زادت المساحة المنزرعة بالتفاح بدرجة كبيرة منذ أوائل الثمانينات بالأرض المستصلحة الجديدة في مصر. وذلك بعد إدخال العديد من الأصناف الجديدة مثل صنف التفاح "أنّا" المطعوم على الأصل Mallus ، أو الأصل مالس MM106. كما أدخل أصل البتشيفوليا للتطعيم عليه بصنف الكمثرى ليكونت للهروب من مشكلة لإصابة بمرض اللفحة النارية- وتدهور الجذور.
ويعتبر التسميد أحد العوامل الهامة لنجاح المزرعة والحصول على إنتاج جيد كما ونوعا. وتتوقف كفاءة عملية التسميد على توازن وإتزان العناصر السمادية ونوع السماد وطريقة الإضافة والتداخل والتفاعل بين العناصر الغذائية وبعضها.
أيضا تسبب الزيادة المفرطة في إضافة الآزوت إلى تناقص معدل إمتصاص الكالسيوم، وبالتالي ظهور أمراض فسيولوجية أخرى مثل أمراض التبقع الفلليني والنقرة المرة وعفن قاعدة نهاية الثمرة(التتييلة) في التفاح.
وعموما يمكن تحديد احتياجات فدان واحد من التفاح والكمثرى في عمر الإثمار من العناصر السمادية تحت نظام الري بالتنقيط والمياه الصالحة للري كما يلي:
- النيتروجين: وتحتاج الأشجار إلى كميات تتراوح من 100- 120 وحدة، ويفضل تنويع مصادر الأسمدة الآزوتية ما بين نترات النشادر، سلفات النشادر، الأسمدة المركبة، حمض النيتريك حتى يمكن تعظيم الاستفادة من التسميد.
- البوتاسيوم: وتحتاج الأشجار إلى حوالي 120 وحدة في صورة سلفات بوتاسيوم القابلة للذوبان في الماء، وجزء من الأسمدة المركبة الغنية في البوتاسيوم كما يمكن استخدام البوتاسيوم السائل 36% رشا على المجموع الخضري.
- الفوسفور: وتصل الحاجة منه إلى 40 وحدة، ورغم أن الاتجاه العام أصبح استخدام حمض الفوسفوريك كمصدر للفوسفور إلا أنه يراعي ضرورة استخدام السوبر فوسفات مع الخدمة الشتوية على الأقل بنصف كمية الفوسفور(من 20- 25 وحدة على الأقل) والباقي في صورة حمض الفوسفوريك.
- الكالسيوم: وهو أحد أهم العناصر في تسميد التفاح والكمثرى، ويضاف غالبا كجزء من الاحتياجات النيتروجينية في صوة نترات الكالسيوم بمعدل 100 ك % فدان وله دور كبير في تقليل الإصابة بالأمراض الفسيولوجية وزيادة فترة بقاء الثمار بالمخازن المبردة وتقليل الفقد في الوزن.
- العناصر الصغرى: وتضم الحديد والزنك والمنجنيز، والنحاس والبورون والمولبدنم وإحتياج أشجار التفاح والكمثرى منها قليل، وهي تسبب مشاكل عديدة سواء عند قلتها أو زيادتها التي تسبب سمية كبيرة للنبات.
وعموما تتم إضافة هذه العناصر في صورة مخلبية رشا على الأوراق خلال فترات النمو أو عن طريق الإضافة من خلال شبكة التنقيط حيث لا تتعدى الكميات المضافة من هذه العناصر خاصة الحديد والزنك والمنجنيز عن 3- 5 كجم من العناصر المخلبية في صورة EDTA, EDDHA. ويراعي في مزراع التفاح والكمثرى أن أختيار البرنامج التسميدي ليس بالسهولة بل أنه يتوقف على العديد من العوامل منها عمر الشجرة، ونوع الأصل المستخدم، مدى الحالة الصحية للأشجار، نوع التربة ومدى وجود مشاكل بها من حيث ملوحة المياه ودرجة الحرارة.
وقد تم حساب الكميات التي تستنفذها أشجار التفاح والكمثرى لفدان واحد يبلغ عمره 7 سنوات في الظروف الطبيعية للأشجار كما يلي:
- النيتروجين من 30- 40 كجم.
- الفوسفور من 35-41 كجم.
- البوتاسيوم من 75- 80 كجم.
- المغنسيوم من 8- 12 كجم.
علاوة على استهلاك باقي العناصر مما يعني أهمية التسميد كنعويض لما يتم استنزافه من هذه العناصر.
ومن الناحية التطبيقية فإنه يمكن وضع البرنامج السمادي التالي لأشجار التفاح والكمثرى عمر 5 سنوات:
ويراعي أن يتم توزيع هذه الكميات الإجمالية حسب المراحل الفسيولوجية للنبات وكذلك تبعا لمنحنى نمو الثمرة، وعموما يتم إضافة 25% من هذه الكميات عند بدء العقد ثم 50% عند تمام العقد وحتى الجمع ثم 25% بعد الجمع وحتى تساقط الاوراق.
ومن المهم استخدام سلفات النشادر عند أرتفاع درجات الحرارة على أن تستخدم نترات النشادر عند انخفاضها.
أما عن التسميد العضوي أثناء عمليات الخدمة الشتوية فيضاف لمزارع التفاح والكمثرى الكميات التالية من الكمبوست بالمعدلات التالية تبعا لعمر المزرعة:
وذلك لتلافي أضرار مسببات أمراض التربة والحشائش، نظرا لأن الكمبوست يمتاز بخلوه من مسببات أمراض التربة(فطر- بكتيريا- نيماتودا- بذور حشائش)، وعند ارتفاع نسبة الملوحة(الصوديوم) بالتربة ينصح بإضافة 1- 1,5 طن من دلتا جبسيوم/ فدان للأشجار التي يقل عمرها عن 4 سنوات، أو من 1,5- 2,5 طن/ فدان للأشجار التي تتراوح عمرها ما بين 4- 8 سنوات، وذلك إحداث التبادل الكاتيوني وإحلال الكالسيوم مكان الصوديوم الذي يتم غسله مع ماء الري، كما تغني إضافة دلتا جبسيوم عن إضافة الكبريت لوجود عنصر الكبريت به والذي يعمل على خفض PH التربة ويزيد من معدل امتصاص العناصر الغذائية.
المصدر:
- مجلة شمس العدد 65 - ديسمبر 2003
- بقلم أ. د/ نظمي عبد الحميد - أستاذ الفاكهة- كلية الزراعة - جامعة عين شمس