة للدواجن) و كان الاعتماد قبل ذلك على السلالات المحلية البلدية و كان يتم تجميع المنتج من القرى بريف مصر، و يتم بيعه في الأسواق لتجار الجملة الذين يقومون بتوزيعه في المدن الكبرى مثل القاهرة و الإسكندرية .
و لم يحدث تحسين لهذه السلالات البلدية لفترة طويلة فانحدرت و كادت تندثر الى أن تم تحسينها فأنتجت (دقي/4، اسكندراني )....الخ .
و كان إنتاج البيض و الدجاج من السلالات الأجنبية يتم تسويقه تعاونيا عن طريق الجمعيات التعاونية الاستهلاكية .
و في أواخر السبعينات كانت بداية المشروعات الكبيرة للقطاع الخاص و وظهرت مزارع بطاقة إنتاجية 60 مليون بيضة / سنة، و 3 مليون دجاجة / سنة، و تعثرت هذه المزارع في البداية فتراكمت فوئد البنوك مع ارتفاع مستمر لسعر الدولار و فوضى في السوق نتيجة استيراد الدواجن المجمدة و عدم حماية المنتج المحلي .
و كان طبيعيا أن تغلق كثير من هذه المزارع للخسارة المستمرة، ثم استقر السوق نسبيا في النصف الثاني من الثمانينات و بدأ يتشجع كثير من المستثمرين في تطرق هذا النشاط بالإضافة الى عودة مزارع المغلقة الى استعادة نشاطها من جديد الى ان بلغ حجم الاستثمار في هذه الصناعة 7 مليار جنيه عام 93/94.
و خضع السوق لسياسة العرض و الطلب و أنشئت بورصة للأسعار و مقرها بنها، كما تم إنشاء اتحاد منتجي الدواجن و البيض و مقره القاهرة، ورغم ذلك ظهرت مشاكل في التسويق جعلت السوق يتجه نحو الفوضى مرة أخرى .
فقد ظهرت حالة ينفرد بها السوق في مصر و هذه الحالة هي انخفاض الطلب في فصل الشتاء على البيض و الدجاج مع زيادة العرض، فجعل المنتج يئن من الشكوى فنتاج البيضة يكلفه 14 قرش و سعر البيضة في حدود 13 قرش .
كذلك سعر كيلو الدجاج يقل عن 3 جنيهات في حين أن تكلفة الكيلو 3.20 جنيه.
و التجار كذلك يصرخون بان أطباق البيض تفسد ولا تجد من يشتريها و ثلاثة ملايين دجاجة تزدحم بها الثلاجات .
و تقول الأرقام أن تكلفة العلف في العامين السابقين زادت بنسبة 10% فقط و هي تمثل حوالي 70% من تكاليف المشروع المباشرة .
و تقول أيضا أن ثمن الكتكوت زاد في حدود 10% أيضا أما الحظائر و أجور العمال فلم يحدث لها تغيير يؤثر على زيادة الأسعار .
أسباب ارتفاع الأسعار في فصل الصيف :
- قلة المعروض حيث أن العنابر التي تستوعب 10 دجاجات /متر مربع في الشتاء تقل لتصبح 7 دجاجات / متر المربع
- كثرة الأمراض و موجات الحر التي تسبب ارتفاع نسبة النافق في جميع المزارع فيقل المعروض .
- نظرا لارتفاع نسبة النافق في الحر في المزرعة و بالتالي و لنفس الظروف ترتفع النسبة أثناء النقل مع تاجر الجملة و تاجر التجزئة مما يؤدي الى رفعهم هامش الربح لتعويض الخسائر الناتجة عن النافق .
- الاستهلاك المستورد, ويقصد به السياحة التي تزيد في فصل الصيف و كذلك عودة المدرسين و العاملين المصريين في إجازة الصيف و هي فئة مستهلكة تزيد من الطلب بصرف النظر عن السعر .
- المصايف في مصر تمتلئ بالسياحة الداخلية فيزيد استهلاك المطاعم و الفنادق و المعسكرات فيزيد الطلب أيضا .
و نظرا لهذه الأسباب فقد ارتفع سعر كيلو الدجاج في صيف 94 ليصل الى 5 جنيه للمستهلك و سعر البيضة إلى 22 قرشا و في ذلك انتعاش كبير جدا للمنتج مع إن المستهلك اكتوى بنار الأسعار .
أسباب انخفاض الأسعار في فصل الشتاء :
- قلة دخل الفرد و مصروفاته في هذه الفترة تكون متجهة الى المدارس و الملابس و الدروس الخصوصية ...الخ تجعله يخفض من استهلاكه لهذه السلع .
- تعود المزارع للعمل بكامل طاقتها 10 دجاجات / متر مربع فيزيد المعروض .
و هذه الفوضى في السوق جعلت المنتج يخسر في الشتاء و يكسب في الصيف، ويمكن القول بان صناعة الدواجن كصناعة وطنية ثبتت أقدامها رغم رفع الدعم عنها و تتعامل مع آليات السوق و تحتاج إلى الآتي :
- تخفيض الفوائد على القروض الممنوحة لمشروعات الأمن الغذائي .
- تخفيض الضرائب على الدجاج و البيض .
- تقوية اتحاد رابطة منتجي الدواجن و البيض ليكون له كلمة بدلا من الاتجاه الفردي الحادث الآن .
- بورصة الأسعار في بنها يتحكم فيها تجار ليس لهم الحس الاقتصادي و إنما هم (معلمين) يقومون بحساب السعر بطريقة غير علمية .
- لازال المستهلك يسعد بطريقة الذبح البدائية في محل الدواجن، في حين لو تم الذبح في المذابح الآلية ففي ذلك سيكون التوسع المرغوب في فرع من فروع صناعة الدواجن و هو فرع المذابح الآلية و التي يمكنها استيعاب كثير من العمالة و الاستثمار و بالتالي يستقر السوق طوال العام .
و يمكن للمنتج أن يستدل بالأوقات التي تكون فيها الأسعار في صالحه :
- اشهر الصيف:يونيو ، يوليو، أغسطس، سبتمبر
- شهر رمضان المعظم
- المواسم و المناسبات الدينية، المولد النبوي الشريف، عاشوراء..الخ
- مع بداية العام الدراسي
الأوقات التي تنخفض فيها الأسعار :
- نوفمبر ، ديسمبر، يناير، فبراير، مارس
- عيد الأضحى المبارك حيث يكون الاستهلاك متجها للحوم الحمراء .
ولذلك يلجأ المنتج إلى دفع النمو بشدة خلال المراحل الأولى من عمر الدواجن مع الاتجاه الى تسمينها حتى تصل إلى مرحلة التسويق في أعمار اصغر و تكاليف اقل .
استهلاك بداري التسمين خلال فترة التربية من العلف :
يستهلك الكتكوت 30 جم علف يوميا في الأسبوع الأول ثم يتزايد هذا المعدل أسبوعيا حتى نصل إلى الأسبوع الأخير (السادس أو 45 يوما ) فيكون استهلاك الطائر حوالي 150/جم /يوم .
و على ذلك فان الطائر يستهلك في حدود 4-4.25 كجم علف خلال فترة التسمين و حتى يصل إلى التسويق.
استهلاك الدجاج البياض خلال فترة التربية :
- يستهلك الطائر من عمر يوم و حتى عمر 140 يوم (فترة التربية ) في حدود 7-7.5 كجم علف .
- و في فترة الإنتاج فان استهلاكه اليومي من العلف من 90-135 جم/ يوم .
- و يكون معدل الاستهلاك خلال مدة التربية و الإنتاج و التي تصل إلى 18 شهرا (عام و نصف) 45 كيلو جرام .
- مع اعتبار أن كل 1% بروتين من طن العليقة يتكلف من 35-40 جنيها و بذلك يمكن حساب طن العليقة .