يعتبر محصول البرسيم احد العوامل الرئيسية المؤثرة علي الإنتاج الحيواني في مصر حيث أنه المصدر الرئيسي والأرخص لغذاء الحيوان في فصل الشتاء في مصر ولذا فإنه يؤثر تأثير مباشر علي إنتاج وأسعار اللبن واللحم وبالتالي علي الكميات المستوردة من هذه المنتجات لتعويض النقص منها كما أنه عامل مؤثر في خصوبة التربة ولذا يجب أن يتواجد في الدورة الزراعية بمساحة معينة لضمان المحافظة علي خصوبة الأرض الزراعية وعدم تدهورها كما ان محصول البرسيم له تأثير مباشر علي محصول القمح الاستراتيجي الهام حيث أن التوسع في زراعته تقلل من المساحة المنزرعة بالقمح وبالتالي تزداد كمية القمح المستورد.
لذلك يري الاستاذ الدكتور محمود محمد بنداري ـ رئيس بحوث متفرغ بقسم تغذية الحيوان معهد بحوث الانتاج الحيواني ـ ضرورة تعظيم الاستفادة من محصول البرسيم الذي لم يجد الاهتمام الكافي في الماضي كما حدث في حالة المحاصيل الأخري كالذرة الشامي والأرز والقمح الخ حيث تضاعفت إنتاجية الفدان من الذرة الشامي من 10.77 أردب عام 1980 م إلي 25.7 أردب عام 2006.
وكذلك تعتبر مصر الأولي في إنتاجية المساحة من محصول الأرز في السنوات الأخير بالإضافة إلي ما تحقق من زيادة في إنتاجية الفدان من القمح والقطن نتيجة للجهود الكبيرة التي انجزت من خلال الحملات القومية للنهوض بتلك المحاصيل ولذا يجب العمل علي زيادة إنتاجية الفدان من البرسيم أسوة بتلك المحاصيل مع تعظيم الاستفادة منه بالتغذية العلمية الصحيحة.
ويقدم د. البنداري بعض التوصيات لزيادة الاستفادة من البرسيم وذلك عن طريق التوسع في زراعة الأصناف المستنبطة حديثا عالية الإنتاج بتوفير كميات التقاوي التي تكفي لزراعة كل المساحة المخصصة لهذا المحصول واتباع تعليمات الخدمة المناسبة من ري وتسميد والحش في العمر المناسب وبالطريقة الصحيحة التي لا تتلف النموات الجديدة (الكرسي) وذلك من خلال برامج التوعية والإرشاد والأيام الحقلية وتحميل الشعير علي البرسيم مما يؤدي إلي زيادة إنتاجية الفدان من المادة الجافة وتحقيق التوازن المناسب للعناصر الغذائية في العلف الأخضر الناتج وخاصة بين الطاقة والبروتين وبين الكالسيوم والفوسفور مما يرفع من معدل الاستفادة منه وكذلك تحد من عمليات الخلط هذه من حدوث حالات النفاخ والاضطرابات الهضمية عند التغذية عليه وخاصة في أول حشة.
ويشير الدكتور البنداري إلي أهمية زراعة بنجر العلف علي بتون ومراوي البرسيم حيث أثبتت التجارب التي تم إجراؤها عند المزراعين في مناطق مختلفة من الجمهورية بمعرفة معهد بحوث الإنتاج الحيواني ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية بالتعاون مع برنامج إنماء قطاع الغذاء ان الفدان ينتج من 5-8 أطنان بنجر علف بمتوسط 6.5 طن دون أي منافسة لمحصول البرسيم وبتكلفة بسيطة تشمل ثمن ربع كيلو تقاوي بنجر علف و20 كجم سلفات بوتاسيوم و50 كجم يوريا للفدان ولذا فإن زراعة بنجر العلف بهذه الطريقة في مساحة البرسيم والتي تصل إلي 2 مليون فدان وعلي اعتبار ان الفدان ينتج 6.5 طن في المتوسط والمادة الجافة به 11.01 % وأن القيمة الغذائية له 79.9%، 7.8% مركبات غذائية مهضومة وبروتين مهضوم علي التوالي علي أساس المادة الجافة وسوف ينتج عن نشر هذه الفكرة 13 مليون طن بنجر علف طازج تحتوي علي 1.44 مليون طن مادة جافة بها 1.15 مليون طن مركبات غذائية مهضومة و112 ألف طن بروتين مهضوم وضمان توفير تقاوي بنجر العلف اللازمة هي العامل المؤثر في نشر تلك الفكرة حيث أنها لا تنتج محليا ويجب استيرادها وزراعة البرسيم الفحل في أوائل شهر سبتمبر بعد حصاد أصناف محصول الأرز المبكرة النضج وحشة في منتصف شهر نوفمبر وهو الميعاد المناسب لزراعة محصول القمح حيث أوضحت الحقول الإرشادية التي تمت زراعتها بهذه الطريقة بمعرفة معهد بحوث المحاصيل الحقلية أن الفدان ينتج من 15ـ 25 طن برسيم طازج بمتوسط 17.5 طن وأن إنتاجية الفدان المنزرع بالقمح عقب البرسيم الفحل أكثر من مثيله من المنزرع بعد الأرز بمقدار أردبين مع خلو الأرض من الحشائش.
ولذا فإن تطبيق تلك الفكرة سوف يؤدي إلي توفير العلف الأخضر في فترة حرجة من العام وسوف توقف مقدار الزيادة هذه علي المساحة المنزرعة بالبرسيم الفحل في مساحة تلك الأصناف من الأرز المبكرة النضج بالإضافة إلي زيادة خصوبة التربة نتيجة لزراعتها بمحصول بقولي بعد محصول نجيلي "الأرز" ولتحسينها لزراعتها بالقمح وزيادة إنتاجية الفدان من القمح سوف تشجع علي زيادة المساحة المنزرعة منه مما يقلل من الكميات المستوردة منه.
ويمكن ترشيد استخدام البرسيم بعدم الاعتماد عليه فقط (حتي الشيع) واستخدام كميات مناسبة منه في التغذية الشتوية مع حفظ الكميات الباقية منه علي هيئة دريس أو سيلاج تستخدم في فصل الصيف لتحقيق التوازن المطلوب في التغذية علي هذا المحصول علي مدار العام الأمر الذي يتبعه توفر الألبان واللحوم وثبات أسعارها وتقليل الكميات المستوردة منها.
ويمكن تحقيق ذلك بإعطاء الحيوانات المنتجة للبن أو حيوانات التربية 5% من وزنها برسيماً أما حيوانات التسمين فتعطي 2% من وزنها مع تغطية باقي الاحتياجات الغذائية لتلك الحيوانات بالأعلاف الأخري
أو بإحلال بعض المخلفات الزراعية محاه بالكميات المناسبة وبالطريقة التي لاتؤثر سلبيا علي أداء الحيوان حيث أن الاستفادة بعيدان الذرة الخضراء (15مليون طن علف أخضر) سيوفر حوالي 4.5 مليون طن مادة جافة تحتوي علي 2.61 مليون طن مركبات غذائية مهضومة و153 ألف طن بروتين مهضوم. واستخدام عروش بنجر السكر (1.5مليون طن) إما طازج أو جاف أو سيلاج سيوفر 150 ألف طن مادة جافة تحتوي علي 83 ألف طن مركبات غذائية مهضومة و15 ألف طن بروتين مهضوم وكذلك الاستفادة من قش الأرز (أكثر من 3.5 مليون طن) في تغذية الحيوان بدون معاملات أو بعد معاملته باليوريا أو الأمونيا أو بعد تصنيعه سيلاج من الأصناف التي تنضج الحبوب بها ومازالت العيدان خضراء سيضيف للثروة العلفية حوالي 1.26 مليون طن مركبات غذائية مهضومة بالإضافة إلي ذلك يمكن الاستفادة من حطب الذرة الرفيعة (1.8مليون طن) وكذلك مخلفات محصول قصب السكر (4.5 مليون طن نموات خضرية) بمحافظات جنوب الوادي بالإضافة الي الأتبان ومخلفات الخضراوات والفواكه. ويلزم لتفعيل تعظيم الاستفادة من محصول البرسيم وإحلال المخلفات الزراعية محل جزء منه في تغذية الحيوان إرشاد وتدريب المزارعين والمربين علي كيفية تطبيق ذلك مع توفير الإمكانيات اللازمة للعاملين بمركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة وكل الجهات المعنية بذلك من خلال حملة قومية كل في تخصصه مما يساعد علي تقليل كمية البرسيم المستخدمة في التغذية والذي ينعكس بدوره علي توفير جزء من ساحة البرسيم لزراعتها بمحصول القمح وبالتالي تقليل المستورد منه بالإضافة الي الحد من التلوث البيئي الناتج من حرق هذه المخلفات، وانتشار الآفات الزراعية والأمراض نتيجة لتراكمها علي شواطئ الترع والمصارف وتعفنها.