تحتاج مزارع الدواجن من وقت لأخر(خاصة دجاج التسمين) ظاهرة التقزمStunting Syndrom توقف الدجاج عن النمو، ويعزي أصحاب تلك المزارع السبب في أحداث تلك الظاهرة إلي الإصابة بفيروس الريو، الذي ينتقل من الأم إلي الكتاكيت عموديا Vertical عن طريق البيض، كما أنه ينتقل أفقيا Horizontal من المصاب إلي السليم، وتتسبب هذه الظاهرة في إحداث خسائر اقتصاديه كبيرة للمربين خاصة ولصناعة الدواجن عامة، وقبل الحديث عن تلك الظاهرة مسبباتها وأعراضها المرضية علينا أن نعرف بعض الأشياء، التي ربما تكون خافية علينا.
إن تلك الظاهرة أكثر ظهورا في دجاج التسمين (الأمهات - البداري) عنها في الدجاج البياض، أي أنها مرتبطة بسلاله بعينها، نظرا لأن دجاج التسمين تم تركيبه وراثيا (الهندسة الوراثية) بأن يعطي أعلي وزن في أقل عمر.
أن أمهات دجاج التسمين يتم تحصينها بلقاح فيروس الريو قبل بدء إنتاجها، وعليه فأن الكتاكيت الناتجة عن تلك الأمهات لديها أجسام مضادة لهذا الفيروس؛ تحميها من الإصابة لفتري من عمرها.
أن فيروس الريو متواجد في الجهاز يين الهضمي والتنفسي للدجاج السليم0
أن كثيرا من الباحثين أثبتوا (بالتجارب المعملية والعدوى الاصطناعية) أن فيروس الريو هو المسئول الأول عن تلك الظاهرة، وان هناك فيروسات وبكتيريا وظروف غير ملائمة وراء أحداث تلك الظاهرة بالاشتراك مع فيروس الريو.
والآن نستعرض معا الصور المرضية الإكلينيكية لهذه الظاهرة لمعرفه كيفية حدوثها، والمسميات التي تطلق علي كل مرحله من مراحلها.
ظاهرة التقزم Stunting Syndrome
تبدأ بأعراض مرضيه في صورة إسهالdiarrhoea عند عمر 3-6 أيام من عمر الكتكوت والرغبة في التقاط الزرق للتغذية بدلا من العلف نتيجة خلل في إفراز الأنزيمات الخاصة بالتمثيل الغذائي ، وهذه الأعراض يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة الفيروسية أو البكتيريا، أو نتيجة خلل في الحرارة أو التهوية أثناء التحصين.
يصبح الكتكوت المصاب ذا شكل مميز في وقفته (مكور أي كالكوره) Spherical profile وفي اليوم السابع تظهر الكتاكيت وكأنها لم تصب بشيء، وتبدو نشيطه ولديها رغبه في تناول العلف بشراهة،وبعد مرور أسبوع آخر يظهر الفارق في النمو بين تلك الأفراد المصابة والأخرى السليمة،وبدء ظهور الغذاء (العلف) الذي لم يتم هضمه مع زرق الأفراد ألمصابه وتلك الحالة تعرف بسؤ الهضم Maldigestion syndrome، وتظهر كذالك ظاهرة الترييش غير الطبيعي (وهو ما يعرف ب Helicopter disase).
بعض الطيور المصابة يستمر في النمو، ولكن بوزن وحجم أقل من السليم، ويعرف بالكتكوت القزم Stunt chick أما الأفراد التي ليس لديها استجابة للنمو(توقف النمو) تعرف ب Runting syndrome عند4 أسابيع من العمر ،حيث تظهر أفراد شاحبة اللون (عدم وجود اللون الأصفر المميز للمنقار والأرجل) وتعرف ب pale bird syndrome نتيجة لعدم قدرة الطائر علي هضم الغذاء، خاصة الذرة الصفراء التي تحتوي علي مادة الكاروتين ، المسئولة عن اللون الأصفر للمنقار والأرجل.
ظاهرة هشاشة العظام: Brittlebone disease
تظهر علي الأفراد المصابة عند عمر 4- 5 أسابيع سهولة كسر عظام الأرجل، وتنكرز رأس عظمة الفخذ Femoral head necrosis نتيجة الخلل في عملية التمثيل الغذائي، مما يسهل معها عملية الكسر قرب عملية رأس العظمه.
التهاب المفاصل الفيروسي: Civeral Arthritis or tenosynovitis
المسبب الرئيسي : عدوي فيروس الريو، وهي ظاهره تصيب مفاصل الأرجل لأمهات وبداري التسمين، وتضخم التهاب الأربطة (يمكن أن تحدث نتيجة إصابة بكتيرية والميكوبلازما إلي جانب الإصابة الفيروسية) حيث تظهر أعراض العرج علي الدجاج المصاب ،مع وجود ورم في المفصل المصاب ،وألم مكان الإصابة يجعل الطائر كمن يقفز في حركته، ويفضل الجلوس علي ركبتيه، هذا بالإضافة إلي ظهور حالات مصابه ب Myocarditis (التهاب عضلة القلب)- Hepatitis التهاب الكبد.
وقد أعطي الباحثون اهتمامهم لمعرفة أي الأعضاء هو المسئول عن إحداث ظاهرة التقزم ، وبالدراسة وجد أن البنكرياس (الغدة المسئول عن إفراز الأنزيمات الخاصة بهضم الطعام) هو العضو المسئول؛ حيث وجد بالفحص النسيجي الميكروسكوبي للبنكرياس من دجاج مصاب بالتقزم في مراحله المختلفة – انسداد القنوات البنكرياسية (التي تمر من خلالها إنزيمات الهضم) واضمحلال الخلايا المكونة لنسيج البنكرياس (تليف الكبد) مما ينتج عنه سؤ هضم Maldigestion كما أن عملية استمرار الطائر في النمو تتوقف علي مدي إصابة وانسداد القنوات البنكرياسية. حيث إن الإصابة البسيطة للبنكرياس، وإعادة تجديد الخلايا المصابة- يأخذ له مدي أسبوعين، يعود بعدهما الطائر لسابق نموه (ولكن متأخر عن الأفراد السليمة) أما الإصابة الشديدة لتلك القنوات البنكرياسية فينتج عنها توقف الطائر عن النمو لفترة أطول؛ إلي أن يتمكن الطائر من أيجاد قنوات بنكرياسية جديدة ، تعمل علي مرور الأنزيمات الإنزيمات الهاضمة للغذاء، ينتج عن ذالك أفراد متقزمه أقل واصغر حجما من الأفراد السليمه.
كما أثبتت عمليات الفحص وجود التهاب وتورم في المعدة المغذية Proventriculitis، مما ينتج عنه عدم القدرة علي خلط وطحن وتكسير مكونات العلف.
وقد أجمع الباحثون أن هناك فيروسات أخري مثل Parvo v./Entrolike v. وعدوي بكتيريا تؤدي مجتمعه إلي ظهور تلك الحالة المرضيه.
الصور المرضية المشابهة والتشخيص المعملي:
- التهاب المفاصل Artheritis الذي ينشأ عن بعض المسببات البكتيريا. والعزل البكتيري مهم لمثل هذه الحالات.
- نقص وعدم كفاية امتصاص الكالسيوم وفيتامين د0Osteoporosis مع استهلاك الطائر للكالسيوم من عظامه، ينتج عن ذالك عظام هشة Brittle bone يسهل معها كسرها من أي مكان،وعدم وجود الم في العظم.
- مسببات الارتباط المناعي Suppression immuno مثل الجمبورو- السموم الفطرية – الكوكسيديا وبعض لأصابه البكتيريا ؛ كل هذا ممكن أن ينتج عنها التقزم.
الوقاية والعلاج:
- الحصول علي كتاكيت من أمهات سبق تحصينها بلقاح فيروس الريو ولقاح الجمبورو قبل دخولها في أنتاج البيض وقياس المناعة الأمية لدي الكتاكيت لكل منهما؛ للوقوف علي مدي سلامتها إذا ما تعرضت للإصابة بأي منهما أثناء التربية (فترة التحصين الأولي)
- استعمال المطهرات ذات الكفاءة العالية في تطهير دجاج التسمين، وإتباع تعليمات الرعاية الصحية أثناء تحصين الكتاكيت.
- فحص الأعلاف ومكوناتها دوريا؛للتأكد من خلوها من السموم الفطرية،وإضافة مضادات فطريه وخلطها مع العلف، وإضافة مضادات السموم الفطرية للعلف والماء.
- التشخيص المبكر للحالة، عن طريق إرسال عينات للفحص المعملي عند بدء ظهور الحالة؛ لمعرفة السبب وعلاجه فورا.
- عزل الأفراد المصابة أول بأول، مع التخلص من الأفراد ذوي الإصابة الشديدة (بإعدامها).
- عند نزول أعراض الإسهال (النزلة المعوية) علي الطيور يتم تقديم وإضافة الفيتامينات للأعلاف والماء، خاصة فيتامينات ا،د،3،ب المركب.
- إضافة الكوسيديا للعلف، والتأكد من جفاف الفرشة، والتأكد من عدم إصابة الكتاكيت بالكوسيديا بالفحص الدوري للأفراد النافقة.
- إضافة الكلس الفسفوري للعلف.
- بفضل تحصين كتاكيت الأمهات بلقاح فيروس الريو عند عمر 6أيام (الجرعة الأولي) بدلا من إعطائها في عمر يوم (مع لقاح الماريك) وذالك للحصول علي أجسام مناعية بصوره جيده مع أعمارها الأولي.
- إتباع نظام All-out&All-in في بيوت تربية دجاج التسمين.
- استعمال بيض مخصب للتفريخ ناتج من أمهات غير مصابه بالريو.
عزيزي المربى
مما تقدم بيانه يتضح أن ظاهرة التقزم التي تصيب دجاج التسمين يتسبب في إحداثها أكثر من مسبب (عامل) أي أنها ظاهره Multi factorial، مما ينتج عنه تفاوت في الأوزان والأحجام للعمر الواحد من الدجاج؛ لذا فأن فيروس الريو المتهم برئ إلي أن تثبت إدانته بالتشخيص والفحص المعملي للحالة منذ بدايتها، حيث يحدد التشخيص: هل الإصابة وارده من الأم ؟
أم أنها عدوي بيئية (من أفراد أخذت الإصابة أثناء فترة التربية،وانتقلت إلي أخري سليمة).