مغذية في صورة صالحة للامتصاص بواسطة الأشجار بالإضافة إلى تأثيرها على تحسين خواص التربة الطبيعية والكيماوية والحيوية . وتكون
المادة العضوية عادة عبارة عن نواتج كائنات حية نباتية أو حيوانية أو خليط منهما.
مادة الأرض العضوية:
الجذور وبقايا المحاصيل الزراعية المختلفة تمثل نحو حوالي 70 % من محتوى الأراضي من المادة العضوية . وعندما تتحلل هذه المواد وتهضمبواسطة العديد من كائنات الأرض تصبح نواتج التحلل جزءا من دبال الأرز. وتؤثر المادة العضوية تأثيرا كبيرا في العديد من الخواص الطبيعية
والكيماوية للأراضي رغم المقادير البسيطة الموجودة منها وهى المسئولة عن حوالي نصف السعة التبادلية الكاتيونية للعديد من الأراضي , والمادة العضوية هى المسئولة عن البناء الجيد بالطبقات السطحية للأراضي فتعمل على تكوين مسام ذات أحجام مناسبة , وتؤثر المادة العضوية تأثيرا كبيرا
على العلاقات المائية والتهوية وتعمل على تقليل والحد من النحر الناتج عن الرياح والمياه , وبالإضافة إلى كل ذلك أنها تمد كائنات الأرض الحية والدقيقة بالطاقة اللازمة لاستمرار حياتها والمواد اللازمة لبناء أجسامها.
مصادر المادة العضوية بالأراضي:
تعتبر أنسجة النباتات هى المصدر الأساسي والرئيسي للمادة العضوية في الأراضي وتمثل أوراق الأشجار والشجيرات , وبقايا الحيوانات مصدرا
ثانويا للمادة العضوية , فبينما تهاجم الكائنات الحية الدقيقة أنسجة النباتات الأصلية فهى تترك مخلفاتها كما تترك أجسامها عند انتهاء دورة حياتها
لتصبح إحدى مكونات المادة العضوية وخاصة ما نطلق عليه دبال الأرض. وتلعب العديد من الحيوانات دورا هاما في نقل بقايا النباتات ولا سيما
الديدان الأرضية وكذلك النمل . ويمثل روث الحيوانات والذي يضاف إلى الأراضي على هيئة أسمدة بلدية حوالي 23 % من المحتوى الكلى للمادة العضوية في الأراضي وتمثل مخلفات صناعة الأخشاب ومخلفات بعض الصناعات الأخرى حوالي 5 % من المحتوى الكلى للمادة العضوية بالأراضي.
ويمكن أن نوجز أهم المصادر للمادة العضوية بالأراضي فيما يلي:
- البقايا النباتية من أوراق وسيقان وجذور.
- بقايا الكائنات الحية الدقيقة والراقية.
- السماد العضوي البلدي.
- السماد العضوي الصناعي (مخلفات المحاصيل ـ قمامة المدن ).
- السماد الأخضر (البرسيم الحجازي ـ البرسيم المصري ).
- مخلفات المجازر والمجارى.
تركيب أنسجة النباتات الراقية:
يكون الماء نحو 75 ـ 80 % من الأنسجة الخضراء لمعظم النباتات الراقية. وتتكون المادة الجافة من الكربون والأكسجين والأيدروجين والنيتروجين
وبعض العناصر المعدنية الأخرى . وعلى الرغم من أن عناصر الكربون والأكسجين والأيدروجين يمثلوا نحو أكثر من 90% من تركيب المادة الجافة إلى إن العناصر الأخرى تلعب دورا هاما في تغذية النبات, فيعتبر النيتروجين والكبريت والفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والتي تنتج من المصادر العضوية
على جانب كبير من الأهمية . والمركبات الفعلية في الأنسجة النباتية متعددة ومتباينة ويرجع ذلك لاختلاف أنواع النباتات والجدول رقم (1) يبين التركيب العام لنموذج نسيج نباتي ناضج وجاف.
جدول (1) : التركيب العام لنموذج نسيج نباتي ناضج وجافظ:
وتختلف الكربوهيدرات التي تتكون من الكربون والأيدروجين والأكسجين في درجة تعقدها من السكريات البسيطة إلى السليلوزات . والدهون والراتنجات والزيوت هى عبارة عن جلسريدات للأحماض الدهنية مثل البيوتريك , والاستياريك , والأولييك , وتكون راتنجات من أنواع عديدة وهى أكثر تعقيدا
في تركيبها من أغلب الكربوهيدرات . واللجنينات تتركب من الكربون والأيدروجين والأكسجين على هيئة مركبات حلقية شديدة المقاومة لفعل التحلل
البيولوجي وهى توجد في الأنسجة القديمة وخاصة الأنسجة الخشبية. أما البروتينيات فهى تتركب من الكربون والأيدروجين والأكسجين بالإضافة إلى
بعض العناصر الأخرى مثل النيتروجين والكبريت والحديد والفسفور , وعموما فهى مركبات ذات وزن جزيئي مرتفع وتوجد بصفة عامة في الأنسجة
النباتية الغضة.
تعتبر المادة العضوية عامل إيجابي في انطلاق العناصر المغذية لتصبح في صورة ذائبة أو مدمجة على سطوح غرويات الأرض وكلا
الصورتين ميسورتان للنبات وبذا نشأت فكرة إضافة المواد العضوية إلى الأراضي لتحسين إنتاجيتها الناتجة عن تحسين الخواص الفيزيائية للأرض
وزيادة العناصر المغذية في صورها الميسورة للنبات والمواد العضوية التي تضاف إلى الأرض تعتبر أسمدة مادامت تحسن خصوبة الأرض وتحسن
إنتاجيتها.
فوائد إضافة المادة العضوية لأشجار الفاكهة:
- 1 ـ تحسين خواص التربة فتعمل المادة العضوية على تفكيك حبيباتها وتحسين تهويتها وتخلل المياه بها وتحسين حالة الصرف وهذا له تأثير كبير على صحة أشجار الفاكهة حيث إن سوء الصرف يؤدى إلى ظهور العديد من الأمراض الفسيولوجية والفطرية.
- تزيد من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء خصوصا الأراضي خفيفة القوام مثل الأراضي الرملية.
- تزيد من السعة التبادلية الكاتيونية للتربة مما يزيد من خصوبتها وذلك عن طريق المجاميع الفعالة التي تزيد من مقدار الشحنة السالبة على سطوح غرويات التربة مما يكون له أثر كبير على جذب وامتصاص بعض كاتيونات العناصر المغذية.
- تزيد محتوى الأراضي من العناصر المغذية المختلفة عند تمام تحللها خاصة الآزوت والفسفور والبوتاسيوم وبعض العناصر المغذية الدقيقة.
- ينتج من تحلل المادة العضوية العديد من الأحماض العضوية وكذلك ثاني أكسيد الكربون (ك أ2) الذي يذوب في المحلول الأرضي مكونا حامض كربونيك (يد2 ك أ3). وتعمل هذه الأحماض العضوية المنفردة من تحلل المادة العضوية على إذابة العديد من العناصر المغذية الموجودة بالتربة وجعلها أكثر صلاحية للامتصاص بواسطة الأشجار خاصة عناصر الفسفور والحديد والزنك والمنجنيز .
تأثير نسبة الكربون إلى النيتروجين (C:N Ratio ) فى المادة العضوية:
عموما يجب مراعاة أن تكون نسبة الكربون إلى النيتروجين (C:N Ratio ) في المادة العضوية ما بين 15 : 1 إلى 25 : 1 , فإذا زادت هذه النسبة
عن ذلك فإن الكائنات الحية الدقيقة التي تقوم بتحلل المادة العضوية تستعمل نتروجين التربة الصالح للامتصاص بواسطة الأشجار في تكاثرها مما يقلل
كمية النتروجين الموجودة والتي يمكن للأشجار الاستفادة منها , ولو أنه عند موت هذه الكائنات الدقيقة فإن النتروجين الذي امتصته ومثلته في أجسامها
يتحرر ويعود مرة ثانية إلى التربة. ولذلك عند إضافة مادة عضوية منخفضة في نسبة النتروجين (كالقش والتبن) يجب مراعاة إضافة أسمدة كيماوية
معها مرتفعة في نسبة النتروجين حتى يعوض نقص النتروجين في المادة العضوية وبذلك لا تتعرض أشجار الفاكهة لأي نوع من الإجهاد الغذائي الناتج
عن منافسة الكائنات الحية الدقيقة لهذه الأشجار .