الفاكهة متساقطة الأوراق Deciduous Fruits من نباتات المنطقة المعتدلة ذات الشتاء شديد البرودة، ومن إعجاز الخالق جلت قدرته أن تتميز براعم أشجارها وبذورها بفترة سكون خلال موسم الشتاء تجعلها قادرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة واستمرارها في الحياة، وتحدث أثناء تلك الفترة تغيرات داخلية، تؤدي إلى استعادة النمو عند اعتدال المناخ ودفء الجو في الربيع.
أهم الفاكهة المتساقطة الأوراق:
التفاحيات (التفاح والكمثرى)، والنواة الحجرية (الخوخ والمشمش والبرقوق) وتحتاج أشجارها إلى قدر من البرودة شتاءًا، تعرف باحتياجات البرودة Chilling Requirement التي تختلف من نوع إلى آخر ومن صنف إلى آخر.
رغم أن أصناف الفاكهة المتساقطة الأوراق المنزرعة في مصر قليلة الاحتياجات من البرودة (تتراوح من 150 إلى 700 ساعة، عند درجة 7.2 ْم أو أقل) إلا أنه تحت ظروف المناخ المحلي لا تتوافر كافة احتياجات البرودة اللازمة لكسر السكون، ويؤدي ذلك إلى تأخر تساقط الأوراق، وبقاء كثير من البراعم ساكنة طوال فترة الإزهار وقلته. لذلك كانت الحاجة إلى استخدام المواد الكاسرة للسكون لاستكمال احتياجات الأشجار تحت ظروف المناخ في مصر وتبدو أهمية هذه المواد في انتظام التزهير وخروج البراعم في وقت مناسب يتميز باعتدال الجو، مما ينعكس على كفاءة التلقيح والإخصاب وزيادة المحصول وجودته، وعند زراعة الفاكهة المتساقطة الأوراق في ظروف مناخية مثل مصر يجب أن يؤخذ في الاعتبار عدة أمور أساسية مثل: اختيار الأصناف قليلة الاحتياج من البرودة، واستخدام بعض المواد الكيميائية لكسر السكون وطريقة التقليم وغيرها.
وأنواع السكون وفقًا لتقسيم Lang سنة 1987 ثلاثة هي:
السكون البيئي Ecodoramancy
ويكون سكون البراعم نتيجة للظروف البيئية الخارجية غير المواتية للنمو.
السكون المتلازم Paradoramancy
ويرجع سكون البراعم هنا للتأثير المثبط لجزء آخر في النبات، مثل سكون البراعم الجانبية بسبب السيادة القمية.
السكون الداخلي Endodormancy
ويكون سكون البراعم لأسباب فسيولوجية داخلية تمنع النمو، حتى تحت أفضل ظروف النمو الخارجية، ودرجات الحرارة المنخفضة Chilling Temperature فوق التجمد تنهي السكون الداخلي،وتتراوح بين صفر وحوالي 7 ْ مئوية، وأحيانًا أعلى حتى 10 ْم لبعض الأنواع ومنذ فترة ليست وجيزة ابتكرت عدة نماذج Models لحساب احتياجات البرودة، وفيها تقدر الدرجة المثلى لصنف ما، ثم تحسب الوحدات تبعًا للأثر النسبي لدرجات الحرارة أعلى أو أقل من الدرجة المثلى، وبذلك تحسب وحدات البرودة Chilling units اللازمة للصنف.
وفي استعراض سريع لاحتياجات البرودة (عدد الساعات 7.2 ْم فأقل) لأهم أصناف الفاكهة المتساقطة الأوراق المنزرعة في مصر نجد أن التفاح الآنا والدورست جولدن تحتاج حوالي 300 ساعة، وتزيد لصنف عين شيمر لتصل حوالي 450 ساعة، والكمثرى الليكونت حوالي 600 ساعة، وتتفاوت لأصناف البرقوق اليابانية، وأصناف الخوخ والمشمش ما بين 150 – 700 ساعة أو تزيد قليلاً.
وكما ذكرنا فإن المواد الكيمائية تستخدم لتعويض نقص البرودة اللازمة لكسر السكون في براعم أشجار الفاكهة المتساقطة، سوف نتعرف في هذه المقالة بإيجاز لأهم المواد الكيميائية المستخدمة والتي يتوقف تأثيرها بدرجة كبيرة على التركيز والتوقيت المناسبين لتحقيق الغاية المرتجاة.
الزيوت المعدنية والداي نيترو أورتوكريزول DNOC
كانت الزيوت المعدنية أول ما استخدم لكسر السكون الداخلي، فقد بدأت استعمال مخلوط من الزيوت والداي نيترو أورتوكريزول منذ عام 1945، ويتكون من 4 – 6% زيت مع 0.1 – 0.2% داي نيترو أورتوكريزول (DNOC)، حيث يزيد الزيت من تأثير الـ DNOC وكلاً منهم يزيد من معدل التنفس، ويرجح أن التغيرات المصاحبة تعمل على إنهاء المرحلة النهائية من السكون الداخلي، ولا يكون للزيت مع الـ DNOC تأثير نشط عند درجة حرارة أقل من 12 ْم، ويزيد عند درجة 24 ْم أو أكثر، وعامة لا تستخدم هذه المادة الآن في مصر، نظرًا لما لها من آثار جانبية تأكدت من الخارج، وخاصة عند استخدامها لخف الثمار، وتعتبر الفاكهة ذات النواة الحجرية أكثر حساسية لسمية الـ DNOC عن التفاحيات.
نترات البوتاسيوم KNO3
يستخدم الرش بنترات البوتاسيوم بتركيز من 5 -7%، وهو يعمل على كسر السكون في البراعم الزهرية وتحسين التزهير في كثر من الحالات ويؤدي إلى زيادة في المحصول.
الثيوريا Thiourea
الثيوريا مثل نترات البوتاسيوم، ذات تأثير متوسط إذا استخدمت منفردة، ولكن لها تأثير أكبر عندما تستعمل مع الزيت والـ DNOC، وتعمل الثيوريا على كسر السكون الداخلي للبراعم الخضرية في كل من التفاحيات والنواة الحجرية، إلا أنها قد تسبب بعض الأضرار للبراعم الزهرية، ويكون التأثير أكبر في النواة الحجرية (الخوج والبرقوق والمشمش) وتستخدم الثيوريا بتركيز حومالي 1.5% إما منفردة أو مع نترات البوتاسيوم.
جاري إعادة تقييم لاستخدام الثيوريا مع نترات البوتاسيوم والزيوت المعدنية بدون استخدام اDNOC ويفضل الرش قبل الزيت المعدني بعدة ساعات إلى أسبوع.
سيناميد الهيدروجين H2 CN2:
أكثر المواد الكيميائية المستخدمة في مصر الآن، وتتواجد تحت الأسماء التجارية Dorcy أو Dormex (49% هيدروجين سيناميد) والتوقيت هو العامل الهام لنجاح المعاملة في كسر السكون وتبكير نضج الثمار، في ظروف عدم اكتمال احتياجات البرودة، قد يحدث بعض التلف في البراعم الزهرية في الخوخ والبرقوق، وقد يكون ذلك لدرجات الحرارة المنخفضة أثناء أو بعد الرش بالهيدروجين سيناميد، وعامة لا يستخدم الهيدروجين سيناميد بفترة تقل عن 4 أسابيع قبل انتفاخ البراعم، ويستخدم الدرومكس بنجاح في التفاح بتركيز 3% خلال الأسبوع الأول والثاني من ديسمبر، وفي الكمثرى بتركيز 4% خلال النصف الثاني من شهر يناير، وفي المشمش الكانينو بتركيز 2 – 3% الأسبوع الثاني من شهر فبراير، وتتوقف تلك المواعيد على الظروف الجوية كل عام، وعلى قدر البرودة التي تلقتها الأشجار قبل المعاملة.
المصدر:
- مجلة شمس العدد 94 - شهر يناير 2009
- أ. د/ محمد مصطفى مكارم - رئيس بحوث الفاكهة متساقطة الأوراق معهد بحوث البساتين