بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

تؤدي إصابة الأبقار والجاموس في مصر بالعديد من الأمراض الفطرية والبكتيرية إلي تهديد نمو هذا القطاع الهام من الإنتاج الحيواني، وإحداث خسائر اقتصادية كبيرة للمربين، مما يؤدي إلي إحجامهم عن إستثمار أموالهم في هذا المجال، وبالتالي حدوث إرتقاع كبير في أسعار اللحوم، بجانب الآثار الاجتماعية الضارة نتيجة للبطالة التي ستلحق بجزء كبير من العاملين في هذا المجال.

سوف نهتم بنشر تعريف ببعض هذه الأمراض الهامة والمؤثرة، وكيفية تشخيصها والتعامل معها، ومكافحتها بإتباع برامج الوقاية الفعالة، وإتخاذ الإجراءات الصحية والعلاجية البيطرية اللأزمة.

مرض القراع :

يسبب هذا المرض عدة أنواع من الفطريات أهمها الفطر Trichophton verrcosum، الذي يمكنه أن يعيش متطفلا أو مترمما في الحظائر لفترة قد تصل إلي العام.
والقراع مرض معد يصيب الأبقار في جميع أعمارها، خاصة العجول الصغيرة، كما يصيب بعض أنواع أخري من الحيوانات والدواجن، بجانب إنتقاله للإنسان، وهو يصيب الشعر والطبقة الخارجية من الجلد. ويحتاج المرض إلي فترة حضانة تصل إلي 2- 4 أسابيع .

الأعراض الظاهرية :
تساقط شعر الحيوان المصاب، وظهور إلتهابات جلدية على شكل حلقات محددة الحافة بلون الأبنوس، يتراوح قطرها ما بين 1.2-7.5 مم حول العين والأذنين والرقبة والخطمة، وحول الفم في العجول الصغيرة، وخلال 2-3 شهور تتكون قشور مادية في أماكن الإصابة.

كيفية إنتقال العدوي:
تتم العدوى مباشرة عند أختلاط الحيوانات المصابة بالسليمة، والأم المصابة بالعجول السليمة عن طريق الشعر المصاب او القشور الناتجة في أماكن الإصابة. وقد تتم العدوى بطرق غير مباشرة، مثل إستخدام حظائر الحيوانات المصابة وأدواتها، ومياه الشرب. ويساعد على تهيئة الحيوانات للإصابة عدم الإيواء بالطريق السليمة، وعدم أتزان العلائق.

تشخيص المرض:
يتم ذلك بفحص عينات قشور تحتوي على شعر من كافة أماكن الإصابة بعد معاملتها بأيدروكسيد البوتاسيوم؛ لإزالة القشور وغيرها مما يعلق بالشعر، حتي يظهر الفطر واضحاً تحت الميكروسكوب.

إجراءات الوقاية :
يتم فحص الحيوانات دوريا وعزل المصاب منها، ثم تطهير أماكن الإيواء، ومنع تزاحم الحيوانات بالحظائر، والتغذية بعلائق متزنة بها كميات كافية من فيتامين أ، د، وعلاج الحيوانات المشتبه في إصابتها بسرعة.

إجراءات العلاج :

  •  عزل الحيوانات المصابة، وإستخدام الفرشة والماء والصابون في إزالة القشور من أماكن الإصابة.
  •  دهان أماكن الإصابة يومياً بمخلوط من صبغة يود + جلسرين (1:1) مع الحك القوي لحواف أماكن الإصابة، أو إستخدام محلول صبغة يود يوماً بعد يوم.
  •  حقن الحيوان بمحلول مكون من (30 جم يوديد صوديوم + 250سم 3 ماء مقطر ) مرتين في الوريد بينهما أسبوع.
  •  استخدام مستحضر الجريزوثلفين، أو المضادات الحيوية المناسبة يعطي نتائج جيدة.

مرض الدوران:

يسبب هذا المرض بكتيريا غير متحوصلة موجبة لصبغة جرام يمكن تنميتها على البنيات البكتيرية Listeria monocytogen  يوجد منها 24 نوعاً تقريباً .
ومرض الدوران مرض بكتيري معدي، يصيب جميع الحيوانات الأليفة ( الأبقار – حيث تصاب كحالات فردية وتظهر عليها حالات مرضية خفيفة – والطيور والحيوانات البرية المجترة) مسببا معدل نفوق مرتفعاً في الحيوانات المصابة، كما يمكنه أن ينتقل إلي الإنسان ويستمر المرض لمد 2-4 أيام .

الأعراض الظاهرية:
تظهر الأعراض المرضية على الحيوانات المصابة بشكلين :

شكل التسمم الدموي:
يعتبر هذا العرض هو الأكثر إنتشار بين الحيوانات والمجترات الصغيرة الست والحيوانات ذات المعدة الواحدة، ويتشابه هذا العرض مع حالات التسمم التي تحدث بالأمعاء .

الشكل النخاعي :
يظهر هذا العرض على الحيوانات الأليفة مهما كان عمرها، لكنه ينتشر أكثر بين الحيوانات المجترة البالغة، وذلك في صورة إرتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، واحتقان العين، وإمتناعه عن الطعام والشراب، وعزلته، مع ظهور إفرازات أنفية ولعاب، وعدم إتزان الحيوان، وارتعاشه ارتعاشات متتالية، والدوران حول نفسه، والعمي. هذا كما تجهض الأبقار المصابة في وقت متأخر من الحمل (4-7 شهور) وتصل نسبة الإصابة بهذا المرض إلي 10%، مع إرتفاع نسبة النفوق في الحيوانات المصابة.

كيفية إنتقال العدوي :
تتم العدوى عن طريق التنفس، وملتحمة العين، والطفيليات الخارجية واللبن، والإفرازات الرحمية بعد الإجهاض .

تشخيص المرض:
يتم بفحص عينات مجمدة أو مبردة من الإفرازات الرحمية واللبن والجبنة المجهضة معمليا، وعزل الميكروب المسبب، كما يتم فحص سوائل النخاع والعمود الفقري عند تشريح الحيوانات المصابة النافقة، وأيضاً فحص الكبد والنخاع والمخ، حيث لا يمكن الاعتماد على الأعراض الظاهرية والتشريحية، نظراً لتداخلهم مع أمراض أخري كالتسمم الأسيتوني.

الوقاية والعلاج:
عزل الحيوانات المصابة وعلاجها بجرعات عالية من المضادات الحيوية كالتتراسيكلين عند بدء الإصابة، وقبل حدوث الإصابة الشديدة بالجهاز العصبي للحيوان.

المصدر: مجلة شمس - يوليو 2000 - العدد 30

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,037,016

الشعاب المرجانية