تعتمد صناعة السكر في مصر على محصولين أساسين هما القصب ويزرع بمحافظات الوجه القبلي وبنجر السكر وتتركز زراعته في محافظات الوجه البحري وتبلغ المساحة المنزرعة من قصب السكر في موسم 2001/2002 نحو 253256 ألف فدان وهى تمثل 64.39% من جملة مساحة المحاصيل السكرية والمساحة المنزرعة من بنجر السكر حوالي 140 ألف فدان آي نحو 35.60% من جملة المساحة المنزرعة لمحصولي القصب والبنجر.
ويعد محصول القصب أحد قلاع الصناعة في مصر التي يقام عليه العديد من الصناعات مثل صناعة السكر كصناعة أساسية هذا بجانب الصناعات الثانوية التي تقوم على المولاس (الجزء المتبقي من العصير بعد استخلاص السكر) مثل الكحولات بجميع أنواعها والشمع، الخميرة الجافة، خميرة بيرة، غاز ثاني أكسيد الكربون وسلفات البوتاسيوم، واستخدام طينة المرشحات في صناعة بعض الأسمدة وكذلك استخدام البجاس في صناعة لب الورق والخشب الحبيبي كما أمكن استخدام السائل الأسود الناتج من صناعة لب الورق في تحسين صفات الطوبه الاسمنتيه والخرسانية وتثبيت الكثبان الرملية، وكذلك استخدام القالوح ( القمم النامية) والأوراق الخضراء كعلف أخضر لتغذية الماشية بالإضافة إلى أن حرق السفير (الأوراق الجافة) المتخلفة من عملية الحصاد وتنظيف القصب يساعدني في التخلص من غالبية الحشرات وجراثيم الأمراض الضارة الكافية بالتربة أو المتطفلة على الحشائش المصاحبة لنمو القصب.
وتنتشر زراعة قصب السكر في محافظات مصر الوسطى ومصر العليا (المنيا – سوهاج – قنا – أسوان) وتبلغ المساحة المنزرعة منه 250 – 300 ألف فدان تقريبا ويعتبر قصب السكر من المحاصيل شبه المعمرة إذ يمكث بالأرض 4-5 سنوات (سنه غرس وثلاثة أو أربع خلفات) أي انه تبلغ مساحة القصب الغرس حوالي 75 ألف فدان سنويا موزعه على الموسم الربيعي (فبراير- مارس) والموسم الخريفي (سبتمبر-أكتوبر) بجانب ذلك 200 ألف فدان خلف .
يعتبر قصب السكر من أكثر المحاصيل الملائمة للتحميل لعديد من الاعتبارات أهمها:
- اتساع مسافات التخطيط التي تبلغ نحو المتر بين الخطوط وهذه مسافة جيدة للتحميل.
- بطئ نمو البراعم في القصب الخريفي ( سبتمبر – أكتوبر ) والتي تصل إلي 3 – 4 شهر.
- ارتفاع تكاليف القصب الغرس الخريفي حيث يمكث نحو 14-15 شهرا علاوة على فترة تجهيز الأرض وإعدادها للزراعة التي تستغرق نحو شهر تقريبا وبذلك ترتفع القيمة الايجارية لهذا المحصول.
وكان لنجاح تحميل المحاصيل البقولية وأهمها محاصيل الفول والعدس والطماطم والخيار والبصل الفتيل أثرا كبيرا في تغطية الزيادة في الإيجار والتكاليف بالإضافة الى تحقيق ربح مجزى مما شجع المزارعين على الإقبال على زراعة القصب الخريفي بكل من منطقتي مصر العليا ومصر الوسطى فقد وصل متوسط محصول الفدان من الفول المحمل مع القصب الخريفي الى 9 أردب ومن البصل الفتيل 8 أطنان مما يحقق زيادة في صافى دخل الفدان دون أن يؤثر ذلك على محصول القصب بدرجة كبيرة كما يقوم الزراع بتحميل الطماطم والتي قد يصل عائد الفدان منها إلى عدة آلاف خاصة عندما يتوقف إنتاج الطماطم بالوجه البحري ويصبح صعيد مصر هو المصدر الوحيد لإمداد الدولة باحتياجاتها من الطماطم.
ويجب العناية باختيار المحاصيل التي لا تؤثر على نمو محصول القصب بفقد وجد أن تحميل القمح والشعير مع القصب الغرس الخريفي يؤدى إلى تأخير عملية التخليف وصعوبة خدمة المحصول مما يؤثر على نمو نباتات القصب فيقل المحصول ونسبة السكر فيه. كما وجد ان تحميل الذرة الشامية أو عباد الشمس مع القصب الربيعي يقلل معدل التفريع وتتأخر تكوين الاشطاء في القصب فيقل المحصول وتنخفض نسبة السكر.
ولقد أجريت دراسات عديدة (منذ إنشاء قسم بحوث التكثيف المحصولي – معهد بحوث المحاصيل الحقلية وحتى ألان ) لتحديد أفضل المحاصيل التى يمكن تحميلها مع قصب السكر وطريقة ومواعيد زراعتها والكثافة النباتية المناسبة وغيرها من المعاملات الزراعية الأخرى. وكان من أهم نتائج هذه الدراسات نجاح تحميل الفول البلدي – البصل - الثوم – الطماطم – بنجر السكر - العدس على القصب الخريفي أو الخلفة الثالثة وتحميل السمسم – فول الصويا – المانج بين بعض القرعيات على القصب الربيعي أو الخلفة الثالثة.