بعد ان يتم كسر القصب عند الحصاد واجراء عملية النظافة بتقشير العيدان وكسر الزعزوع والبوال فأنه عادة مايتم نقل القصب من الحقل الى مكان تجمع القصب (الوحسة) تمهيدا لشحنه الى المصنع لأجراء عمليات استخراج السكر.
نقل القصب من الحقل الى الوحسة وقد يتم نقل القصب من الحقل الى الوحسة باستخدام الجمال او الكارو او باستخدام المقطورة وهو ما يحدث فى اغلب الاحيان فى الوقت الحالى. اما فيما يتعلق بنقل القصب من الوحسة الى المصنع فقد كان الى عهد قريب يتم باستخدام عربات السكة الحديد غير ان هذه الطريقة رغم انها مازالت تستخدم الى انها فى بعض الأحيان تتسبب فى انخفاض المحصول بالنسبة للمزارع عن الواقع نتيجة لتعرض هذه العربات للسرقة او ان العربة ذاتها قد تنقلب فى كثيرا من الاحيان مما يتسبب فى خسارة للمزارع من حيث الوزن وللمصنع من حيث تعرض القصب الى التدهور مما يؤثر سلبا على كفاءة استخراج السكر لزيادة السكر المحول وبالتالى تقل كمية السكر الناتج. ومن الجدير بالذكر ان السنوات القليلة الماضية قد شاهدت تطورا ملموسا فى وسائل النقل من الوحسة او حتى من الحقل الى مكان تجمع القصب بالمصنع ، فقد بات واضحا استخدام اللوارى فى عملية شحن القصب من الوحسة الى المصانع وقد ساعد ذلك كثيرا فى تجنب الفقد الحادث فى محصول القصب نتيجة للنقل بخطوط السكك الحديدية او الديكوفيل.
نقل القصب بالديكوفيل
الديكوفيل نقل القصب بالديكوفيل
متوسط محصول القصب بين الواقع والحقيقة
يقدر متوسط محصول القصب من العيدان النظيفة بنحو 49.0 طن / فدان وذلك طبقا لتقديرات التى يقوم بها باحثوا قسم العينات بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى بوزارة الزراعة ، وهذا الرقم (49 طن/فدان) يضع مصر على قمة مجموعة الدول المنتجة للقصب فى متوسط المحصول من وحدة المساحة لمحصول عمره 12 شهر متقدمة بذلك على دولة بيرو (48.04 طن) ودولة زيمبابوى (47.12 طن) ، وزامبيا (45.83 طن) .
غير انه من المعلوم ان متوسط محصول الفدان طبقا لتقديرات شركة السكر 39 طنا / فدان وهو رقم ايضا صحيح حيث يتم تقديره على اساس جملة المساحة الموردة والوزن الذى يتم على موازين الشركة وهو رقم غير مشكوك فيه لأن عملية الوزن تتم بطرقة اتوماتيكية لا دخل للافراد فيها ويصعب العبث او التحايل على قيمة الوزن الناتج حيث يتم وزن العربة وهى محملة ثم يعاد وزنها وهى فارغة وذلك على ميزان بسكول يعاير دوريا بمعرفة مصلحة الدمغة والموازين.
وبمقارنة الوزن الذى يقدر بطريقة العينات (49 طن/فدان) والوزن الذى يتم حسب تقديرات موازين شركة السكر (39 طن/فدان) نجد ان هناك 10 طن فرق بين الرقمين ، وهذا الفرق كبير لأنه اكبر من متوسط انتاج الفدان لدولة موزمبيق (5 طن/فدان) ، افغانستان (7.92 طن/فدان) والعراق (9.56 طن/فدان) (طبقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة 1998).
- من هنا كان لابد من معرفة اسباب هذا النقص ؟
- واين يذهب ؟
على يقين ان كل من تقديرات قسم العينات بمعهد الاقتصاد الزراعى بوزارة الزراعة وتقديرات شركة السكر رقميين صحيحين وفوق مستوى الشبهات تماما. من هنا كان لابد ان نتطرق الى بعض هذه الاسباب التى قد يكون واحدا منها او جميعها سببا مباشر فى هذا الفرق خاصة وان هذا الفرق(10 طن/فدان) يجعل انتاج السكر فى مصر من القصب فقط يزيد نحو 294000 طن سكر ليقفز الانتاج الكلى لمصر الى ما يقرب من 1540000 طن سكر (1245000 طن من البنجر والقصب + 249000 طن من القصب المفقود فى مساحة 280000 فدان).من هنا كان ولابد من القاء الضوء على هذه الاسباب التى قد يكون من المحتمل احدها او جميعها سببا فى هذا الفرق بين تقدير المحصول بالعينات وبين واقع الحال فى تقديرات شركة السكر.
1-عند التقدير بطريقة العينات يتم قطع (كسر) عيدان القصب بطريقة سليمة( بين الترابين ) على خلاف ما تقوم به اغلبية العمال حيث يرتفع مستوى القطع مما يؤدى الفقد جزء من العود قد يصل الى 4 طن/فدان.وقد يكون من المفيد جدا الاهتمام بتنشيط كفاءة وخبرة المزارع والعاملين فى مجال حصاد القصب عن كيفية الحصاد المناسب من خلال تدريبات عملية مثل ايام الحقل او التوعية الاعلامية من خلال البرامج التلفزيونية الموجهة او العرض التلفزيونى الداخلى بقاعات الارشاد الزراعى بالقرى والنجوع.
2- جزء من القصب الناتج والمتعاقد علية مع الشركة لا يتم توريده ويباع لمحلات العصير للبيع الطازج او يتم توريد جزء منه الى عصارات صناعة العسل الاسود كما هو الحال بالمنيا او صناعة السكر الجلاب والعسل الاسود كما هو الحال بنجع حمادى. وتقدر مثل هذه الكمية بما لا يقل عن نحو 3 طن / فدان . وقد يكون من المفيد زيادة التوريد من القصب بادخال محصول الذرة السكرية كأحد بدائل القصب لصناعة المحليات الطبيعية واجراء التجارب التكنولوجية لتحسين مذاق العسل الاسمر الناتج من عصير الذرة السكرية خاصة وانه يمكن ادخال هذا المحصول فى الاراضى حديثة الاستصلاح لأنها من المحاصيل المتحملة للملوحة والجفاف.
3- تعرض عربات نقل القصب من الوحسة (مكان تجمع القصب لشحنه الى المصنع) وخاصة الديكوفيل الى الانقلاب وفقد جزء من وزن القصب اما عن طرق السرقة او النقص فى الوزن نتيجة فقد جزء من الرطوبة نتيجة لتأخير عملية اعادة شحن العربات المقلوبة بمعرفة المزارع نفسه مما يعرض المحصول الى نقص قد يصل الى واحد طن/فدان. وفى هذا الصدد ورغم ان هناك دعم من المجلس للحراسة اثناء النقل غير انه يكون من المفيد تحسين كفاءة النقل من خلال استخدام وسائل اسرع واقل تعرضا لمخاطر السرقة او الانقلاب مثل عربات اللوريات والتى ذاد استخدامها كثيرا فى الآونة الأخيرة بمناطق القصب.
4- غالبا ما تتم عملية تقدير المحصول من خلال العينات عن طريق القسم المختص بمعهد الاقتصاد قبل حصاد المحصول بنحو شهر حيث يكون القصب اكثر غضاضة ، ولما كانت تعليمات شركة السكر بضرورة فطام القصب(منع الرى مدة قد تصل ال 30 يوما مما يؤدى الى تقليل نسبة الرطوبة وزيادة تركيز السكر وانخفاض الوزن عن سابق تقديره بطريقة العينات وقد يصل الفرق فى التقديرين الى نحو 2 طن على الاقل . ولما كانت عملية الفطام تساهم فى خفض الوزن من جهة غير انها تؤدى الى زيادة نسبة السكر فى العيدان عند الحصاد مما يكون له اكبر الاثر على السكر الناتج وتقليل تكاليف الانتاج لانخفاض وقت تركيز الشربات اثناء التصنيع ، من هنا يجدر الاشارة الى العودة الى نظام تقدير السعر على اساس الوزن والحلاوة مما يعود بالأثر الطيب على المزارع والشركة من خلال تقليل ساعات التشغيل فى احواض التركيز مما يوفر الوقود بالنسبة للشركة وبالتالى تقليل تكاليف الأنتاج واما بالنسبة للمزارع فزيادة دخلة من ناحية اهتمامه بتنفيذ تعليمات الشركة فيما يتعلق بموعد الفطام وكذلك عدم الاسراف فى اضافة الأسمدة لتحقيق وزن عالى مما يوفر دخل زائد يتمثل فى زيادة حلاوة القصب من جهة وتقليل كميات السماد المضاف من جهة اخرى.
خدمة محصول الخلفة
التبكير بخدمة محصول الخلفة له نفس مزايا التبكير فى مواعيد زراعة القصب ويجب البدء بخدمة ارض محصول الخلفة بمجرد الانتهاء من كسر الحقل مباشرة وذلك بتوزيع الاوراق الجافة (السفير) توزيعا منتظما فى ارض الحقل وحرقه من قبلى الى بحرى بعكس اتجاه الرياح وقت الغروب او فى الصباح المبكر عند سكون الرياح منعا من حدوث حرائق بالحقول المجاورة ثم تروى الارض عقب ذلك مباشرة ويعاد الرى للمساعدة على تكامل الانبات اذا لزم الامر وعند جفاف الارض الجفاف المناسب يحرث ما بين صفوف النباتات (الفج) للتخلص من جذور المحصول السابق ولتهئية مهد صالح لنمو جذور المحصول الجديد وبعد ذلك تقام المراوى وتحوض الارض وتجهز للرى مع الاستمرار فى عمليات الخدمة المعتاد اتباعها كما هو الحال فى محصول الغرس ويجدر الاشارة الى ضرورة اضافة السماد البوتاسى قبل الفج بين الخطوط لضمان حسن التوزيع.
ويتعمد الكثير من المزارعين تأخير خدمة محصول الخلفة ظنا منهم ان تغطية الارض بالسفير يحمى البراعم المدفونة بالتربة من البرد الشديد والصقيع وهو اعتقاد خاطئ اذ ان البراعم التى تتأثر ببرودة الجو هى براعم العقل الطرفية الحديثة العمر الغضة الانسجة لا براعم العقل القاعدية المتقدمة العمر والتى لا تتأثر مطلقا من البرد بل على العكس فان عمليتى حرق السفير والرى بمجرد اخلاء الارض من المحصول السابق تساعدان على تدفئة الارض وتنشيط الانبات وزيادة سرعته واعطاء فرصة لنمو المحصول ومن ثم وبلوغه مرحلة النضج التام مبكرا.