تختلف المشاكل المرضية التي تعترض إنتاج الطماطم في الحقل المكشوف عنه في الزراعة المحمية.
الزراعة المحمية:
تتميز زراعة الطماطم تحت الصوب البلاستيكية بأنها تزرع في عروة واحدة أي موسم نمو طويل.
وعمومًا فإن الزراعة المحمية تتميز بظروف جوية معينة مثل ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض الإضاءة والأمراض التي تنتشر في مثل هذا المناخ هي:
عفن الأوراق، العفن الرمادي، الندوة المبكرة والمتأخرة والبياض الدقيقي.
كما أن التعامل مع النباتات في بعض العمليات الزراعية مثل الشتل، السرطنة، الحصاد، الجروح الميكانيكية تعتبر كلها عوامل تسهل من حدوث الإصابة.
ومع ذلك فإن التطوير المستمر في نظام الزراعة المحمية، ساعد على الحد من انتشار مثل هذه الأمراض مثل نظام التهوية الأوتوماتيكي، استعمال نظام الزراعة في محاليل غذائية (NFT)، استعمال بيئات من البيت موس أو الصوف الصخري (Rook Wool) والتي كان لها تأثير كبير على تقليل المخلفات التي تعتبر مصدر طبيعي للعدوى.
كما أن نظام زراعة الشتلات في عيون مستقلة ساعد على تقليل الإصابة عن زراعة البذور في التربة.
كما أن إدخال الأصناف غير المحدودة والتي يستمر نموها حتى تسعة شهور بدلاً من الأصناف المحدودة التي فترة نموها قصيرة.
وقد ساعد استعمال بعض التقنيات الحديثة مثل استعمال ستائر مثقبة لمنع دخول الحشرات داخل الصوب واستعمال البلاستيك الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية واستخدام ثاني أكسيد الكربون، انخفاض درجة الحرارة أثناء النمو، استعمال بدائل للتربة.
كل هذه المعاملات تحد فقط من الإصابة بالأمراض ولا تمنعها.
الأرض المكشوفة:
تنمو الطماطم في الحقل المكشوف تحت ظروف جوية متغيرة، فمثلاُ عند زيادة درجة الحرارة بالتربة فإن ذلك يساعد على انتشار مرض الذبول الفيوزاريم، الذبول البكتيري، وعفن الساق.
أما في حالة انخفاض درجة الحرارة بالتربة، فإن ذلك يساعد على انتشار أمراض العفن الفليني Corky rot وعفن الفيتوفثرا، وأمراض المجموع الخضري مثل الندوة المبكرة التي تنتشر في حالة الزراعة المكشوفة حين ترتفع درجة الحرارة ومع ذلك فإن الندوة المتأخرة تنتشر مع انخفاض درجة الحرارة في كلا من الزراعات المحمية والمكشوفة.
كما أن نوع التربة له أثر كبير على انتشار بعض الأمراض، حيث إن التربة الخفيفة مثلاً تؤدي إلى انتشار التبقع البكتيري، أما التربة الثقيلة وحيث تقل فيها التهوية وتزداد نسبة الرطوبة فإن ذلك يشجع نمو وانتشار عفن الجذور الذي يسببه فطر الفيتوفثرا. كما تنتشر أمراض بقع الورقة الرمادي، الندوة المبكرة والتبقع البكتيري في الأرض المكشوفة عنه داخل الصوب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق الحشرات مثل الذبابة البيضاء، تنتشر بشدة في الحقل المكشوف ويرجع ذلك لعدة عوامل منها أعداد الحشرات الكبيرة التي يشجع على كثرتها الظروف الجوية السابق شرحها ووجود عوائل كثيرة لها.
ومن الأمراض الشائعة والتي تنتشر عن طريق التربة:
مرض سقوط البادرات:
يحدث ذبول البادرات في عدة صور قبل الإنبات حيث تموت البذور قبل إنباتها. وبعد الإنبات حيث تهاجم الكائنات المرضية الساق عند سطح التربة وتسبب اختناق وسقوط البادرة.
عفن الجذور:
حيث تهاجم الكائنات قمم الجذور وتنتقل فيه حتى تموت البادرة، والكائنات المسببة لهذا المرض هي الريزوكتونيا، البيثيم والفيتوفثرا.
وللحد من انتشار هذا المرض يجب استعمال بذور معاملة بالمبيد الفطري قبل الزراعة، وحيث إن هذه المعاملة تكون غير كافية، فيمكن تعقيم التربة إذا كان ذلك متاحًا، أو تعقيم صواني الزراعة قبل استعمالها، أيضًا فإن تخفيف الماء يساعد على تحسين التهوية والتي تؤدي بدورها إلى الحد من انتشار هذا المرض. وفي حالة شدة الإصابة، ينصح بإضافة أحد المبيدات الفطرية مع ماء الري.
مصادر أمراض الطماطم:
1- البذور
ينتقل مرض فيروس الموازيك TMV عن طريق البذور وغالبًا يكون على غطاء البذور ويمكن معاملة مثل هذه البذور بالنقع في محلول ثلاثي فوسفات الصوديوم. كذلك مرض Bacterial canker فهو ينقل عن طريق البذور ويمكن التخلص منه عن طريق استخراج البذور بعملية التخمير وليس باستعمال الأحماض.
2- التربة ومخلفات المزرعة:
تعيش بعض الفطريات في التربة أحيانًا لمدة 3 سنوات، كما أن كثيرًا من الأمراض الفطرية والبكتيرية تعيش على مخلفات النباتات لعدة سنوات، ولذلك يجب إتباع الدورة الزراعية.
3- الحشائش:
ينتقل عن طريقها العديد من الأمراض وبخاصة الأمراض الفيروسية مثل فيروس موزايك الدخان وفيروس تجعد الأوراق الأصفر وخلافه.
4- الهواء:
بعض الأمراض وخاصة مرض البياض الدقيقي حيث ينتقل الفطر مع الرياح لمسافات كبيرة وكذلك الندوة المتأخرة.
5- العبوات – الدعامات – الخيوط – الصناديق:
وجد أن البكتيريا المسببة لمرض bacterial canker يمكن أن تعيش على الدعامات لعدة شهور. وبالتالي يمكن إصابة المحصول التالي المستخدم له نفس الدعامات، كما وجد أن الخيوط أو الصناديق المستعملة في التعبئة وغيره يمكن أن تكون مصدرًا لمرض فيورس موزايك الدخان.
الأمراض الفسيولوجية التي تصيب الطماطم وطرق التغلب عليها:
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأمراض لا تسببها فطريات أو بكتيريا أو حشرات، ولكن المقصود بها الأمراض التي تظهر نتيجة لظروف جوية غير ملائمة مثل انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة، خطأ في التسميد، عدم انتظام الري وهذه المسببات ينتج عنها ما يسمى بالأمراض الفسيولوجية، وبمعرفة سبب المرض يمكن التغلب عليه، حيث أن الأصناف تختلف فيما بينها بالنسبة لحساسيتها أو مقاومتها لتلك الأمراض، ومن أمثلة ذلك:
1- مرض عفن القمة الزهري:
وأعراض هذا المرض عبارة عن بقعة من القشرة تكون بنية اللون وطرية الأنسجة وجلدية في الجزء الطرفي والسبب المباشر لذلك هو نقص الكالسيوم في الثمار وينتج ذلك عند تعرض النباتات لظروف غير طبيعيةز
- نقص الرطوبة في التربة
- زيادة الملوحة في منطقة الجذور
- زيادة معدل النتح.
- زيادة الرطوبة في التربة والتي تؤدي إلى سوء التهوية.
ويمكن تفادي هذه الظروف بمجرد ظهور أعراض المرض وعمومًا إذا ظهرت الإصابة فيمكن الرش بلكوريد الكالسيوم لمنع ظهور المرض في الثمار الجديدة.
2- تشقق الثمار:
يحدث التشقق غالبًا في الثمار الناضجة وقد يبدأ قبل التلون بعدة أيام ويستمر حتى اكتمال اللون الأحمر وتجدر الإشارة هنا إلى أن حساسية الثمار للتشقق تعتبر صفة وراثية مرتبطة بالصنف، وقد تمكن مربي النباتات من إنتاج أصناف جديدة متوسطة الحساسية للتشقق ويساعد على ظهور هذه الصفة درجات الحرارة المرتفعة مع انخفاض مفاجئ في نسبة الرطوبة بالتربة، وعند الري المفاجئ بعد فترة عطش طويلة فإن امتلاء الأنسجة بالماء يعمل على الضغط الداخلي على الخلايا ويسبب تشققها، ولعلاج هذه الظاهرة تنتخب الأصناف الأكثر مقاومة، وتفادى ارتفاع درجة حرارة الثمار مع الحفاظ على درجة الرطوبة بالتربة في حالة توازن.
3- تشوه لون الثمار:
وتظهر فيها الثمار بألوان غير منتظمة حيث تكون اللون الأخضر الفاتح أو أحيانًا بعض المساحات غير الملونة في الثمار وترتبط هذه الظاهرة بعدم انتظام شدة الإضاءة والبرودة، وارتفاع نسبة الرطوبة بالتربة، وزيادة النيتروجين، ونقص البوتاسيوم وظهور هذه الأعراض في حالة نقص شدة الإضاءة فيمكن ري التربة مع إضافة أسمدة يقل فيها نسبة النيتروجين. وإذا حدثت هذه الظاهرة عند زيادة شدة الإضاءة. فيمكن أن يكون السبب في هذه الحالة عدم توازن العناصر (زيادة نيتروجين أو نقص بوتاسيوم أو قد يكون زيادة في رطوبة التربة).
4- لفحة الشمس ولون الثمار البرتقالي:
كل هذه الأعراض ترتبط أساسًا بارتفاع درجة الحرارة أو زيادة شدة الإضاءة ويجب تجنب إزالة أي أوراق يمكن أن تعمل على حماية الثمار من أشعة الشمس خلال أشهر الربيع والصيف حين تتعرض الثمار لفترات طويلة لأشعة الشمس المباشرة.
أما عن الثمار البرتقالية اللون فيمكن أن تعزى إلى نقص نسبة صبغة الليكوبيين المسببة للون الأحمر عند ارتفاع درجات الحرارة، أما صبغة الكاروتين والتي تسبب اللون الأصفر البرتقالي فهي لا تتأثر بدرجات الحرارة.
أما استمرار لون الأكتاف الأخضر مع تطور ونمو الثمرة فيمكن اعتباره صفة وراثية مرتبطة بالصنف. ولتجنب هذه المشاكل يجب عدم تعريض الثمار لضوء الشمس المباشر، ويمكن زراعة الأصناف ذات المجموع الخضري الجيد والذي يقي الثمار من لفحة الشمس. كما يمكن التظليل لتقليل شدة الإضاءة".
5- ثمار مفرغة
وتكون فيها مساكن الثمرة خالية من البذور والعصير ويرجع ذلك إلى:
عيب في عملية التلقيح والإخصاب. وتحدث هذه الظاهرة غالبًا عند انخفاض درجة الحرارة مع انخفاض شدة الإضاءة.
6- تشوه الثمار:
يتأثر شكل الثمار ويصبح غير منتظم وتقل قيمته التسويقية، وتحدث هذه الظاهرة غالبًا عند إصابة مبيض الزهرة أو بسبب التركيب الوراثي للزهرة وقد يكون بسبب بعض الظروف الجوية التي تتسبب في نمو أعضاء الزهرة بطريقة غير طبيعية.