تعتبر الخضراوات والفاكهة من المواد الغذائية المرغوبة لأنها تمد الإنسان بالفيتامينات والمعادن والمواد النشوية والألياف وبقدر من البروتين وكمية قليلة من المواد الذهنية. وهي موسمية لذلك فإن إنتاجها يبدو كبيرا علي فترات قصيرة وغالبا ما يزيد الإنتاج عن الاستهلاك ولذلك يجب العمل علي تصنيعها بالتعليب أو التجفيف لامتصاص جزء من فائض الإنتاج للعمل علي توازن الأسعار, وتجفف غالبا نوعيات خاصة من الخضر مثل البامية والملوخية والسلق والكسبرة والشبت والبقدونس والنعناع وبعض النباتات الطبية بجانب الشطة (الفلفل الحريف) والجزر والفاصوليا الخضراء وشرائح الطماطم ولفائفها. ويجب الحد من وقت التجفيف باستعمال درجات حرارية مناسبة لأن زيادة الوقت مع استعمال درجات حرارية منخفضة تؤدي إلي نمو الفطريات علي المواد المجففة وقد تفرز مثل هذه الفطريات سموم توكسينات لها خطورتها علي صحة الإنسان.
معاملات ما قبل التجفيف:
يجب أن تستعمل نو عيات جيدة من الخضراوات والفاكهة سليمة خالية من النموات الفطرية أو البكتيرية ذات صفات جيدة, كما يجب أن تكون خالية من الكدمات والتشققات.
كذلك يجب التخلص من الفضلات أولا بأول حتى لاتكون مصدرا للتلوث ولابد أن يكون هناك مصدر من الماء المعامل بالكلور وأوعية بلاستيكية للتجهيز والغسيل وميزان وسكاكين من الصلب الغير قابل للصدأ وحلل للمعاملات الحرارية ومصافي وترمومتر لقياس الحرارة وبعض المواد التي تستعمل كمواد مضافة وغير ذلك من المواد المساعدة.
عمليات الفرز والغسيل:
وهي عملية هامة تتضمن الغسيل مع إزالة الأتربة اللاصقة بالخضر وإزالة الأجزاء المصابة أو المعطوبة أو المكدومة والأعناق الخضراء وفرز الخضر وتقشيرها وتقطيعها إلي أجزاء صغيرة يسهل تجفيفها (شرائح – مكعبات – أجزاء لاتزيد عن 2سم). ثم إعادة الفرز والغسيل. وعملية الفرز يجب أن تتم تبعا للحجم واللون والقوام والكثافة والتركيب الكيماوي ووجود الندب أو الإصابة الحشرية, وهذه العملية تساعد علي الحصول علي مواد جافة ذات نوعيات عالية. والتحجيم هام جدا إذ يساعد علي ضبط العمليات الخاصة بالسلق أو الكبرتة بالإضافة فإن عمليات التجفيف ستكون متماثلة وأيضا فإن أسعار المنتجات المدرجة حجميا وكيفيا ستكون مجزية.
عمليات التقشير:
تساعد عمليات التقشير علي إزالة القشرة الخارجية إلا أنه يجب أن يكون التقشير محدود بإزالة القشرة الخارجية وألا يسبب التقشير إزالة الأنسجة الداخلية كذلك يجب أن تتضمن عملية التقشير إزالة الأجزاء المصابة أو الجافة مع إزالة الأنسجة المتليفة,ويجري التقشير في بعض الحالات باستعمال الآلات الخاصة تعرف بالكاريورندم إذ تستعمل في تقشير الدرنات أو باستعمال المحاليل القلوية.
التقطيع إلي شرائح ومكعبات:
وتقطع الثمار الكبيرة بعد التقشير إلي شرائح مثل البطاطس أو البصل أو مكعبات مثل الجزر أو إلي أجزاء مثل الفاصوليا الخضراء 2سم بعد إزالة الأطراف.
عمليات السلق:
تتضمن عملية السلق تعريض الخضراوات للماء علي درجة الغليان (100م)أو قبل عملية الغليان مباشرة (90م) لمدد قصيرة, والغرض من هذه العملية هي تثبيط عمل الإنزيمات وأيضا تؤدي العملية إلي طراوة الأنسجة مع جعل الجدار الخلوي أكثر نفاذية للماء, ولذلك ف,ن هذه العملية تساعد علي سرعة التجفيف كما ت,دي إلي سرعة استعادة الخضر الجافة لرطوبتها عند استرجاعها, كما أن هذه العملية تزيل كثير من الحمل الميكروبي.
وعمليات التقطيع هذه قد تجعل الأنسجة تتعرض للإنزيمات التي تؤدي إلي صفات غير مرغوبة فقد تؤدي هذه الأنزيمات إلي اللون الأبيض إلي اللون البني كما في البطاطس أو تغير الطعم أو تؤدي إلي فقد الفيتامينات أو تكسير للأنسجة وطراوتها كنتيجة لعمل الإنزيمات البكتينية, ولكن معظم الإنزيمات تقتل أو تثبط كنتيجة لتعريض الأنسجة علي درجة حرارة 90م لمدة دقيقتين أو أكثر
ومن الإنزيمات المقاومة للحرارة البيروكسيديز ويعتبر هذا الإنزيم من المعايير اللازمة لتحديد مدد المعاملات الحرارية للخضراوات وللتأكد من سلامة عمليات السلق وتحدد طول مدة السلق عدة عوامل مثل حجم الخضر ودرجة الحرارة المستعملة وكمية الخضر المعاملة في وقت واحد بالنسبة لحجم الماء المستعمل في السلق والبيئة المستعملة في عمليات السلق, فالسلق في الماء المغلي يتطلب مدة أقصر من السلق في البخار علي نفس درجة الحرارة, ويجب مراعاة عدم زيادة السلق إذ يؤدي ذلك إلي طراوة الخضر وصعوبة تجفيفها ويستعمل في عمليات السلق أسبته من السلك يمكن أن يتخللها الماء الساخن أو البخار أو يمكن استعمال قماش الموسلين بدلا من الأسبته السلكية,وعلي العموم فإن الأسبتة السلكية أو غيرها يجب تحريكها في الماء المغلي حتى يمكن أن تتجانس درجة الحرارة ويمنع ذلك زيادة السلق.
ومن عيوب السلق في الماء علي 90 – 100م هو فقد بعض المواد الغذائية حيث تقل نسبة المواد الذائبة والحساسة في المواد المجففة, ولذا يفضل إتمام السلق في البخار لتلافي فقد هذه المواد الغذائية وتتم عملية السلق بالبخار بتعريض الخضر إلي البخار الحي وذلك بوضع الخضر المراد سلقها في مصافي خاصة توضع علي حلل مملوءة بالماء تناسبها من حيث القطر. وعند غليان الماء يخرج البخار لينفذ من خلال المصافي إلي الخضر المجهزة ثم يتكثف علي الغطاء الخارجي. وتعامل هذه الخضر بالطريقة السابقة لمدد كافية لتثبيط الإنزيمات, بعدها تبرد الخضر التي سلقت بواسطة تيار من الماء البارد لمنع زيادة السلق.
ويمكن تحديد مدي النشاط الإنزيمي وذلك بالكشف عن إنزيم الكتاليزCatalase وهو أقل مقاومة للحرارة من إنزيم Peroxidase ويكشف علي إنزيم Calaese بأخذ 2جم من العينة وخلطها وتجزئتها ووضعها في أنبوبة إخنبار وإضافة 20سم3 من الماء المقطر, وبعد النقع لمدة حوالي 15 دقيقة يضاف 2/1سم2 من 0.5% محلول فوق أكسيد الأيدروجين hydrogen peroxide Solution وتعطي النتيجة الإيجابية ظهور فقاقيع من غاز الأوكسجين في حين أن الكشف عن Peroxidaseيتم بأن تجهز العينة كما سبق وبعد النقع لمدة 15 – 20 دقيقة يضاف 0.5سم3 من 0.5% فوق أكسيد الأيدروجين و0.5سم2 من 0.5% محلول الجوايكول Guaiacol في محلول كحولي 50 % فإذا ظلت القطع دون تغيير في اللون بعد 15 دقيقة فإن الاختبار يعد سالبا, أما إذا كان موجبا يعطي بعد 3 دقائق لون أحمر أو بني محمر – ويمكن استعمال محلول0.5 % من البنزيدين في محلول كحولي 50.%
وتساعد عملية السلق علي الاحتفاظ بلون الخضروات خصوصا اللون الأخضر بشرط أن لاتتم عملية السلق في درجة حموضة مرتفعة إذا أن انخفاض درجة تركيز أيون الأيدروجين قد يؤدي إلي تكسير الكلوروفيل, ولذا يفضل أن يكون PH لماء السلق مرتفعا كذلك يفضل استعمال كربون الصوديوم حتي يصبح PH للمحلول 7.3 – 7.8, وقد تستعمل لهذا الغرض أيضا كربونات المغنسيوم. والطريقة العملية لذلك هو استعمال كربونات الصوديوم كمحلول 2 % أو محلول كربونات المغنسيوم 2.% ولو أن ذلك قد يؤثر علي بعض فيتامينات المجموعة ب.
لا تستعمل عمليات السلق في حالة إعداد البصل أو الثوم للتجفيف إذ ينتج عن ذلك فقد الحرافية كذلك لا تستعمل في النباتات الطبية أو العطرية وبعض الخضراوات الو رقية لسهولة فقد المادة الفعالة.
عمليات الكبرتة
تعامل المواد المراد تجفيفها بواسطة (كبأ2) ثاني أكسيد الكبريت كغاز بالتدخين وتستعمل هذه الطريقة غالبا للفواكه, أما الخضراوات فتعامل بمحاليل تحتوي علي صوديوم ميتابيسلفيت تغمر فيها الخضروات بعد عملية السلق, أو قد ترش هذه المحاليل علي الخضر بعد السلق أو قد تذاب هذه المواد في ماء السلق علي أن هذه المعاملات المختلفة تتوقف علي نوع الخضر المراد تجفيفها فلا يجب مثلا سلق الفاصوليا الخضراء في ماء يحتوي علي ميتابيسلفيت الصوديوم إذ تؤثر درجة الحموضة علي اللون الأخضر كما بينا سابقا في حين يمكن استخدام هذه الطريقة بالنسبة للجزر.
وتركيز المحاليل التي تستعمل بالرش تتراوح ما بين 0.2 – 0.5 % ميتابيسلفيت الصوديوم, ويقدر ثاني أكسيد الكبريت كجزء في المليون أو مجم/كيلو جرام, علي أن إضافة 1.5جم من صوديوم ميتابيسلفيت إلي لتر من الماء تعطي 1000 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكبريت أي 1. % كب أ2. ويمكن تحضير محلول معروف القوة بإذابة 12جم من ميتابيسلفيت الصوديوم في لتر ماء ويمثل ذلك 8000جزء في المليون أو 0.8.%
أما عملية التدخين فهي عبارة عن حرق الكبريت الزهر في حيز محدود تتوافر فيه المواد المراد كبرتتها علي صواني من الجريد تحتوي علي فتحات تسمح بمرور الغاز من أسفل إلي أعلي حيث تمتصه المواد الموضوعة علي الصواني والمعرضة للغاز وتعتبر 10 – 12جم من زهر الكبريت لكل كيلو جرام من الخضر المراد كبرتنها كمية كافية, ويحرق الكبريت في حجرة الكبرتة ويترك حوالي 8 ساعات.
وعمليات الكبرتة هذه تمنع التغيرات اللونية الناتجة عن التفاعلات الكيماوية بعد التجفيف وأثناء التخزين علي أن هذه المواد تعتبر سامة إذا استعملت بتركيزات عالية.
التغيرات في نوعية الخضر أثناء التجفيف:
قد تحدث بعض التغيرات في الخضر كنتيجة للتعرض لأشعة الشمس (الضوء) وقد يؤدي ذلك إلي أكسدة الدهون وإحداث التزنخ أو قد يتغير اللون خصوصا بالنسبة للخضروات الخضراء أو قد يدكن اللون كما في البطاطس, كذلك فقد يسبب التعرض للشمس فقد الفيتامينات, ويمكن التغلب علي كل ذلك بإجراء عمليات التجفيف بعيدا عن الضوء.
وقد تؤثر درجات حرارة التجفيف إلي انكماش المواد المجففة.
والتغير في شكل المواد بطريقة غير مرغوبة لا يقبلها المستهلك, كما أن المواد الغذائية التي تنكمش كثيرا قد لا تمتص الماء بكمية كافية عند إجراء عمليات الاسترجاع, ودرجة الانتفاخ والتشرب للنشا وطراوة جدر الخلايا تعد من العوامل الهامة عند الاسترجاع.
معاملات ما قبل التجفيف للفاكهة:
تحتوي الفاكهة علي كمية من السكر والأملاح والفيتامينات خصوصا فيتامين ج وفيتامين (أ) علي صورة بيتاكاروتين كما تحتوي الفاكهة أيضا علي الأحماض العضوية وأحيانا تحتوي علي كمية متوسطة من فيتامين ب مثل البلح الجاف.
وقد تحتوي الفاكهة المجففة علي نسبة عالية من الرطوبة تصل إلي 20 % مثل العنب الجاف (الزبيب) وبعض أصناف البلح الجاف وذلك لاحتوائها علي نسبة عالية من السكريات تعمل علي حفظها. وهذه الفاكهة غالبا تؤكل بدون عملية استرجاع.
ومعظم الفواكه صالحة للتجفيف باستعمال المجففات الشمسية ما عدا الموالح وعند جمع الثمار للتجفيف يجب أن تكون ناضجة وليست في مرحلة تحت النضج أو زائدة النضج ولا تعامل الفاكهة بالسلق ولكن أغلب الفواكه تعامل بغاز كب أ2. ولا تستعمل الأملاح غالبا مثل الصوديوم ميتابيسلفيت في هذه العملية وثاني أكسيد الكبريت هام إذ أنه يحافظ علي اللون والفيتامينات في الفاكهة الجافة كما يعمل علي طرد الحشرات ومنع نمو البكتيريا والفطريات ويحافظ علي طعم الفاكهة ويستعمل حوالي 3.5 – 4 كيلو زهر كبريت لكل طن من الفاكهة.
المعاملة السكرية:
تعامل الفاكهة قبل عملية التجفيف بمسحوق السكر وتؤخر هذه العملية التغيرات اللونية كما تغطي المواد الجافة بإغلفه سكرية, ويمكن أيضا غمر قطع الفاكهة في محلول سكري مركز يسمح بانتقال الرطوبة من ثمار الفاكهة إلي المحاليل السكرية المركزة, وبذا تفقد الثمار حوالي 50 % من رطوبتها وبذلك فإن عملية التجفيف باستعمال المجفف الشمسي تصبح سهلة.
والفاكهة المعاملة بالأسموزية تكون عالية الثبات أثناء التخزين نتيجة لارتفاع معدل السكريات التي أمتصت أثناء فقد الرطوبة كنتيجة للأسموزية فإن الثمار لا تتعرض لدرجات حرارية عالية وبذلك تحتفظ باللون والطعم العادي للثمار. وارتفاع السكريات في الفاكهة مع وجود طبقة من السكر المركز حول الثمار يمنع التحولات اللونية في الثمار بواسطة الإنزيمات أو الأكسدة. وخروج الماء من الثمار قد يصاحبه خروج الحامض وانخفاض تركيز الحموضة مما يسبب تحسن الطعم وتستعمل هذه الطريقة عند تجفيف المانجو حيث تنقع قطع الثمار في محلول 67% سكروز لمدة 18 ساعة وتؤدي هذه الطريقة إلي فقد حوالي 40 % من رطوبة الثمار ويلي ذلك نقع الثمار في محلول 60س% كروز يحتوي علي 1 % كب أ2 وأخيرا تنقع الثمار في ماء بارد لإزالة السكريات السطحية وبعد ذلك يمكن كبرتة الثمار وتجفيفها عاديا وقد تستعمل هذه الطريقة أيضا في تجفيف الباباظ والموز.
التجفيف
من المعلوم أن ثمار الفاكهة تحتاج إلي وقت أطول للتجفيف وذلك لاحتوائها علي كميات كبيرة من السكر الذي يؤخر تبخر الماء, والبلح النصف جاف يحتوي علي كمية كبيرة من السكريات المحولة خصوصا الفركتوز وهو من المواد الهيجروسكوبية أي يمتص بخار الماء من الجو, وفي الجو الجاف فإن الفاكهة تجف سريعا إلا أنه في الجو الرطب تصبح عملية التجفيف من الصعب إتمامها حيث إنها تمتص الرطوبة من الجو بعد الجفاف, وعلي ذلك فإن استعمال المجففات الشمسية قد تسهل عملية التجفيف لثمار الفاكهة عن التجفيف الشمسي العادي ولكن يجب أن تستعمل المجففات غير المباشرة للمحافظة علي لون الفاكهة المراد تجفيفها.