بوابة أراضينا للزراعة والإنتاج الحيوانى

Control of stored grain and stored products pests

تتعرض الحبوب و المواد المخزونة كما أوضحنا سابقا لخسائر كبيرة أثناء تخزينها نتيجة إصابتها بالحشرات و القوارض,ان جفاف الحبوب بهدف الحيلولة دون حدوث تدهور لها بفعل الفطريات لا يحمي الحبوب من الإصابة الحشرية , و على هذا تعتبر مكافحة الآفات الحشرية و الوقاية منها بشتى الطرق أمرا مهما و ضروريا ,لتقليل الفقد في الحبوب و المواد المخزونة الى اقل قدر ممكن.

وتنقسم طرق مكافحة آفات المخازن الى طريقتين رئيسيتين:

  1.  الإجراءات الوقائية
  2.  الإجراءات العلاجية

الإجراءات الوقائية rotective methods

و تهدف الى منع او تقليل او الحد من إمكانية حدوث إصابة و تشمل:

1. إجراءات حقلية:

تراعى الاحتياطيات الآتية:

  •  حصاد المحصول بعد تمام نضجه و تحاشي تركه مدة طويلة في الحقل بعد نضجه او بين حصاده و تخزينه , حتى لا يتعرض لبعض الحشرات التي تصيب المحصول و هو قائم بالحقل.
  •  التخلص من بقايا المحصول و مخلفاته في الحقل , و تنظيف آلات الدراس و التذرية و الغربلة من بقايا الحبوب.
  •  التأكد من نظافة وسائل النقل من اى إصابة او تطهيرها قبل و بعد استعمالها.

2. تطهير أماكن التخزين:

  •  ترميم المبنى بحيث لا تترك فجوات او شقوق يمكن ان تأوي إليها الحشرات للاختباء
  •  تطهر المخازن من مخلفات المحصول السابق المبعثرة على الأرض,او العالقة بالسقف و الجدران ,و ما يمكن ان تحتويه من إصابة باستخدام مكانس الشفط الكهربائية.
  •  يتم رش المخزن بمادة الملاثيون او اللندين ,و يفل استعمالها في صورة معلقات(مسحوق قابل للبلل) حتى تترك فيلما من المبيد على الجدار بعد جفافها.

ويراعى عدم استخدام المخزن المعامل قبل مضى أسبوع على الأقل من المعاملة ,و المبيدات السابقة ذات تأثير طويل و باق (1-6 اشهر ) و يمكن استعمال مادة بيرثرين 0.1% (ليس لها اثر باق ) مع مادة بيبرونيل بيوتوكسيد, و يعرف هذا الخليط تجاريا باسم Pyrenone , و من الممكن أيضا استخدام الايروسولات او مولدات الدخان .

3. تطهير عبوات التخزين:

تعامل العبوات (الأكياس التي تستخدم في تعبئة الحبوب و تخزينها ) بأحد محاليل او معلقات المبيدات ,خاصة اذا كان قد سبق استخدامها , ومن أكثر المبيدات استعمالا الملاثيون و البيرونون رشا أو نقعا , و لا تستعمل العبوات المعاملة إلا بعد تمام جفافها , ويعتبر تطهير العبوات على اختلاف أنواعها باستخدام الغازات و الأدخنة أفضل الطرق حيث تقضي هذه المعاملة على جميع أطوار الحشرات .

4. الخلط بالمسحوقات الخاملة Inert dusts

المسحوقات الخاملة مواد غير سامة ,و لكنها تقتل الحشرات بتأثيرها الميكانيكي غاليا ,و هى تخلط بالحبوب المعدة للاستهلاك الآدمي و الحيواني ,و هى لا تكسب الحبوب المعاملة رائحة او طعما غير مرغوبين , ولا تؤثر على ناتج الطحن ,ولا على صحة المستهلك ,ولا على حيوية الحبوب.

ومن أمثلة هذه المواد الكاؤولين ,و التربة الدياتومية ,و هيدروكسيد الكالسيوم ,و مسحوق فوسفات الكالسيوم بدرجة نعومة خاصة (ينفذ 90% من حبيباته من خلال منخل 200 ثقب /بوصة مربعة ) , ومسحوق سيليكات الالومنيوم ,و زهر الكبريت , وأكسيد المغنيسيوم و الجير المطفي ,و رماد الفرن , وخليط من صخر الفوسفات و زهر الكبريت بنسبة 5:1 , ويعرف بمسحوق (قاتلسوس).

و قد توصل Wigglesworth,1944 الى تفسير التأثير المميت لهذه المواد للحشرات بأنه يعود الى إزالة الطبقة الشمعية نتيجة كشط جزء الكيوتيكل السطحي لجلد الحشرة ,أثناء تحركها بصعوبة بين الحبوب و وجود حبيبات المادة الدقيقية بين الأغشية التي تفصل بين حلقات الجسم و أعضائه ,فيصبح جدار الجسم في بعض مواضعه منفذا يسمح بتبخر الماء , وبالتالي تبخر سوائل الجسم ثم إصابة الحشرة بالجفاف الذي ينتهي بالموت.

و يعتقد بعض الباحثين ان كفاءة حبيبات المادة الخاملة على امتصاص الماء من جسم الحشرة هو العامل الأساسي في قدرتها على قتل الحشرة بالجفاف , ويرون ان التأثير المميت للمسحوقات الخاملة يعود الى عامل امتصاص الماء من جسم الحشرة أكثر ما يكون ناتجا عن إزالة الطبقة الشمعية او ربما يكون التأثير راجعا الى العاملين معا.

و قد لوحظ ان المعاملة بالمواد الخاملة تؤدي الى انخفاض ملحوظ في معدل وضع البيض و فترة الوضع و كذلك نسبة الفقس و قد يصل الانخفاض الى 80-90% .

ويتوقف تأثير هذه المواد على عدة عوامل :

  •  درجة نعومة المسحوق: فكلما زادت النعومة زادت الفعالية .
  •  درجة حرارة التخزين :يزداد الأثر الفعال للمسحوق مع ارتفاع درجة حرارة التخزين .
  •  الرطوبة النسبية:يقل اثر المسحوق بارتفاع درجة الرطوبة النسبية في الجو .
  •  المحتوى المائي للحبة :يقل اثر المسحوق كلما ارتفع المحتوى المائي للحبة .
  •  درجة نظافة الحبوب :يزداد فعل المسحوق بنظافة الحبوب و العكس صحيح.

و تختلف الحشرات في قدرتها على مقاومة فعل المسحوقات ,فالحشرات التي يكسو جسمها شعر غزير مثل يرقات خنفساء الخابرا تكون اقدر على مقاومة اثر المسحوقات .

5. الخلط بالمسحوقات النباتية المبيدة للحشرات :Plant insecticides

إن معرفة الإنسان بالنباتات السامة قديمة قدم الأزل فقد عرفها منذ ما يقرب من 2000 سنة قبل الميلاد (Chopra et. Al,1949) فقد استخدم قدماء الرومان الهيلبور الأبيض (veratrum album) كمبيد للقوارض ,و كان للصينيين الفضل في اكتشاف الخصائص المبيدة لجذور نبات الدرس (Derris ) كما استخدم البيريثروم كمبيد حشري في إيران , كما استعملت بالمثل مستحضرات نبات الدخان لمدة قرنين , وهناك ما يزيد عن 1500 نوع من النباتات تستعمل لمكافحة الآفات الآن على مستوى العالم.

و يجب أن تتميز أنواع النباتات التي تستخدم في مجال مكافحة الآفات بالخصائص الآتية:

  •  ان تكون نباتات معمرة
  •  ان تحتاج الى مساحة محدودة ,و الى القليل من العمل و ماء الري و المخصبات .
  •  الا تتلف كلما أخذت منه عينات من المادة المبيدة.
  •  الا تتحول الى عشب او عائل لآفات
  •  ان تكون له استعمالات جانبية أخرى.
  •  ان يكون المستخلص سهل التحضير سهل الاستعمال فعالا في مكافحة الآفة المعينة دون إحداث اى ضرر لغيرها آمنا من الناحية البيئية .

و فيما يتعلق بآفات الحبوب و المواد الغذائية المخزونة يعتبر نبات النيم (M.indica=Melia azederach=Azadirachta indica) أفضلها.

و قد أمكن عزل المادة الفعالة من الأوراق و الأزهار و الثمار , وتعرف بمادة Azadirachtin (800 ملليجرام/300 جم من البذور ).

و يعتبر خلط الحبوب قبل تخزينها بمسحوق أوراق النيم من الإجراءات العادية التي يتبعها المزارعون في الهند ,غير انه ثبت ان هذه الطريقة تحمى الحبوب بنسبة ضئيلة (Jotwani&Sircar,1965) و قد استخدم الباحثان البذور الجافة الناضجة بعد طحنها خلطا مع حبوب القمح بتركيز 0.5 ,1 , 2 جزء لكل 100 جزء بالوزن من الحبوب ضد خنفساء الخابرا , وثاقبة الحبوب الصغرى ,و سوسة الأرز ,و أتضح ان النسبة المئوية للحبوب المصابة كانت تزيد زيادة مضطردة في العينات غير المعاملة بزيادة مدة التخزين ,بعكس الحال في الحبوب المعاملة بمسحوق بذور النيم ,و التي كانت نسبة الإصابة بها منخفضة ,و كانت تقل بزيادة التركيز,و خلص الباحثان الى ان خلط حبوب القمح بتركيز 1-2 جزء /100 جزء بالوزن من الحبوب يكفي لحمايتها من الإصابة بحشرات التخزين الثلاث السابق ذكرها لمدد لا تقل عن 9,10,13 شهرا على التوالي ,و قد استعملت الطريقة نفسها في حماية بذور البقول من الإصابة بخنفساء اللوبيا لمدة تتراوح بين 8-12 شهرا ,و قد وصلت نسبة الإصابة بخنفساء التروجودرما بعد 380 يوما من التخزين 65.4% في الحبوب غير المعاملة مقابل 7% في الحبوب التي عوملت بتركيز 2 جزء /100 جزء من الحبوب.

و تكاد تجمع الدراسات التي أجريت على استخدام مستخلص نبات النيم لحماية الحبوب الغذائية أثناء عملية التخزين من الإصابات الحشرية على الحقائق الآتية:

  •  يحتوي مسحوق الأوراق و الأزهار و الثمار و البذور على المادة الفعالة الا ان مسحوق البذور كان أقواها فعالية.
  •  كان لمستخلص اى جزء من أجزاء نبات النيم السابق ذكرها تأثير طارد لفراشات دقيق البحر المتوسط ,و يرقات خنافس الدقيق ذات الرأس الطويل , و ثاقبة الحبوب الصغرىRoomi,Antiguiddine,1977
  •  كان لمستخلص البذور تأثير مانع للتغذية (Antifeedant) بالنسبة للخنفساء ذات الرأس الطويل , و خنفساء الدقيق الكستنائية , وخنفساء الخابرا و فراش البلح (C. cautella) . (Butterworth &Morgan,1968).
  •  كان لمستخلص البذور تأثير على التكاثر في بعض الحشرات عند تغذية العمر اليرقي الأخير على دقيق معامل بتركيزات 400 ,800 ,1600 جزء في المليون , فقد سبب التركيزان الأول و الثاني في بعض آفات المخازن من الخنافس تثبيطا لوضع البيض ,بينما سبب التركيز العالي منع وضع البيض كلية ,ومن المعتقد ان تأثير خصوبة الإناث في هذه الحالة ناتج عن عدم تجدد الخلايا المغذية التي توجد في المنطقة الطرفية للمبايض. Roomi,Antiguiddine,1977
  •  ان المعاملة بمستخلص البذور توقف عملية الانسلاخ في اليرقات كلية , او تحدث اضطرابا فيها , وان إبعاد هذا التأثير تتوقف على التركيز المستخدم ,أما يرقات العمرين الأول و الثاني فأنها تتميز ببطء نموها و فقد حيويتها Steets ,1976
  •  ان الحشرات و اليرقات المعاملة بمسحوق الثمار او البذور تظهر عليها حالة من القلق و الاضطراب و العصبية , وتفشل الأعمار الأخيرة من الريقات في التحول الى عذارى ثم تموت . Roomi,Antiguiddine,1977

و الطريقة كما تبدو بسيطة و رخيصة و آمنة إذ لم يكن للمعاملة بها اى اثر على حيوية الحبوب فقد لوحظ ان نسبة الإنبات في الحبوب غير المعاملة بالمسحوق كانت تقل بزيادة فترة التخزين , حيث وصلت نسبة الإنبات بعد ثلاثة اشهر من التخزين الى 64.6% , في حين أدت المعاملة بالمسحوق بتركيز 5 أجزاء بالوزن /100 جزء من الحبوب الى ارتفاع نسبة الإنبات فقد وصلت الى 84.3% بعد المدة نفسها من التخزين ,اى ان خلط حبوب القمح بالمسحوق بالنسبة المذكورة يحمي من فقد حيويتها أثناء التخزين.

و بالإضافة الى ذلك فلم يكن للمعاملة اثر سيئ على الطعم او الرائحة ,و الطعم المر للحبوب المعاملة يمكن التخلص منه بسهولة بنخل الحبوب ثم غسلها جيدا , و يعتبر استخدام المبيدات النباتية الآن في مكافحة آفات المخازن و غيرها احد الاتجاهات الحديثة التي يدعو اليها الباحثون في مجال مكافحة الآفات , لتجنب الآثار السيئة للمبيدات الكيميائية.

6. التأكد من نظافة الحبوب و جفافها

لا ينصح بتخزين حبوب القمح او الذرة بدرجة رطوبة تزيد على 12%,بل يفضل ان تكون اقل من ذلك ,و يجب التأكد من نظافة الحبوب ,و خلوها من الكسر و الشوائب التي تعتبر بيئة صالحة لنمو الحشرات و تكاثرها .

7. خزن الحبوب باغلفتها

خزن الذرة الشامية باغلفتها يحمي الحبوب من الإصابة بفراش الحبوب اذا كانت الكيزان مغطاة تماما بالاغلفة, ولكنها لا تحمي المحصول من الطيور و القوارض.

8. الفحص الدوري للحبوب

يعتبر الفحص الدوري للحبوب (كل أسبوعين او كل شهر على الأقل ) أمرا ذا أهمية ,حتى لا تتطور الإصابة و يصعب علاجها .

  • Currently 95/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 6717 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2008 بواسطة aradina

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

30,089,430

الشعاب المرجانية